جسر: متابعات:
صرح كبار القادة المدنيين والعسكريين في وزارة الدفاع اﻷمريكية-البنتاغون يوم الأربعاء الماضي، أنهم ﻻ يتوقعون نهاية قريبة للوجود العسكري اﻷمريكي في سوريا، وأنه ربما يستمر لسنوات.
في شهادتهما أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب اﻷمريكي، أكد وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن الجيش الأمريكي تدخل في سوريا لضمان “الهزيمة الدائمة” لتنظيم “الدولة اﻹسلامية”، ومن المرجح أن يستغرق تحقيق هذا الهدف سنوات.
وبحسب ما أفادت مصادر إعلامية أمريكية، قال الجنرال ميلي للجنة “إن تقييمي في هذه المرحلة هو أننا إذا لم نحتفظ بقدرة استخباراتية تسمح لنا بجمع المعلومات، وتكوين الرؤى، ثم العمل بقدرة على ضرب داعش في سوريا، فإن ظروف عودة عودة التنظيم ستكون مهيئة”، وأضاف ميلي في شهادته أن “اﻷمر سيستغرق بعض الوقت، وربما يستغرق من 6-12 شهرا، لكن داعش سوف يعاود الظهور إذا ما انسحبت الولايات المتحدة تماما”.
وبحسب المصادر فإن إسبر ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أصر على أن القوات العسكرية الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا ليس لمواجهة أي قوة عسكرية موجودة فقط، بل “أيديولوجيا” أيضا.
وردا على أسئلة متكررة بشأن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا قال إسبر “أعتقد أن الهزيمة، إن صح التعبير، ستكون صعبة لأنها أيديولوجيا”. وأضاف “من الصعب التنبؤ بنهايتها في المدى المنظور”.
وتجاهل إسبر كما ميلي اﻷسئلة التي تربط عودة القوات اﻷمريكية إلى سوريا بالنفط، وأكدا أن لا علم ﻷي منهما بأي معلومات عن مخططات أمريكية للاستيلاء على النفط السوري.
وكان اللافت في شهادة إسبر اعتباره تركيا، الحليف اﻷطلسي لواشنطن، تحديا رئيسيا للعمليات اﻷمريكية في سوريا، موضحا أن العملية التركية “عقدت ساحة المعركة”.
وأعتبر اسبر أن “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا يمكن أن يثير صراعا أوسع نطاقا في المنطقة، إضافة إلى نية إردوغان المعلنة بتوطين أكثر من مليون لاجئ سوري في المناطق الحدودية، اﻷمر الذي يهدد بدوره بالاضطرابات.
وحول استراتيجية بلاده في الشرق اﻷوسط قال إسبر إنها “تسعى إلى ضمان أن المنطقة ليست ملاذاً آمناً للإرهابيين، ولا تسيطر عليها أي سلطة معادية للولايات المتحدة، وتساهم في استقرار سوق الطاقة العالمي”.
وأكد أن تحديد حجم القوات الأمريكية في المنطقة مرتبط باستراتيجية واشنطن العالمية للتحضير للمواجهة مع الخصوم من “القوى العظمى” التي تأتي كلا من روسيا والصين على رأسها.