أكد تقرير صادر عن موقع “ديبكا” الإسرائيلي (10 مايو 2019) أن الباحث السوري سمير التقي، مدير “مركز الشرق الأوسط للبحوث” والعضو السابق بالحزب الشيوعي السوري، والذي لا يزال يتمتع بعلاقات مع موسكو، قد حظي في زيارة وشيكة إلى واشنطن باهتمام من قبل مسؤولين أمريكيين، حيث قدم وصفاً للشرخ الآخذ بالاتساع بين إيران وروسيا وقدم مقترحات لكيفية استفادة الولايات المتحدة من ذلك الشرخ.
وتشير المصادر إلى أن مسؤولين في إيران و”حزب الله” يتهمون روسيا بإفشاء معلومات للإسرائيليين ولأجهزة استخباراتية غربية أخرى حول تحركاتهم ومواقعهم، كما يتهمون الشرطة العسكرية الروسية بالتنسيق مع تل أبيب لتسيير دوريات مشتركة على الحدود السورية-الإسرائيلية حتى سفوح جبل حرمون.
وتتضمن قائمة الاتهامات الإيرانية لروسيا:
1- منع الشرطة العسكرية الروسية القوات الإيرانية و”حزب الله” من الدخول الى المناطق المحاذية لإسرائيل.
2- عقد ضباط من المخابرات الروسية اجتماعات منتظمة مع نظرائهم الإسرائيليين وإطلاعهم على تحركات المسؤولين الإيرانيين وعناصر “حزب الله” وتسريب البيانات الخاصة بهم لاستخدامها في الغارات الجوية الإسرائيلية.
3- تسريب إحداثيات مواقع وأسلحة إيران و”حزب الله” داخل وحدات الدفاع الجوي للنظام بهدف تسهيل مهمة قصفها دون إتلاف المنظومات الروسية هناك.
4- قيام القوات الروسية المتموضعة في القنيطرة بتجنيد ميلشيات محلية ودفع رواتب لعناصرها، بهدف إضعاف الوجود الإيراني، واستهداف مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني.
كما أكد تقرير صادر عن الموقع نفسه (31 مايو 2019) أن الصراع الروسي-الإيراني قد وصل إلى أعلى المراتب الاستخباراتية في دمشق، ففي شهر مارس الماضي كان الإيرانيون واثقون بأن منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سيؤول إلى رجلهم العميد غسان بلال رئيس أركان المنطقة الجنوبية والذي كان يشغل منصب مدير مكتب ماهر الأسد، إلا أن القوات الروسية اتهمته بأنه فاسد ومرتشٍ، ودفعت بشار الأسد لوضعه رهن الإقامة الجبرية وإقالة بعض مساعديه.
وأشار التقرير إلى أن العميد غسان استُدعي إلى القصر الجمهوري مرتين، حيث تم التحقيق معه، وطُلب منه إعطاء أسماء بالشخصيات المتورطة معه في قضايا الفساد، ما دفع بماهر الأسد للتدخل شخصياً لوقف التحقيقات وإقناع شقيقه بوضعه في الإقامة الجبرية بدلاً من الزج به في سجن صيدنايا العسكري.
كما توسط للعميد غسان أشخاص متنفذون من الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”، مطالبين بتسوية وضعه وإعادته لممارسة مهامه دون أن يستجيب القصر الجمهوري لتلك الوساطات، بل تم اتخاذ إجراءات أخرى ضده تضمنت: استبعاد شقيقه العقيد محمد بلال من فرع “المخابرات الجوية” بمطار المزة، ووضعه تحت المراقبة، وتقييد حركة زوجته وبناته.
وبالإضافة إلى قضية العميد غسان بلال، يندلع بين الروس والإيرانيين صراع رديف للسيطرة على مطار دمشق الدولي، حيث تحدث مدير المطار، نضال محمد، عن قيام شركات روسية بدراسة جدوى لتولي إدارة مشروع إدارة المطار بأنفسهم. ودفع التذمر الإيراني وزير النقل لنفي أية مفاوضات مع موسكو حول المطار، مؤكداً أن الحديث قد اقتصر على تأهيل وتطوير المطار وإضافة مدرج آخر.
ويأتي ذلك اللغط ضمن الجهود التي تبذلها موسكو للسيطرة على مطار دمشق الدولي، والذي يمر عبره نحو 80 بالمائة من رحلات النقل الجوي في سوريا، حيث سيوفر ذلك فرصة لها لتحقيق مكاسب اقتصادية وأمنية ضخمة، بما في ذلك مراقبة حركات النقل الجوي والركاب من وإلى البلاد، ورصد رحلات الأفراد والعسكريين الإيرانيين، الأمر الذي ترفضه طهران بشدة.
المصدر: المرصد الاستراتيجي