متابعات جسر:
تحركت قوات من الجيش السوداني، اليوم، لتنفيذ ما بدا أنه “انقلاب عسكري”، ضد الرئيس عمر البشير وأركان نظامه، إثر ضغط شعبي هائل واعتصام دام خمسة أيام في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة، فيما عمت الاحتفالات أوساط المعتصمين، وتدفق الآلاف إلى مقر وزارة الدفاع بالخرطوم.
بدورها اشارت مصادر لقناة “الحرة” الى انتشار مدرعات في محيط القصر الرئاسي في السودان، ومنعت الدخول إلى القصر أو الخروج منه.
وكانت إذاعة السودان الرسمية اعلنت ان بيانا هاما للجيش السوداني ستتم إذاعته بعد قليل، وقد دخلت مجموعة من ضباط الجيش السوداني مبنى الإذاعة السودانية وطالبت بضم جميع الموجات الإذاعية لبث بيان بعد قليل.
وتحدثت مصادر محلية عن وضع البشير ونائبه أحمد هارون تحت الإقامة الجبرية، واعتقال أكثر من 160 من أركان النظام، أبرزهم نواب الرئيس السابقين بكري حسن صالح ونافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين. وأشارت إلى اعتقال قادة الحرس الرئاسي وتجريدهم من سلاحهم.
وأوضحت مصادر عسكرية بحسب “الشرق الأوسط” أن “هناك مشاورات داخل قيادة الجيش لاختيار رئيس المجلس العسكري الانتقالي وأعضائه”، مشيرة إلى أن “تأخر صدور البيان الأول للجيش سببه اعتذار اثنين من أبرز المرشحين”. وتوضح مؤشرات أولية أن “قوات الدعم السريع” التي شكلها البشير لعبت دوراً كبيراً في الانقلاب، وسط ترجيحات بتعيين قائد هذه القوات محمد حمدان دنقرو (حميدتي) نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وقطعت قنوات التلفزيون والإذاعة الرسمية بثها المعتاد، اليوم، وبدأت بث أغانٍ وطنية، وأعلنت عن “بيان مهم” من القوات المسلحة سيذاع بعد قليل. ويعد هذا تقليداً متبعاً في حالة حدوث تغيير في السودان.
ودخلت مجموعة من ضباط الجيش دخلت مبنى الإذاعة السودانية، وطلبت ضم الموجات الإذاعية كافة لبث “بيان هام بعد قليل”. ونشر الجيش والأجهزة الأمنية قواتهما بكثافة في أنحاء الخرطوم، خصوصاً على الطرق والمحاور الرئيسية.
وتجمهر الآلاف أمام القيادة العامة للجيش، ملوحين بالأعلام ومطلقين هتافات منها: “يا سفاح الشعب ارتاح” و”سقطت سقطت يا كيزان” و”صايمين رمضان بدون كيزان”. و”الكيزان” مصطلح يطلق على أفراد تيار الإسلام السياسي في السودان. وذُبحت خراف أمام مقر قيادة الجيش.