إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

شارك

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

إدلب: “تيلغرام” ساحةً لصراع التيارات السلفية مع “تحرير الشام”

جسر – متابعات

ينشط السلفيون المناهضون لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب في مواقع التواصل وتحديداً عبر قنوات “تيلغرام”، على خلفية التضييق الذي تمارسه الهيئة عليهم، ضمن استراتيجية تتبعها لخلق تيار إعلامي بواجهة مدنية، لا مكان فيه للتيار السلفي سواء التابع لـ”القاعدة” أو العابر للحدود ممن ينادي بالأممية الإسلامية كـ”حزب التحرير”.

وتسلط الحملات الدعائية التي تشنها منصات السلفيين على “تيلغرام”، الضوء على خطط “تحرير الشام” في الهيمنة على المجال العام في إدلب تبعاً لهيمنتها المطلقة على الواقع العسكري. ويشكل ذلك استمراراً للصراع بين التيارات الإسلامية المختلفة في سوريا والذي بات يأخذ منذ العام 2014 أبعاداً واضحة الملامح في العالم الافتراضي، تشكل فيه الدعاية والدعاية المضادة أساس الحرب الباردة المصغرة بين تلك التيارات.

كما تسرب القنوات السلفية ما أمكن التوصل إليه من “معلومات سرية” تتعلق بزعيم الهيئة أبي محمد الجولاني، وقيادات الهيئة، ومشروعاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتحركات أمنييها وشرعييها على الأرض. ويمكن اعتبار هذه التسريبات مصدراً مهماً حول توجهات الهيئة، كونها تصدر عن شخصيات، كانت إما تابعة بشكل مباشر للجولاني، أو موالية لأدبيات “جبهة النصرة” سابقاً.

طلحة المسير
من بين السلفيين المناهضين لـ”هيئة تحرير الشام”، يعد المصري أبو شعيب طلحة المسير أبرز الناشطين في انتقاد ممارسات الهيئة وذراعها المدني المتمثل بحكومة الإنقاذ. ولا يتوانى المصري عن توجيه أقسى العبارات للجولاني من خلال منصته التي حملت نفس الاسم في “تيلغرام”. وإذا كان أغلب السلفيين يكتفون بانتقاد الأحداث المحلية والتعليق عليها، فإن المصري يتعمد استهداف شخصية الجولاني تحديداً، بدءا من مقاله الساخر الذي تناقلته منصات السلفيين قبل سنوات الذي حمل عنوان “الزعيم”، وانتهاء بتدويناته الجديدة التي تتحدث عن شخصية الجولاني الاستبدادية.

ينشط المصري أيضاً، في قناة أخرى تحمل اسم “ليالي حلب”، يسرد من خلالها وقائع مدينة حلب قبل سقوطها بيد النظام السوري، وتعد إحدى المدونات الأتوبيوغرافية التي ينشط عدد من السلفيين في إصدار مثيلاتها منذ تطبيق تفاهمات أستانة وسوتشي.

منصات نشطة
تواكب المنصات التابعة للسلفيين أيضاً جميع الأحداث المحلية تقريباً. ويحاول السلفيون من خلال هذه التغطيات توجيه أصابع النقد للهيئة وزعيمها أبو محمد الجولاني. فمؤخراً، استغلت منصاتهم ازدواجية المعايير لدى الإعلام الموالي للهيئة في حادثتي: مقتل طفلين في أطمة على يد امرأة، وإطلاق النار على سيدة كانت تقوم بتهريب مادة المازوت من عفرين نحو إدلب. وانتقد السلفيون طريقة تعاطي إعلام الهيئة مع الحادثة الأولى حيث جرى تغطيتها إعلامياً بشكل موسع، كما ظهرت القاتلة ضمن لقاء صحافي. فيما تم التعامل مع القضية الأخرى بتعتيم إعلامي ملحوظ لـ”كون مطلق النار عنصراً تابع لتحرير الشام”.

