جسر: خاص:
كشف مصدر على معرفة وثيقة بأنور رسلان، عما يمكن تسميته بالخدمة الوحيدة، التي قدمها العقيد المنشق عن جهاز أمن الدولة في سوريا، للمعارضة السياسية السورية. وذلك خلال مشاركته كرئيس للجهاز “الأمني” الذي رافق وفد المعارضة، سنة ٢٠١٤، في مفاوضات جنيف ٢.
المناسبة الأولى.. والوحيدة
المصدر قال لجسر، إن رسلان كان متحفظاً جداً، وحذراً سواء في العمل أو التصريح، ولم يشارك في أنشطة علنية للمعارضة السورية، وبقي على الهامش تقريباً، طوال السنوات التي اعقبت انشقاقه في نهاية سنة ٢٠١٢، مع أنه كان حاضراً في عدد من الاجتماعات السياسية، وربما الأمنية والعسكرية.
وفي سنة ٢٠١٤، استدعاه أحمد الجربا من عمان، للاستفادة من خبرته الأمنية في “تأمين” الوفد التفاوضي، في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف ٢، الي عقدت في الأسبوع الاخير من شهر كانون الاول/ يناير سنة ٢٠١٤، وهي الجولة التي كان أحمد الجربا رئيساً للوفد التفاوضي للمعارضة، فيما كان هادي البحرة يشغل منصب كبير المفاوضين.
https://www.jesrpress.com/2019/05/17/إطلاق-سراح-إياد-العمر-في-ألمانيا-ومعل/
عميل لمخابرات النظام في وفد التفاوض المعارض!
ويضيف مصدرنا أن أنور رسلان قد كشف بعد انطلاق العملية التفاوضية، بأن الشخص الموكل له رئاسة البعثة الاعلامية كان مقرباً جداً من أجهزة الامن التابعة للنظام.
رسلان أخبر الجربا بأنه اعتاد ان يشاهد محمد بلوط، كضيف دائم لدى رئيس فرعه -فرع الخطيب أو فرع الأمن الداخلي بإدراة أمن الدولة، أو الفرع ٢٥١- وأن بلوط كان يتردد على الفرع ويمكث مطولاً لدى رئيسه سواء كان اللواء محمد فؤاد خير بيك، أو اللواء بهجت سليمان لاحقاً.
على إثر أخبار الجربا بذلك، قام عدد من اعضاء الوفد المفاوض بإجراء تحقق سريع من شخصية بلوط والطريقة التي تم تكليفه فيها برئاسة بعثة الاعلام، وعلى الفور تم عزله، والتكتم على الأمر خشية تفجر فضيحة في أوساط المعارضة السورية.
من هو بلوط؟
وبالبحث في خلفية بلوط حينها، تبين أنه يعمل مع قناة بي بي سي البريطانية، وسبق أن حذر منه عدد من النشطاء السوريين سنة ٢٠١٢، عندما قام بتصوير تقارير عن المناطق الثائرة، خاصة في بلدة بصرى بريف درعا، وقيل حينها أنه سلم صور واسماء ومعلومات عن النشطاء لفرع المعلومات في جهاز امن الدولة، كما تبين أن بلوط قد كتب مقالات هاجم فيها الثورة والثوار السوريين في صحيفة السفير، واتهمها بالعمالة، الأمر الذي اضطر الصحيفة للاعتذار عما كتبه على صفحاتها.
الانسحاب إلى عالم اللجوء
ويختم مصدرنا بالقول إن رسلان لم يكن راضياً عن أداء المعارضة السورية السياسي والعسكري، ويعتقد بأن طريقة عملها الفوضوية، ولا مركزيتها، لن تؤدي إلى انتصارها مطلقاً، وهو ما دفعه بعد تفحص العديد من المشاريع والمقترحات، إلى نفض يده من العمل مع المعارضة، والتوجه مع أسرته إلى ألمانيا، حيث اعتقل لاحقاً، ويعرض اليوم على إحدى المحاكم الألمانية.
https://www.jesrpress.com/2020/04/25/ألمانيا-جسر-تغطي-يومين-من-محاكمة-أنور/