دعا اللقاء الثوري السوري ، في رسالة وجهها إلى المبعوث الأممي الجديد الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إلى “تلافي الثغرات التي أدّت إلى عدم نجاح الوساطات السابقة في الصراع السوري”، محذراً من أن “انحراف” الحل السياسي من هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات إلى لجنة دستورية غير واضحة المعالم يؤدي إلى استمرار العنف والمعاناة.
و”اللقاء الثوري السوري”، بحسب ما جاء في الرسالة، هو مبادرة وطنية تأسست مطلع عام 2018 على أيدي عدد من الثوار الشباب داخل سوريا وخارجها، لتكون مساحة عمل وتفاعل سياسي، وتساهم في دفع عملية السلام والتحول الديمقراطي.
وعبرت الرسالة ، عن ترحيب “اللقاء الثوري السوري” ببيدرسون كمبعوث أممي خاص إلى سوريا، واصفة المهمة التي يضطلع بها بأنها توسط في “أحد أكبر الأزمات الإنسانيّة بعد الحرب العالمية الثانية”.
وبدأ بيدرسون مهمته كبمعوث أممي جديد إلى سوريا بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير الجاري، خلفاً لستيفان دي ميستورا الذي أمضى فيها أربع سنوات فشل خلالها في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقال اللقاء إن “المسبب الجذري للصراع السوري هو القمع والإجرام الذي واجه به نظام الأسد تطلّعات شعبنا نحو الحياة الحرة الكريمة، وإن إغفال هذا المسبّب بأبعاده الاجتماعية والوطنية في السياسات الدولية لا يمكن أن يؤدي إلى أي سلام أو استقرار، فضلاً عن أن يمنع تجدّد العنف بصورة أشدّ”.
وأضاف أن “قوام الحلّ السياسي المستدام لهذا الصراع يبدأ من انتقال سياسي وفق القرارات الدولية ذات الصّلة، وإن أيّ انحراف عن هذا الحلّ من هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات -كما جاء في وثيقة جنيف- إلى لجنة دستورية غير واضحة المعالم، من شأنه أن يُغذّي أسباب استمرار العنف وزيادة المعاناة”.
وشدد “اللقاء الثوري السوري”، في رسالته إلى المبعوث الأممي، على أن الوصول إلى الدولة السورية المنشودة يتطلّب إيلاء أهمية قصوى لمتطلبات “التغيير الأمني” وما يستوجبه ذلك من تغيير دستوري وقانوني وصولاً إلى قطاع أمني محترف يوفّر الأمن للمواطن والوطن دون أن يكون أداة لتثبيت حكم الطغاة؛ ويكون قادراً على محاربة الإرهاب بكل أشكاله وتبدلاته دون أن يكون مصدراً للإرهاب.
وجاء في الرسالة: “إننا إذ نحثكم على المضيّ في مهمّتكم الجديدة بما يتلافى الثغرات التي أدّت إلى عدم نجاح الوساطات السابقة في الصراع السوري، نؤكّد على ضرورة تعزيز آليات العدالة والمحاسبة ومكافحة الإرهاب؛ لا سيما إرهاب نظام الأسد والميليشيات الأجنبية والمحلية الداعمة له، والإفراج عن المعتقلين وتبيان مصير المفقودين، والدفع نحو تنفيذ برامج للعودة الطوعية الكريمة للاجئين بما يتطلبه ذلك من توفير البيئة الآمنة والداعمة، واستعادة الحقوق وجبر الضرر”.
وأكدت الرسالة على أن “التمثيل الحقيقي هو مفتاح الشرعية للدولة التي نطمح لها كسوريون”، وختمت بمخاطبة المبعوث الأممي الجديد بالقول: “نأمل بشدّة أن تكون سياستكم متّسقة مع مطالب شعبنا العادلة، لنكون داعمين على المستوى المحلي لأي حلّ سياسي تنطلقون فيه”.