جسر: القامشلي
“نعم لحافظ الاسد” اسم يحمله أحد عناصر جيش النظام السوري منذ عام ١٩٩٢، نشرت عنه أخبار على مواقع إعلامية قبل أيام، لم تستطع الجزم إن كان منشقاً أو إن كان ما يزال يقاتل ضمن صفوف النظام.
مراسل “جسر” تمكن من الوصول إلى أحد معارف هذا الشاب، الذي زودنا بمعلومات عن “نعم” وهو ينحدر من محافظة الحسكة، ومن مدينة القامشلي بالتحديد.
اسمه الكامل “نعم لحافظ الأسد حسين الحسن” ووالدته زكية، وهو من مواليد عام ١٩٩٢ في قرية خربة عمو بريف مدينة القامشلي، التحق بصفوف قوات النظام مع بداية انطلاق الثورة السورية، وخدم في مدينة السويداء.
أصيب أثناء تواجده في السويداء، بشظية قذيفة هاون في فكه السفلي، إثر هجوم تعرضت له نقطته، ونقل على إثرها، إلى مشفى الصنمين العسكري، ومن ثم نقل إلى مشفى ٦٠١ “مشفى المزة العسكري” لتلقي العلاج، لكن تلك الإصابة خلفت له “عاهة دائمة” فبات يعاني من صعوبة في النطق.
ورغم إصابته لم يوافق قائد قطعته العسكرية على منحه إجازة، وباشتداد المعارك في المنطقة، ذهب والده حسين الحسن، وقام بدفع رشوة قيمتها ٥٠ ألف ليرة سورية الى قائد الوحدة، ليحصل ولده على إجازة، واستمرت تلك الإجازة لمدة عامين وأكثر.
“نعم لحافظ الأسد” عاد إلى منزله ولم يعد للقطعة ووفقاً للقانون، كل عسكري يتغيب عن قطعته لمدة ستة أيام دون إجازة يعتبر فاراً، وكل عسكري يتغيب عن قطعته أكثر من ١٥ يوماً على إثر إجازة أيضاً يعتبر فاراً، وفي بداية عام ٢٠١٨ افتتح النظام مركزاً للاستقطاب في مدينة القامشلي وقام “نعم” بتسليم نفسه للمركز لكنه عانى الأمرين في مركز التسوية من حيث معاملة ضباط التسوية له.
“كيف بتحمل هيك اسم وبتنشق” كان الضباط يوبخونه بهذه العبارات، ورغم أنه كان فاراً اعتبروه منشقاً، لأنه لم يلتحق بقطعته العسكرية، وبعد مرور عشرة أشهر على التسوية، قام النظام وكعادته بنقل جميع عناصر التسوية المنشقين إلى وحداتهم السابقة على الرغم من انهم تلقوا وعوداً بابقاء خدمتهم ضمن المحافظة.
نقل “نعم لحافظ الأسد” الى وحدته السابقة في السويداء وتم وضعه في النقاط المتقدمة في منطقة تلول الصفا ليعيش في خيمة مع عناصر النظام .
ونشر أحد ضباط النظام صورته مع “نعم” على “فيس بوك” قائلاً “ﻫﻴﺪﺍ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﻴﺨﺪﻡ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﺸﻠﻲ ﺃﺳﻤﻮ ﻧﻌﻢ_ ﻟﺤﺎﻓﻆ_ ﺍﻷﺳﺪ _ ﻭﻛﻨﻴﺘﻮ ﺣﺴﻴﻦ _ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﺘﻴﺮ ﺷﻐﻼﺕ ﺑﻴﺤﻤﻞ ﺃﺟﻤﻞ اﺳﻢ ﻋﺮﻓﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺮﻑ ﺃﺑﻮﻩ ﺑﺲ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻮ ﺃﺑﻮﻩ ﺭﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻨﻌﻢ ﻣﻨﻚ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﻚ . ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻮﻙ، ﻳﺎ ﻧﻌﻢ ﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻷﺳﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ”.
وبدأ المؤيدون والشبيحة بالتفاخر باسمه، والثناء عليه في التعليقات، أما المعارضون لنظام الاسد فاستهزؤوا باسمه، وكأن الدنيا خلت من الأسماء ليطلق عليه هذا الاسم.
“نعم لحافظ الاسد” تزوج مرتين، انفصل عن الأولى، وأقدمت الثانية على الانتحار في منزل والدها في ظروف غامضة، ويعيش في منزل أبيه، وله ابن واحد أسماه حسين على اسم والده.