في قناته في “تيلغرام”، انتهى أبو العلاء الشامي وهو منشق سابق عن تحرير الشام، من نشر سلسلة طويلة من ٤٣ حلقة بعنوان “حديث السجون”، تعرض شهادات بعض المعتقلين في سجون حارم والعقاب والبادية والزنبقي التابعة للهيئة. ويمكن اعتبار السلسلة خليطاً بين السيرة الذاتية و الشهادات التي استقصاها من جهاديين وسلفيين قامت “تحرير الشام” باعتقالهم خلال السنوات الماضية مثل القيادي المنشق عن “تحرير الشام” أبو العبد أشداء، والإغاثي أبو حسام البريطاني، والأميركي داريل فيليبس المعروف باسم بلال عبد الكريم.

أما المحامي المنشق عن الهيئة عصام الخطيب، فيعلق بشكل شبه يومي على أهم الأحداث التي تجري في إدلب، بالأخص انتهاكات “تحرير الشام” ونشاطاتها الاقتصادية. إذ ينتقد في تدوينة حديثة له أبو حفص بنش، أحد قادة الصف الأول في الهيئة الذي، وقال: “يفتتح الفرع الثالث لسيتي مول، الذي تقدر كلفته التقديرية بمليون دولار أميركي فقط. أبو حفص بنش كان بائع عطورات قبيل انطلاقة الثورة والآن بعد انطلاقتها أصبح صاحب مولات ووكالات mza وما خفي أعظم”.

إلى جانب الخطيب، تنشط زوجته علا الشريف في نفس المسار. وتحاول تنويع سهام النقد لتشمل كافة القوى العاملة في مناطق المعارضة بما فيها الجيش الوطني والحكومة المؤقتة. وتعرضت الشريف لحملات ضدها من المنصات التابعة لـ”تحرير الشام”، كما شن أبو مارية القحطاني وهو الرجل الثاني في الهيئة هجوماً حاداً على الزوجين، مركزاً على الناحية الأخلاقية التي طالما استخدمها المتشددون الإسلاميون، بشكل عام، في هجماتهم السياسية ضد خصومهم.

مجلة بلاغ
يضم كادر مجلة “بلاغ” الإلكترونية، وهي مجلة شهرية صدر منها 34 عدداً حتى الآن وتبث عبر “تيلغرام”، مجموعة من السلفيين على رأسهم أبو اليقظان المصري، أبو شعيب طلحة المسير، أبو يحيى الشامي، خالد شاكر، محمد سمير، أبو حمزة الكردي.

تشمل المواضيع التي تنشرها المجلة الجانب الدعوي، إضافة لاستعراض آراء السلفيين في الأحداث السياسية العالمية. ولا تخلو صفحات المجلة من انتقادات لـ”تحرير الشام” من قبيل أنها تمارس حصاراً اقتصاديا على المدنيين في إدلب عبر احتكار السلع الأساسية وزيادة أسعارها. أو التضييق على المقاتلين المهاجرين وطردهم من مدينة إدلب. ووصفت المجلة في عددها الأخير الجولاني بـ”قديروف الشام” في إشارة إلى أحمد رمضان قاديروف رئيس جمهورية الشيشان الموالي لروسيا.

حزب التحرير
أوقفت “تحرير الشام” تقريباً جميع مؤسسات الإعلام الجماهيري التي كانت تصدر عن “حزب التحرير/ولاية سوريا”، عقب انقضاء شهر العسل بين الطرفين. وكان الحزب استثمر العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بالهيئة في إطلاق إذاعة وجريدة أسبوعية. كما كانت منشوراته التحريضية ضد تركيا توزع بكثافة، قبيل دخول الجيش التركية محافظة إدلب.

وقادت حالة الانقلاب من جهة الهيئة ضد “حزب التحرير” كوادر الأخير، نحو العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإن كان التضييق الإعلامي لم يمنع المنتسبين والموالين للحزب من المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات التي يواظب عليها الحزب في المناطق الشمالية من إدلب التي تضم معظم مخيمات النازحين.

وتعد قناة “أحمد عبد الوهاب” مدير المكتب الإعلامي للحزب أهم المنصات النشطة في “تيلغرام” التي تبث صور تظاهرات الحزب، كما يقوم المكتب الإعلامي بإعداد تسجيلات مرئية ضد “تحرير الشام”، إضافة لتدوينات معارضة لسياسة الهيئة ينشرها عبد الوهاب باستمرار، وصور لتظاهرات الحزب المنادية بـ”إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام”.

المصدر: موقع المدن 

شارك