أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

شارك

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي

أنا اغتصبتْ وأنا قتلتْ وأنا غرر بي”
معتقلون ومعتقلات يدلون باعترافات كاذبة على شاشات إعلام النظام بعد تهديدهم
محمد العمر || درعا

هي بضع اعترافات ستدلون بها على شاشات إعلامنا الرسمي، وسيخلى سبيلكم بعدها”، خدعة لا تكف أجهزة المخابرات السورية عن استخدامها لتدفع عشرات المعتقلين إلى الظهور على التلفزيون السوري، لسرد أشياء لم يفعلوها، وكلهم أمل أن يعودوا لأهلهم سالمين، إلا أنهم يواجهون بإعادتهم إلى زنازينهم.
يبث التلفزيون الرسمي منذ بداية الثورة وحتى الآن، اعترافات المعتقلين، ويتفنن في توصيفهم إما إرهابيين أو سلفيين أو مسلحين أو تابعين لجبهة النصرة، وتقدم لهم الوعود بأنهم بعد الظهور على الشاشة سيخلى سبيلهم، إلا أنه سرعان ما تستغل تسجيلاتهم ضدهم، ليقضوا أحكاماً طويلة في سجون النظام.
أول معترف مسجون
من أوائل من ظهر على شاشات النظام الشاب ابراهيم نايف المسالمة في شهر نيسان عام 2011 ليعترف أنه استخدم السلاح في ترهيب المواطنين (رغم أنه جاء على لسان رأس النظام في أكثر من مقابلة أن الظواهر المسلحة لم تتشكل إلا بعد ستة أشهر من انطلاق الثورة)، وأقام الحواجز، وكان يطمح إلى تأسيس إمارة إسلامية بقيادة الشيخ أحمد الصياصنة.
وعد أهل ابراهيم بإخلاء سبيله بعد الاعتراف مباشرة، وإلى اليوم لم يطلق سراحه، بل استخدم هذا التسجيل كدليل ضده، ووجهت له تهمة إرهاب مدينة، وهو يقضي عقوبته الآن في سجن عدرا المركزي، بحسب ما قاله أقاربه وبعض المفرج عنهم من أبناء درعا.

