جسر – صحافة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع أعضاء البرلمان التركي لحزب “العدالة والتنمية” الأربعاء، مساعي بلاده لتأمين عودة اللاجئين السوريين.
وقال أردوغان: “سنضمن عودة اللاجئين مع استكمال بناء منازل الطوب في شمالي سوريا”. وأضاف “بمجرد تهيئتنا البيئة السليمة والآمنة، سيعود اللاجئين من أنفسهم عودة طوعية”.
لا طرد
وفي حديثه عن الجدل حول اللاجئين، أكد أردوغان تصريحات وزير الداخلية التركية سليمان صويلو قائلاً: “تصريحات الوزير صحيحة، حكومتنا لا تطرد اللاجئين، بل تحتضنهم”.
وكان صويلو أعلن الثلاثاء، وجود قيود بعدم السماح للسوريين بالذهاب إلى بلادهم لقضاء عطلة العيد. وقال: “بالطبع سيعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم، ونحن مستمرون في العمل في هذا النطاق”.
وأضاف أنه “اعتباراً من نهاية عام 2021 بلغ عدد الحاصلين على الجنسية التركية من السوريين اللاجئين الذين حملوا بطاقة الحماية المؤقتة، 192 ألف شخص”.
وأجاب صويلو عن موضوع توجه السوريين إلى سوريا لقضاء عطلة العيد وعودتهم في ما بعد إلى تركيا قائلاً: “لدينا قيود على السماح لهم بالمغادرة”.
خلاف مع المعارضة
وعقّب صويلو على تصريحات كمال كليشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة، قائلًا: “إنه يحاول إثارة قضية اللاجئين، ويستفزهم، الاستفزاز هو المصطلح الصحيح لوصف تصريحات كليشدار أوغلو”.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري قد قال: “لن نتحول وفقاً للرياح، لن نقوم بأعمال عنصرية، ولن نمارس سياسات رخيصة، نحن فقط سنرسلهم”، في الإشارة للاجئين السوريين في تركيا.
يأتي ذلك فيما دخل حزب الحركة القومية اليميني في السجال السياسي المتعلق باللاجئين السوريين في البلاد، حيث هدد الحزب المخالفين للنظام العام بالترحيل، مؤكداً في الوقت نفسه وجود خطط تحريض في البلاد عبر استخدام ورقة اللاجئين.
الحركة القومية تدخل السجال
وتطرق زعيم الحزب دولت باهتشلي، وهو حليف أردوغان، إلى مسألة اللاجئين السوريين في كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، قائلاً: “تركيا تحاول حل مشكلة اللاجئين، بشكل عادل وإنساني ووجداني وفعال واستراتيجي كواجب وطني”.
وأضاف: “نحن مضطرون للتعامل مع مسألة الهجرة غير النظامية بطريقة حكيمة استراتيجية، مع التفكير بالديموغرافيا والاستقلال في البلاد، ومضطرون لتحليل مآلات النفوس في تركيا بعد 100 و500 عام، والمواطن التركي لن يكون اليوم ولا مستقبلاً غريباً ومنبوذاً في بلده”.
وتطرق باهتشلي للأحداث الأخيرة المتعلقة بالسوريين قائلاً: “في الأيام الأخيرة هناك محاولات تحريضية لتأليب الشارع عبر حجج اللاجئين السوريين، وهذه آلاعيب ماكرة وخطيرة، وواضح أن هناك تأثيراً ودفعاً من خارج البلاد لهذه المسألة”.
وهدد بالقول: “ما حصل في منطقة باغجلار في إسطنبول بجلوس لاجئ سوري بالطريق أجج الأوضاع، وأحداث منطقة ألتن داغ بأنقرة لم تنسَ بعد، كل من هو تحت الحماية المؤقتة في تركيا ويخلّ بالنظام العام، سيتم ترحيله فوراً إلى خارج تركيا، دون النظر إلى حالته لأن تركيا ليست ألعوبة بيد أي أحد”.
وقبل أيام وقعت حادثة بمنطقة باغجلار بإسطنبول مع الشاب السوري حمزة حمام، الذي أظهرت لقطات مصورة هجوماً عليه، ما استدعى جلوسه أمام دكانه متحدياً مهدديه بالتقدم نحوه، وهو ما صُور في الإعلام أنه تحدٍ للمجتمع، فاتخذ قرار بترحيله من قبل دائرة الهجرة، فيما قال ناشطون سوريون إن قرار الترحيل جُمّد؟
كما شهدت أنقرة قبل أشهر حوادث مأساوية من هجوم مواطنين أتراك على بيوت وممتلكات السوريين بمنطقة ألتن داغ بسبب مشاجرة بين شبان أتراك وسوريين أدت لمقتل شاب تركي.
وتطرق باهتشلي إلى مسألة عودة السوريين قائلاً: “سياسة حزب الحركة القومية واضحة بأنها ترى الهجرة غير المنظمة عملية استيلاء ويجب ترحيل من يقبض عليهم بشكل فوري، واللاجئون السوريون لا يمكن إرسالهم حاليا إلى بلادهم”. وأضاف “عندما تتم إزالة الأسباب التي أدت لنزوح ولجوء السوريين من بلادهم سيتم إرسالهم كما جاؤوا إلى تركيا”.
المصدر: موقع المدن