جسر – صحف
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط مارتن شولوف، بعنوان “السوريون ينضمون لصفوف الروس، في أوكرانيا، وبوتين يطالب الأسد برد الجميل”، تحدثت فيه عن وصول مرتزقة من قوات نظام الأسد إلى روسيا تحضيراً لنقلهم إلى أوكرانيا للقتال.
ويقول شولوف في تقريره التحليلي الذي نقلته “بي بي سي”، إنه بعد نحو 11 عاما من الحرب، ودمار المدن السورية، وغالبية الجيش السوري، دشن جيش بشار الأسد، عملية تجنيد جديدة، لكن المجندين هذه المرة ليسوا مستجدين، ولن يقاتلوا على أي من الجبهات الداخلية في البلاد.
ويضيف “إنهم فقط طليعة لما يمكن اعتباره، أكبر عملية لتجنيد المرتزقة برعاية حكومية، في العالم، وخلال أيام يمكن أن ينتشر الجنود السوريون على خطوط الاشتباك في أوكرنيا، لتعزيز الجبهات الروسية المعطلة، في أوكرانيا التي ستشهد قيام بوتين بتحصيل ثمن قاتل، لقيام موسكو بإنقاذ الأسد في السابق”.
ويضيف أن الطليعة السورية التي بلغ قوامها، 150 مقاتلا، وصلت روسيا الخميس، حسب استطلاعات أجهزة الاستخبارات الغربية، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد المتطوعين السوريين للقتال في أوكرانيا، يبلغ نحو 40 ألف مقاتل، وهو ما يشكل قطاعا لا يستهان به، من القوات العاملة، في الجيش السوري.
ويواصل شولوف قائلا إنه في الجانب الاقتصادي ربما يكون القتال، هو واحدة من الوظائف القليلة، إن لم تكن الوحيدة التي تدعمها الدولة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث يحصل غالبية المتطوعين الجدد على نحو 15 دولار أمريكي شهريا بينما يحصل المتطوعون للقتال مع الروس على رواتب شهرية تتراوح بين 600 دولار، و3 آلاف دولار، حسب الرتبة، والخبرة القتالية، لكن حتى أقل الرواتب كفيلة بإغراء المتطوعين للهروب من الفقر.
ويضيف، أن السوريين أسسوا مراكز للتجنيد، في 14 مدينة سورية مختلفة، في حلب ودمشق، ودير الزور، وحمص، وحماه، علاوة على الرقة، التي كانت قبل أقل من 5 سنوات، عاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول شولوف “إنهم يتوافدون بالعشرات، على قاعدة النظام السوري العسكرية في الرقة، حسب ما يؤكد المقاتلون الأكراد التابعون، لقوات سوريا الديمقراطية، شمال شرقي البلاد، ويشير إلى أنه وزملاءه يمكنهم رؤية المتطوعين، كما أن المقاتلين الأكراد تلقوا دعوات من الجانب الروسي، بالانضمام إلى المتطوعين”.
وينقل شولوف عن مقاتل كردي قوله “لا علم لي حتى الآن، بقبول أي عنصر كردي، لهذا العرض”.
ويضيف “في الوقت نفسه يشعر الأسد بفضل بوتين في بقائه في قصره آمنا حتى الآن، وفي المقابل يسعى لرد الجميل بتقديم شيك على بياض، لموسكو بنقل جيشه جوا إلى أوكرانيا، كما منح قادته الضوء الأخضر للتجنيد لنفس الهدف، ويبقى الوضع الهش لقوات الأسد في سوريا، أولوية ثانية بالنسبة إليه بعد رغبته في رد الجميل لبوتين، لأنه لا يمتلك طريقة أخرى للقيام بذلك”.