جسر:متابعات:
تشير التقديرات أنّ تركيا باتت بقمة استعداداتها العسكرية واللوجستية والميدانية، وهذا خلافاً للفترة السابقة، هذه الاستعدادات التي شملت تجهيزات هجومية ودفاعية كبيرة، حيث استطاعت أنْ تدخل حجماً كبيراً من قواتها إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب، ولمْ يعدْ وجودها يقتصر على نقاط المراقبة، التي لمْ تجهز بهذا الحجم من السلاح، كماً ونوعاً.
في اجتماعاتها الأخيرة مع الروس، أصرّت تركيا على بقاء قواتها في منطقة خفض التصعيد، بما فيها النقاط المحاصرة من قبل قوات النظام، ورفضت تركيا العرض الروسي بسحب هذه النقاط، أو جزءٍ من سلاحها، الثقيل منه، من جنوب M4.
كما أبدت تركيا تمسكها التام بالاتفاقات الموقعة مع موسكو، والتي لايزال جزءٌ من بنودها غامضاً حتى اللحظة، خصوصاً فيما يتعلق بالمناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً على جانبي طريق M5.
المحلل العسكري العقيد “أحمد حمادي” وفق تحليل نقله عنه موقع عنب بلدي، يقول:إنّ سبب تمسك تركيا ببقاء النقاط التركية له دلالات كثيرة، أهمّها تمسك تركيا باتفاق سوتشي، الذي يثبّت الوضع الحالي في إدلب،ويجعل من منطقة شمال غرب سوريا منطلقاً لعملية سياسية سلمية.
وتدرك أنقرة أنّ أي تغيير في الوضع الحالي في إدلب، يهدد العملية السياسية برمّتها، وهذا ما أكده وزير الخارجية التركية “جاويش أوغلو” من خلال تصريحات صدرت عنه مؤخراً، وشدد خلالها على ضرورة وقف الخروقات والالتزم بالاتفاقات المبرمة بين الجانبين.
من جهته ذكر النقيب المنشق “عبد السلام عبد الرزاق،” أنّ تركيا لا تريد إعطاء غطاء سياسي للنظام من خلال سحب نقاط المراقبة، وهي أيضاً تحتفظ بوجودها كوحدة إنذارية مبكرة تتركز في عمق أراضي القوات المعادية.
ولا شك أنّ نظام الأسد يدرك مدى خطورة تعرّضه لهذه النقاط، أو إيذاءها بشكل فعلي، ويدرك أيضاً أنّ موسكو تحكمها الكثير من المصالح المشتركة مع تركيا.