جسر: باريس:

كرّم مهرجان “تأشيرة للصورة” visa pour l’image، المصور السوري عبد المنعم عيسى، ومنحه النسخة التاسعة من جائزة “التأشيرة الذهبية اﻹنسانية” Visa d’or humanitaire، المقدمة من اللجنة الدولية للصليب اﻷحمر منذ 2011، والمكرسة لتسليط الضوء على القضايا اﻹنسانية في العالم.

خرج عبد المنعم عيسى من الغوطة الشرقية في نيسان 2018، بعد أن عايش سنوات الحصار المضنية، وشهد الحملة الوحشية اﻷخيرة التي شنها النظام بمساعدة حلفائه الروس على الغوطة المحاصرة، وانتهت بتهجير سكانها إلى الشمال السوري.

جسر تواصلت مع عبد المنعم الذي قدم عديد المعلومات عن المهرجان والجائزة، وقال مبيناً أهمية المشاركة: “حمل معرضي عنوان “نهاية غير متوقعة للحصار”، حاولت من خلاله، رواية تفاصيل حياة المدنيين تحت وطأة الحصار، والقصف الوحشي الذي تعرضوا له خلاله، وأثناء حملة النظام اﻷخيرة المدعومة من روسيا، والتي استهدفت السيطرة على الغوطة الشرقية، وتسببت بإزهاق أرواح اﻷلاف من المدنيين اﻷبرياء، في جريمة ضد اﻹنسانية”.

وأضاف: “تساهم هذه المهرجانات، عبر مشاركتنا فيها، في تسليط الضوء على قضيتنا اﻹنسانية التي تناولها معرضي”. وبحسب ما أدلى به لجسر، توثق صوره “الفترة الممتدة بين مطلع العام 2018، تاريخ بداية الحملة على الغوطة الشرقية، ونهاية آذار/مارس من العام نفسه”. وعن خروجه مع قوافل المهجّرين من الغوطة قال لجسر: “غادرت الغوطة إثر الاتفاق بين الفصائل والنظام ومن ورائه داعميه الروس، الاتفاق الذي نص على تهجير نحو 70 ألفاً من سكان الغوطة، خرجت معهم في القوافل المتجهة إلى الشمال السوري”.

وأشار عبد المنعم في حديثه لجسر إلى اﻷهمية الوجدانية للأحداث التي عايشها بشكل شخصي، وقال: “هذه قصص لا تُنسى، عايشناها شخصياً، وعانينا الكثير من الصعوبات في سبيل تغطيتها، إضافة لظروف الحياة في المنطقة”، وأردف: “من المهم أن تصل هذه القصص لمحافل كهذا المهرجان الذي يجتمع فيه الصحافيون والمهتمون بالصحافة من أنحاء العالم، وجودها هنا يمنحني بعض الرضا”.

وانطلقت الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان التصوير الصحفي اﻷكبر من نوعه، في مدينة بيربينيان الفرنسية جنوب البلاد يوم السبت 31 آب/أغسطس الماضي، وتستمر حتى 15 أيلول/سبتمبر الجاري، كما جرت العادة في النسخ الماضية.