المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

شارك

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

المعارضة السورية والحرب في أوكرانيا

جسر – صحافة

(منهل باريش)

أدانت المعارضة السورية الرسمية ممثلة بـ«الائتلاف الوطني» المعارض، الخميس، الغزو الروسي على أوكرانيا ودعت العالم للتصدي له بحسم، تجنباً لكارثة دولية قد تمتد وتتوسع لتشمل الكثير من الدول.
وحذر الائتلاف في بيان «إن حياة ملايين الناس ليست رخيصة لتكون مجرد أرقام في بازار السياسة أو مجرد أوراق يقامر بها بوتين ويخوض بها مغامرات إجرامية ستسفك أنهاراً من دماء الشعب الروسي قبل أي شعب آخر».
ولفت البيان الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه إلى أن الشعب السوري لا يريد أن يشهد «المزيد من الإجرام الروسي المقترن بخذلان دولي في أي جزء جديد من العالم، بعد ما عانى وما يزال من مجازر روسيا وجرائمها في سوريا، لذا ندعو المجتمع الدولي وأطرافه الفاعلة ونخص الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التدخل الفوري لردع بوتين ووضع حد لمطامعه التي لن تتوقف عند حدود أوكرانيا».
وأشار إلى أن التهاون مع العدوان الروسي في غزو الدول المستقلة ذات السيادة وقضم أجزاء منها «سيشجع على تكرار هذا السيناريو في أماكن أخرى من العالم وسيحرض مطامع الدول القوية في جيرانها الضعفاء ما يعني خللاً عالمياً في الأمن والاستقرار وشيوع فوضى دولية عارمة».
مذكرا أن «الشعب السوري يعرف جيداً مآسي الحرب وويلاتها ومرارة الخذلان الدولي وبشاعته، لذا يعلن وقوفه إلى جانب الشعب الأوكراني الصديق ويدعم مقاومته للعدوان الروسي ويدعم دفاعه الشجاع عن وحدة بلاده وسيادتها».
وشدد «الائتلاف الوطني» على أن «أي تلكؤ أو تهاون أو ترك للشعب الأوكراني في مرمى النيران الروسية قد ينذر بحرب عالمية جديدة يصعب تلافي نتائجها وويلاتها وضحاياها، وإذا لم يتوحد العالم اليوم في مواجهة ديكتاتور روسيا المغرور فإن جرائمه ضد الإنسانية لن يكون لها حدود».
موقف المعارضة الرسمية لم يكتف بالبيان، فقد خصصت الهيئة السياسية في الائتلاف المذكور، جزءا من اجتماعها الدوري لبحث تطور الأوضاع في أوكرانيا، حيث أدانت بحضور رئيس الائتلاف، سالم المسلط «العدوان الروسي على أوكرانيا وانتهاك أراضيها وسيادتها».
هذا، وحمس الغزو الروسي لأوكرانيا جزءا من النشطاء والفاعلين وطالبوا بفتح الجبهات ضد النظام استغلالا للانشغال الروسي في أوكرانيا، وحول إمكانية تحقق ذلك، قال القيادي في الجيش الوطني السوري، النقيب عبد الرزاق عبد السلام لـ«القدس العربي» إن المعارضة السورية «لم تكن مواكبة للأحداث في يوم من الأيام» وشكك القيادي ببقاء فصائل الثورة «لم يعد هناك فصائل ثورة. الجميع حاليا هم موظفون ومقاتلون عند الطلب». ورأى أن روسيا بدأت تعود للمسرح الدولي منذ حرب القرم 2014 والتدخل في سوريا 2015 ويمضي بالقول «شكلت الحرب في سوريا اختباراً وتجربة لروسيا واليوم تدخل على حدود الناتو (حلف شمال الأطلسي) في أهم اختبار لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» ويشكك عبد الرزاق «ما حصل هو حتما بضوء أخضر أمريكي». وفي السياق، وصف القيادي في الجيش الوطني، النقيب مصطفى معراتي أن فتح الجبهات ضد النظام وحلفائه بـ«الفرصة التي لا تعوض». مستدركا «للأسف لا يوجد موقف لدى المعارضة وكل يغني على ليلاه». معتبرا روسيا «عدوا واحدا وقاتلا واحد لشعبين». وختم في اتصال مع «القدس العربي»: «إذا انتصرت روسيا في المعركة ضد أوكرانيا فستتغير خريطة المشرق أمنياً» وفي حال تَدخل حلف شمال الأطلسي «الناتو» ومنع سقوط أوكرانيا توقع «أن ينعكس ذلك في سوريا وسنكون المستفيدين من ذلك بكل تأكيد».
