جسر – متابعات
صرحت الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) الذراع السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أن الوجود الأمريكي في سوريا ضمانة للتفاهمات السياسية، مشيرة إلى رغبة “مسد” بالتواصل مع أهالي إدلب ومحافظات الداخل دمشق وحمص وحماة والقنيطرة، مضيفة أن “مسد” وجه دعوة للائتلاف بهدف العمل على توحيد المعارضة.
وقالت أحمد في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” نشر أمس السبت، إنها أن أبلغت مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، أن الوجود الأميركي شمال شرقي سوريا “ضمانة للوصول لتفاهمات سياسية”، ذلك بعدما أكد في لقاء افتراضي، أن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا وستواصل عملياتها لمحاربة “داعش”.
وأشارت إلى أن هود جدد التزام واشنطن إبقاء قواتها شرق الفرات، لمساعدة السوريين بالوصول إلى تسوية سياسية لتطبيق القرار 2254. وزادت: “بدورنا، قلنا للجانب الأميركي إن الحل السياسي بسوريا لم يأت بعد، ووجودكم ضمانة للوصول إلى تفاهمات سياسية. وبغياب الراعي الأميركي ستكون هناك مخاطر على مستقبل المنطقة في حال قررت الانسحاب”.
ورداً على سؤال يتعلق بالانسحاب الأميركي من أفغانستان، قالت إلهام أحمد: “انسحابها (أميركا) سيخلق نوعاً من الخلل، لكن بالاستفادة من التجارب السابقة نحن دائماً نبحث عن بدائل، ونرى من الضروري أن يكون لدينا حلفاء وبدائل، لحماية مكتسبات شعبنا وعدم تعرضهم لانتكاسات ثانية”.
وأضافت أن وفد شمال شرقي سوريا أبلغ هود أنه في حال قررت أميركا الانسحاب “يجب أن يكون ضمن إطار زمني وفق خطة مدروسة، ونكون قد توصلنا لحلول سياسية دائمة وتفاهمات حول مصير المنطقة”.
وعن العلاقة مع روسيا، قالت: “لدينا علاقات على أعلى المستويات مع الخارجية الروسية ووزير الدفاع وقيادة القوات الروسية في قاعدة (حميميم)، ومع النقاط الروسية المنتشرة بالمنطقة، وهذه الحوارات لم تنقطع والتنسيق المحلي مستمر”.
وأوضحت أنه في اجتماعات سابقة “طرحنا وجهة نظرنا بما يخص الحل السوري ودخلنا معهم في حوار مباشر، كما طلبنا التوسط لدى النظام الحاكم للجلوس على طاولة المفاوضات وحل القضايا العالقة سلمياً.. لم نتلمس منهم أي دور حيادي بالصراع السوري، هم منحازون لطرف النظام أكثر، وهذا كان السبب المباشر بعدم التوصل لأي نتائج مرجوة”.
وذكرت أحمد أن وفداً من رئاسة مجلس “مسد” عقد اجتماعاً رسمياً مع الحكومة بداية العام الحالي، ونوهت بعدم حدوث أي لقاء أو اجتماع ثانٍ بعد ذلك.
وأيدت الرئيس المشتركة لـ”مسد” الحوار السوري – السوري بين مكونات المعارضة والتوصل لتوافقات مشتركة “للضغط على النظام الحاكم للدخول في عملية سياسية حقيقة تفضي إلى حل سياسي شامل، ترضي كل مواطن سوري يعيش في هذا البلد أو موجود خارجها”.
ولفتت أحمد إلى مساعي المجلس وأطراف سورية لعقد مؤتمر عام يشمل جميع أطياف المعارضة، وقالت: “اقترحنا عليهم عقد مؤتمر عام للوصول إلى كتلة متجانسة لمواجهة سياسات النظام وفرض الحل السياسي”، ونوهت بأن “المعارضة بأمس الحاجة لتشكيل كيان يمثل كل أطر المعارضة”.
واستطردت: “نريد التواصل مع أهالي إدلب ومحافظات الداخل دمشق وحمص وحماة والقنيطرة لنطرح عليهم أننا ننشد السلام ونريد حلول سياسية”، ووجهت دعوة إلى الائتلاف السوري المعارض وهيئة التفاوض السورية لـ”الانخراط في المساعي والجهود للعمل على توحيد صفوف المعارضة السياسية، وتشكيل جسم سياسي معارض يمثل الجميع”.
وأكدت أن المجلس يتابع بقلق تقلبات المشهد الميداني في الجنوب و”ما تشهده درعا البلد من محاولات لفرض النظام الحاكم سلطته بقوة السلاح وبدعم روسي إيراني”، مشيرة إلى أن “إصرار النظام على انتهاج الخيار العسكري أثبت فشله، وما تعرف بالتسويات والمصالحات لن تكون خياراً مناسباً لتسوية الأزمة، ولا نرى أنها البديل الصحيح عن الحوار السياسي كسبيل وحيد للحل والاستقرار الحقيقي بالبلاد”.
وعلقت إلهام أحمد على تصاعد الهجمات التركية وقصف المناطق والمواقع الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، قائلة إن “المسؤول الأميركي أفاد بأنه طالب جميع الأطراف والمنتشرة في المنطقة الالتزام بخفض التصعيد وضرورة التوصل إلى تسوية”.