جسر – متابعات
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن أمجد يوسف الذي اشتهر خلال الأشهر الماضية بكونه أحد مرتكبي “مجزرة التضامن” في دمشق عام 2013، لا يزال على رأس عمله في قاعدة عسكرية لنظام الأسد في دمشق.
وأوضحت الصحيفة أن ضابط الاستخبارات ومنفذ مجزرة التضامن أمجد يوسف لا يزال عاملاً في قاعدة عسكرية خارج العاصمة دمشق، منذ اتهامه من زملائه بأنه ارتكب عمليات قتل جماعية.
وبحسب الصحيفة، يعمل الرائد أمجد يوسف في واحدة من الوحدات سيئة السمعة في الاستخبارات التابعة للنظام، حيث يعمل من قاعدة كفر سوسة منذ ستة أشهر، بعدما كشف عن دوره في إطلاق النار على عدد من الأشخاص وإلقائهم في حفرة في حي التضامن قرب العاصمة دمشق عام 2013، وفق الصحيفة.
وقال زميل سابق له إنه اعترف بالقتل في مكالمة هاتفية مع صديق مشترك: “قال: نعم فعلتها، وهذا ما كان يجب عليّ عمله في ذلك الوقت، لم يشعر أحد بالصدمة، وهذا هو النظام”. ولكن السوريين في المنفى شعروا بالصدمة وشجبت العواصم الأوروبية وواشنطن، المجزرة.
ولفتت الصحيفة أن فرنسا وألمانيا وهولندا فتحت تحقيقات في جرائم الحرب مستخدمة الاختصاص الجنائي العام، وتقوم بملاحقة المشاركين في المذبحة الذين ربما فروا إلى أوروبا.
ويعتقد المحققون الألمان أنهم ربما تعرفوا على مقرب من يوسف يعيش الآن في ألمانيا ويجمعون الأدلة ضد ضابط استخبارات سابق.
وقالت “الغارديان” إن مجزرة التضامن أحدثت هزّة داخل قيادة النظام التي عادة ما تعتّم على أفعال الشر وأسرار الدولة، مما أثار غضباً واسعاً بين أنصار بشار الأسد، مضيفة أنه بعد الكشف عن المجزرة، أُفرج عن حوالي 100 شخص ممن حُكموا بمدد طويلة من أقبية النظام، قضى بعضهم فيها قرابة عقدٍ أو أكثر.
وقال الزميل السابق ليوسف لصحيفة “الغارديان” إن الرائد كان مثار خوف في التضامن على مدى السنوات العشر الماضية، وكان يفترس النساء من شوارع الحي ولم يعثر على الكثيرات منهن.
وأوضح: “رأيته في صباح أحد الأيام يأخذ نساء من طابور خبز، كنّ بريئات ولم يفعلن شيئاً.. ربما اغتصبن أو قتلن، ليس أقل من ذلك”.
وتم الكشف عن هوية يوسف عبر بحث قام به البروفيسور أوغور أونغور، والباحثة أنصار شهود من معهد جامعة أمستردام لدراسات الهولوكوست والإبادة، حيث سرب الباحثان 27 مقطع فيديو قاما بتحميلها من كومبيوتر يستخدمه الفرع 227 في استخبارات النظام، حيث عمل يوسف نائباً لمدير الفرع.
ووفق التقرير، هرب الأشخاص الذين سربوا الفيديوهات من سوريا بداية هذا العام، وتحاول المخابرات العسكرية ملاحقتهم ومعرفة الطريقة التي تم فيها التسريب. وفي فيديو لم ينشر، شوهد يوسف وهو يطلق النار على ست نساء في حفرة، وفرقة الموت المرافقة له تراقب، وأحياناً شاركته في الذبح.وتم حرق الحفرة فيما بعد، وأحضرت جرافة تحمل الرماد والتراب لردمها، فيما يبدو أنها محاولة لمحو أدلة جريمة الحرب.
وقال الزميل السابق ليوسف إن أكثر من عشر جرائم ارتكبت في التضامن، وأن السكان فيه يعرفون أماكنها، و”كل الضحايا كانوا من السنة… هذا تطهير طائفي، كان هناك علويون يتخلصون من السنة”.
وتم الاعتراف بهذا الجانب الطائفي، لكن زميلين آخرين ليوسف، اقترحا أن المجازر كانت تحذيراً لسكان التضامن بعدم التعاون مع مقاتلي المعارضة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مصدراً قال إن الأماكن التي جرت فيها المذابح كانت ممنوعة على الناس المحليين وأن حصيلة القتل النهائية للفرع 227، وصلت إلى 350 شخصاً. وكشفت الفيديوهات عن مثال ارتكبت فيه عناصر بارزة في النظام مجازر، وقامت الوحدة بتسجيل المجزرة لكي تثبت للقيادة البارزة وحتى القيادة السياسية في النظام أن المجزرة حدثت.