وفي رسالة واضحة، استبقت روسيا غزوها لأوكرانيا بمناورات في البحر المتوسط شارك فيها عدد كبير من السفن البحرية والقاذفات الاستراتيجية، حاولت القول من خلالها إن المصالح الروسية في المياه الدافئة خط أحمر. وجرت المفاوضات غير بعيدة عن قواعد حلف شمال الأطلسي «الناتو» وأشرف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو شخصيا على مناورات «دحر سفن العدو المفترض» وشارك في تلك المناورات ميغ 31 وحاملة صواريخ «كانجال» فوق الصوتية وقاذفة توبوليف تي يو-22 إم، كذلك شاركت سفن حربية من أساطيل المحيط الهادئ والشمال والبحر الأسود بهدف التصدي للغواصات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أن سبب العمليات في المتوسط وجود حاملات طائرات تابعة لـ«الناتو» في مياه المتوسط في إشارة إلى الحاملة الأمريكية «هاري ترومان» وحاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» وحاملة إيطالية مصحوبة بسفن هجومية.
على الجبهة السورية، حتى لو تغيرت المعادلة العسكرية لصالح أوكرانيا وأدخلت روسيا بحرب استنزاف طويلة بعد دعم محتمل من حلف شمال الأطلسي، إلا أنه من غير المتوقع حصول تغيير آخر في سوريا على المستوى الميداني، فالملف السوري من طرف المعارضة ممسوكة بالمطلق من قبل أنقرة ومن غير المرجح إطلاقا حصول تغيير في العلاقة بين روسيا وتركيا، رغم إدانة الأخيرة للغزو الروسي لأوكرانيا، وبيع أنقرة طائرات بيرقدار المسيرة لكييف والتي من الواضح أن لها دورا فعالا في الميدان ضد الدبابات الروسية، لم يظهر إعلاميا بسبب الرغبة التركية المسبقة التي اشترطت عدم إظهاره للإعلام خلال عملية البيع التي بدأت عام 2019 مراعاة لحساسية موسكو، لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية التركية من التعليق على أن الأسلحة واستخدامها ملك لمن يشتريها. كما أنه من المستبعد أن تلجأ تركيا لإغلاق المضائق الواصلة المتوسط بالبحر الأسود في وجه البحرية الروسية. فأولوية تركيا هي الحفاظ على ميزان تبادل تجاري مرتفع مع روسيا، من المتوقع أن يرتفع بسبب العقوبات الأوروبية.
ويبقى السؤال، ما هو عنوان المعارضة السورية التي يمكن أن تلعب دورا يغير موازين القوة على الأرض ضد النظام وروسيا وإيران؟ فالتجربة الأمريكية مع فصائل المعارضة السورية لم تكن مشجعة عدة مرات، لا خلال فترة تأسيس هيئة الأركان المعارضة التي هاجمتها الفصائل الإسلامية وكانت فصائل الجيش الحر على قدر المسؤولية في تمايزها عن الفصائل الإسلامية والمتطرفة، ولا أبلت بشكل جيد خلال تشكيل غرفتي «الموم» و«الموك» في الشمال والجنوب، ولا هي فازت بشراكة «التحالف الدولي لمحاربة داعش» الذي تقوده أمريكا.
لكن في الاعتبارات الأمنية من غير المستبعد تقديم صواريخ مضادة للطائرات لإزعاج موسكو وتهديد قاذفاتها في السماء السورية، وهو الأمر الذي حصل عدة مرات وبانضباط كبير خلال الهجوم الأخير في إدلب، وقبله عدة مرات حيث استهدف الطائرات الروسية. ومن غير المستبعد أن تكون هيئة «تحرير الشام» هي العنوان لذلك، بعد أن قامت بدور الوكيل الأمني لأمريكا في إدلب وقامت بتصفية المهاجرين ومحاربة تنظيم «القاعدة» والتعاون الاستخباراتي في مشاركة إحداثيات وأرقام تواصل قادة تنظيم «حراس الدين» وغيرهم.
ختاما، يبدو من المضحك بالنسبة للكثيرين مناقشة فكرة استغلال ما يحصل في أوكرانيا ومباشرة معارك ضد النظام. ففصائل المعارضة السورية لا يمكن التعويل عليها في التخفيف عن نفسها. وهي التي تفرجت على بعضها تذبح من قبل القاعدة وداعش وفي آخر الفصول استفرد النظام وحلفاؤه في مناطق «خفض التصعيد «منطقة تلو الأخرى وكانت كل منطقة وقائدها يعتقدون أن الدولة الضامنة لهم هي من ستنجيهم، وفي نهاية المطاف ذبحوا جميعا ومن هجر إلى الشمال تحول بندقية للإيجار في الحروب الإقليمية، أما من صمد إلى اليوم فهو في طريقه للذبح.

 

المصدر: القدس العربي

شارك