جسر – متابعات
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية قصة اللاجئ السوري “الملاك الحارس”، التي بدأت بالهرب من النظام السوري وتنظيم “داعش” مروراً بلبنان قبل أن تنتهي في بريطانيا حيث وطنته اليونسيف.
وبدأت قصة خالد مع اللجوء مع قصف قوات النظام السوري لقريته بالقرب من دير الزور، ففر مع الفارين من بطش النظام ورفضا لتجنيده من نظام الأسد أو من داعش، بحسب ما نقل موقع “الحرة” عن الصحيفة.
وتنقل الصحيفة أن رحلة الفرار من الحرب قادته إلى لبنان، حيث كان ينام هو وزوجته، دلال، في الشارع.
ويروي للصحيفة كيف وصل لحافة الهاوية مع مرض زوجته ومطالبة المستشفى بـ500 دولار ثمنا لعلاجها.
وصدت الأبواب في وجهه، كما ينقل التقرير، عندما ذهب للتسول في المساجد والكنائس لكن دون جدوى.
وتشير الغارديان إلى أن معاناته وصلت إلى اللاجئين السورين في بيروت بعدما نشر أصدقاؤه قصته على فيسبوك، لتنهال عليه مكالمات هاتفية من أشخاص رغبوا في مساعدته رغم عدم توفرهم أيضا على المال.
وفي النهاية تمكن المساعدون من جمع 200 دولار قبلها المستشفى بصعوبة وأدخل الزوجة للعلاج.
وينقل التقرير امتنان خالد للسوريين الذين ساعدوه، وهو الغريب عنهم، رغم حاجتهم أيضا، لكن ذلك شجعه أيضا على محاولة إحداث الفارق عندما وصل إلى بريطانيا في 2017 رفقة زوجته وحصوله على اللجوء، ومنذ وصوله إلى إكستر أمضى خالد كل وقته في العمل التطوعي.
وينقل تقرير الغارديان عن روث أونيل، التي تعمل مع خالد في بنك محلي للأغذية، “لقد رشحته لأنه عمل بلا كلل من أجل المجتمع المحلي، الطبخ وإدارة دروس التمارين الرياضية والمساعدة في المسجد، إنه رجل جميل، ويصنع القهوة السورية اللذيذة”.
وفي معظم أيام الأحد، يوزع خالد وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة. كما يقدم دروسا مجانية في التمارين الرياضية.
ويحلم خالد بامتلاك شاحنة طعام لتقديم الطعام السوري، وامتلاك مطعم في يوم من الأيام، وقدم طلبا للحصول على قرض لكنه رفض بسبب وباء كورونا، بحسب التقرير.
وتقول الصحيفة إنها تواصلت مع جمعية متعهدي الطعام على الصعيد الوطني (NCASS)، والتي تمثل شركات الأغذية في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. وقد منحت خالد عضوية مجانية، وبدأ في الحصول على التوجيه للقيام بذلك.
كما تم ربطه بأليكس روجرز من ستريت دوغ، وهي شركة طعام شوارع للهوت دوغ مقرها في الجنوب الغربي، من أجل الخبرة العملية والتوجيه.
ولم ينس خالد سوريا التي يشتاقها، لكنه ينقل رسالة عبر الغارديان إلى من يطلبون منه الرجوع إلى بلده بالقول إنه لم يأتي لأخذ المال من أحد والجلوس في المنزل، بل يعمل ويساهم في تحسين البلد الذي احتضنه.