اعترافات الشيخ أحمد الصياصنة
ولمقابلة الشيخ أحمد الصياصنة الشهيرة التي بثت على الإعلام الرسمي، قصة رواها أحد الأشخاص الذين كانوا برفقه ابن الشيخ أحمد الصياصنة ويدعى علاء، الذي يقبع إلى الآن دون تهمة في سجن الأمن العسكري بالسويداء، ويتعرض لأسوأ أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وتم عزله في زنزانة منفردة مؤخراً.
يقول صديق علاء: اقتيد علاء من مكان خدمته العسكرية في حمص (مؤسسة الإسكان العسكري/ فرع حمص، كان برتبة مساعد مجند) إلى مكان يجهله، عرف فيما بعد أنه فرع الأمن السياسي بدمشق، ترك علاء هناك في زنزانة منفردة لمدة خمسة وعشرين يوماً، بقي فيها مكبلاً ودون غطاء، متعرضاً للتعذيب بكافة أشكاله.
بعد انقضاء تلك الأيام، تغير الوضع، فنقل علاء إلى مكان آخر، وطلب منه أن يستحم، وجيء بحلاق قام بقص شعره وحلق ذقنه، وألبس لباساً جديداً، ومن ثم اقتيد إلى مكتب وبدخوله فوجئ بوجود أخيه إسلام، برفقه شخص يبدو أنه “ذو شأن”، وبعد ربع ساعة قال ذلك الشخص “سيأتي والدكم بعد قليل أرجو أن تقنعوه بالظهور على التلفاز والحديث، أريح لكم وله”, كان المتحدث “ودوداً ولطيفاً”، بعد ذلك نقل علاء وإسلام إلى غرفة أخرى، وكان والدهما هناك، ويقوم أحد الأشخاص بإطعامه نظراً لإعاقته البصرية، وبعد قليل دخل الشخص الذي استقبلهم، وسأل الشيخ الصياصنة “شو يا شيخ قررت؟”، فأجاب الشيخ بأنه لا يستطيع وأن هذا الأمر صعب، وبعد جدال اتسم بالحدة والقسوة من قبل ذلك الشخص، طلب الشيخ مهلة يومين، فأجابه “لا مانع” مضيفاً “الشباب سيبقون هنا حتى تقرر، ولسنا في عجلة”، خلال ذلك اليومين تعرض علاء وإسلام للتعذيب، إلى أن طلب منهما الخروج وأعطيا أغراضهما، فقابلهما الشخص ذاته بابتسامة وعاملهما بلطف قائلاً “والدكما يسجل الآن، انتظروه حتى ينتهي وستذهبون سوية”.
امتدت المقابلة أكثر من خمس ساعات، وبعدها دخلا مع الشيخ إلى مكتب ضخم، يجلس فيه شخص تبين لاحقاً أنه اللواء محمد ديب زيتون، الذي قال للشيخ “هكذا أفضل لك ولنا”، وخرج الشابان برفقة والدهما. (الآن علاء معتقل بتهمة التواصل مع والده، أما إسلام فتمكن من الوصول إلى الأردن سالماً).
أما المشاهد فلا يعرف كل تلك التفاصيل باستثناء مقابلة بثها التلفزيون الرسمي، يعترف فيها الشيخ، أنه غرر به، وأن ما جرى خارج عن إرادته، وعلى السوريين أن ينتظروا الإصلاحات القادمة، وعليهم التصدي للمؤامرة الكونية.
“أجانب يغتصبون نساء درعا”
ويروي بعض السجناء المفرج عنهم من فرع الأمن العسكري بدرعا، كيف أجبر الشاب عبد الكريم الزعبي (طالب سنة ثانية هندسة اتصالات في جامعة اليرموك) من بلدة المسيفرة على الاعتراف بأنه ينتمي إلى جبهة النصرة، وأن أجانب كانوا يدخلون البلدة ويغتصبون النساء، وهو يقودهم إلى تلك البيوت، ومن النساء اللواتي اغتصبوهن زوجة أبيه وزوجة أخيه، تعرض عبد الكريم بعد ذلك الاعتراف لمختلف أنواع التعذيب حيث تورم جسده بالكامل وغاب عن الوعي فنقل إلى مشفى، وبتعافيه أعيد إلى الزنزانة، ليطلبوا منه أن يعيد الاعتراف ذاته، ولكن هذه المرة على شاشة التلفزيون السوري، على أمل أنه سيفرج عنه، وسيستطيع تقديم امتحاناته.
بثت المقابلة في الشهر الأول من العام الحالي إلا أن عبد الكريم ما يزال معتقلاً حيث نقل من فرع الأمن العسكري بدرعا إلى مكان مجهول، ويعتقد أهله أنه موجود في دمشق.
اتهم بتهريب الأسلحة
أما محمد عياش، فهو سائق نقل خارجي على براد خضار، من مواليد عام،1980 متزوج ولديه طفلة، أجبر، بعد إلقاء القبض عليه في 25 نيسان عام 2011 أثناء عودته من السفر، على الظهور على شاشات إعلام النظام، ليعترف بأنه قام بنقل السلاح إلى سورية عن طريق الأردن من خلال أشخاص قطريين وسعوديين، وحكم عليه بعد المقابلة بالسجن المؤبد، ويقضي عقوبته في سجن صيدنايا الآن، اضطر محمد لتسجيل المقابلة بعد أن أخبروه أن والدته في الغرفة المجاورة له، وهي تسمع صراخه أثناء التعذيب، وأكدت والدته لـ “جسر” أنه برئ ولم يرتكب أي ذنب.
اعتقلت وبيدها سلة غذائية
ولم تسلم حتى النساء من يد مخابرات النظام وإرهابهم، فالسيدة منى الوادي، (طالبة هندسة كهرباء، سنة ثانية) من مدينة الحارة التابعة لدرعا، كانت من أواخر من ظهروا على شاشة تلفزيون النظام.
ألقي القبض على منى في 26/11/2012  عندما كانت تنقل في سيارتها سلة غذائية لأحد الأسر المتضررة في دمشق، اقتيدت بعدها إلى سجن في أحد القطع العسكرية بالغوطة الشرقية، ثم نقلت إلى فرع فلسطين، وبعدها أحيلت إلى مطار المزة التابع للمخابرات الجوية.
تروي ختام، وهي من المعتقلات اللواتي كن مع منى، “منى ما تزال قوية وذات همة رغم التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضت له، ومن ضمن العذابات النفسية التي مورست عليها، أنهم أوهموها بصدور حكم إعدام بحقها، وأن عليها الاعتراف على التلفاز بأنها كانت تنقل السلاح والمسلحين بدمشق مقابل وقف تنفيذ حكم الإعدام بحقها”.
ظهرت منى على الشاشات الرسمية لتعترف بما لم تركبه، إلا أنها لا تزال تقبع في سجون النظام، وما زال زوجها وطفلتها بانتظارها إلى أن تعود سالمة إليهم.

شارك