أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

شارك

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

أنا سوريّة.. أنا حائرة..

كتبت سمر شمّا:

المؤكد أن هناك طريق يخرج بالبلاد إلى برّ الأمان، والمؤكد أنه حافل بالمخاطر والمزالق، وفي الغالب يحاول المتفاوضون العثور على هذا الطريق الذي يظنون أن مواصفاته كذا وكذا. لكن العبقرية هي القدرة على رؤية الممكن، والفراغات بين ما نقوله نحن والآخر، والمسارات الأفضل. عليهم أن يكونوا يقظين لا متمسكين، وأن يكونوا متواضعين لا متشددين لذواتهم. أما الأيديولوجيا فهي الغباء والتعصب المؤذي، حسبك الحقيقة والأفضل أياً يكن قائله…. أحياناً تظن أنك قادر على صناعة التاريخ وتغيير مسار الأحداث، وأحياناً تشعر بضآلتك وتفاهة جهدك وعطائك. أياً يكن ما تظنه، أنجز مهمتك التي بين يديك، لا فخوراً ولا يائساً، لا ممتلئا بذاتك ولا بسواها. *المعارضة السورية، كما قلنا من قبل، ضعيفة، وهي في ضعفها كانت أضعف من النظام البائد، وكان ذلك هو السبب الذي به ظهر النظام البائد وكأنه قوي، في حين هو في الأساس أيضا ضعيف. كل هذا ذكرناه من قبل أو نعرفه سابقا. وفي السنوات الأخيرة، ثار الشعب (والشعب ليس تنظيمات المعارضة) وظهر تنظيم جديد نسبيا (الجيش الحر) وليس بصبغة سياسية قحة، فاتخذه الشعب الثائر بوقا ومنسّقا لحراكه؛ وقد أدّى في البداية التجمّع مهمته تلك بصورة مقبولة (تخللتها إخفاقات، سيأتي وقت تمحيصها). في خضم ذلك التفّت تنظيمات معارضة سياسية قديمة حول الحراك وساندته. لم تبادر به (حتى من يدعون أنهم من خرجوا في دمشق 2011 في الحميدية) لكن ساندته، ولعبت دورا معقولا كذلك في رفع وتيرة الحماس والتنظيم، وحظيت بالتفويض الشعبي الواضح. لكن ما يبدو أننا نسيناه لبعض الوقت هو أن المعارضة ما زالت تلك المعارضة الضعيفة، بحمولاتها القديمة. لم تتطوّر كثيرا في الفترة الأخيرة ولم تواكب تطور الجماهير فعلا. لكن الجماهير غطّت على تقصيرات الجميع ودفعت حتى أسقطت النظام في بعض المدن وحتى القريبة من العاصمة. وحين انتقلنا بعد فترة من التفاوض لمرحلة الترتيبات الانتقالية، حيث افترض الشعب أن القوى السياسية التي فوّضها ستكون جاهزة وستكون ممتلئة بقوة الجماهير بحيث تتجاوز ضعفها (وهو ضعف مركّب: فكري وهيكلي)، لم تستطع تلك القوى تجاوز ضعفها ذلك، وخذلت الجماهير مرة تلو المرة؛ ورغم ذلك استمرت الجماهير في التغطية على التقصير بقوّتها الثورية كما كانت تفعل من قبل. لكن هذا أمر لا يمكنه المضي للأبد. لا يمكن أن يحاكي الهر صولة الأسد أبد الدهر. المشكلة الحالية هي أننا بقينا متورطين مع المعارضة الضعيفة الركيكة (داخل وخارج البلاد)، ويبدو أننا بحاجة لوقت قبل بناء قوى سياسية تشبه قوة الشعب فعلاً، ولو أنه شعب مصاب بخيبة الأمل حاليا. في تلك الأثناء لا تنتظرنا الظروف. ما ستُظهره الأيام القادمة أو حتى السنوات هو: هل ستكون المرحلة الانتقالية، على علّاتها، هي فترة تطوّر قوى سياسية جديدة، بمستوى التحدي وتطلعات الشعبً؛ أم ستستمر هذه الأزمة أشهرا أخرى حتى يشتد عود تجمع المعارضة (أو تنظيم سياسي ينبثق عنه وعن القوى السياسية القديمة) ليعبّر عن طموحات الجماهير في عملية الانتقال كما عبّر عنها في البدايات عندما نادى بإسقاط النظام البائد؛ أم هل سنحتاج ثورة أخرى، قادمة، أو تصعيدات أخرى مختلفة، تستكمل عمل ثورة آذار؛ أم ماذا..!. يقول غالبريث، أحد روّاد الاقتصاد السياسي والاقتصاد المؤسسي في العصر الحالي: “في عوالم السياسة، عليك أحيانا أن تتخذ القرار الصحيح وتخسر بسببه.” والمعنى هنا أن التشبث بعدم تفويت مكاسب آنية ضيقة قد يكون على حساب المكاسب الكبيرة اللاحقة؛ أو الفرق بين كسب الجولة وكسب المعركة. الشعب السوري أثبت أنه يريد كسب المعركة (“لا نريد سوى الحديقة كلها”)، فلتفهم القوى السياسية المتخلفة ذلك. لكن ماذا لو أن الجماهير أو جزء كبير منها فضلت العسكر بعد أن يئست من انصلاح حال الأحزاب والمعارضة؟ كما يحدث الآن في الداخل على الأقل !!

شارك