جسر – متابعات
لعقود عديدة، انحصر العمل السياسي في سوريا ضمن حزب البعث العربي الاشتراكي، وتحت مظلة الجبهة الوطنية التقدمية. غير أن الحدث الذي بدأ في 2011 أتاح الفرصة لعودة التنوع السياسي، وسمح بنشوء وتطور العديد من التكتلات والأحزاب والحركات الجديدة. امتلك الحراك الشعبي السلمي، ثم المسلح، قوة كافية لإحداث تغييرات هيكلية هائلة، طالَت مختلف الأحزاب والجماعات السياسية السورية التقليدية، وأسفرت عن نشوء العديد من التكتلات والأحزاب والتيارات والحركات المعارضة التي لم تمارس العمل السياسي من قبل، فضلاً عن الجماعات المسلحة، والكيانات السياسية والمدنية ذات التوجهات الإيديولوجية المختلفة. ومنذ 2018، ازداد باضطراد عدد الأجسام السياسية في مناطق السيطرة المختلفة.
حدَّد المناخ السياسي والمدني في سوريا أشكال العمل في الشأن العام، والأهداف والهياكل التنظيمية للأجسام الناشطة في السياسية السورية، ومدى انخراطها في التحالفات الجماعية. في هذه البيئة، تتميز الأحزاب بتوجُّهاتها الفكرية والإيديولوجية، كانت قومية، دينية، يسارية، أو ليبرالية. وقد ظهرت مع العقد الأخير أشكال جديدة من العمل السياسي، تمثَّلت بالأحزاب الجهوية أو المايكروية، كما حصل في شرق سوريا والسويداء.
يقدم هذا التقرير، من إعداد منهل باريش، نظرة على البيئة السياسية السورية اليوم، من خلال تحديد الفاعلين فيها والسياقات التي أدت إلى نشوء هذه البُنى الجديدة. يرسم التقرير صورة أوسع للتيارات والأحزاب والقوى السياسية، ويحدد موقع كلٍّ منها في المشهد السياسي السوري. هذا التقرير جزء من مشروع بحثي أكبر تشرف عليه إمباكت للأبحاث لدراسة البيئة السياسية السورية: آليات عملها، التغيرات الحاصلة، الروابط الاجتماعية ضمن المشاريع السياسية، اقتصاد المجموعات السياسية السورية، والثقافة السياسية للمجموعات السورية.
بالإضافة إلى التقرير، تم تطوير قاعدة بيانات تفاعلية تضم الأحزاب و التشكيلات السايسية المشمولة في المسحت و هي متوفرة عبر الرابط أدناه.
لقراءة التقرير الذي نشرته مؤسسة “إمباكت” للأبحاث، انقر هنا.