جسر: خاص
بجهود تطوعية وإمكانيات بسيطة يقوم أهالي مدينة الشعفة بريف دير الزور، بمواجهة مرض الليشمانيا الذي استشرى بين أبنائهم، حيث وصلت عدد حالات المصابة إلى الألف طفل، في حين تشهد بلدة الباغوز والسوسة المجاورتين انتشاراً أكبر للمرض.
وفي ظل عدم وجود مستوصف لتطبيب المرضى، (يوجد في المدينة مستوصف صحي عمومي غير مفعل، ولا يضم كوادر صحية كافية، حتى يضطر الأهالي للتوجه إلى هجين المجاورة لدى بدء حملات اللقاح)، لجأ الأهالي إلى العمل الطوعي، وعلى نفقتهم الخاصة بإعطاء العلاج اللازم، إلا أنه لا يعد كافياً، نظراً لوجود حالات متقدمة من المرض، وتحتاج لجلسات متعددة، الأمر الذي يتعذر توفيره لضعف الإمكانيات، حيث تم نقديم العلاج لما يقارب ٧٠٠ حالة، إلا أن جزء منها لم يشف بشكل تام.
وتقوم ثلاثة فرق أهلية بشكل طوعي بمساعدة المرضى وأبرزها فريق سواعد الذي يعطي الجرعات لمعالجة الليشمانيا، في مدارس الشعفة والبداية من مدرسة الشعفة الأولى، وقد شفيت بعض الحالات إلا أن هناك حالات تحتاج لعلاج أكبر لدى بعض الأطفال، وتضطر تلك الفرق للحصول على “الامبولات” الخاصة للعلاج من مركز ابو حمام الصحي في منطقة الشعيطات، أو من البصيرة المجاورة.
ولم يقم الأهالي بالتقدم بشكاوى مكتفين بالقول “مافي حدا مهتم”، حيث تضم الشعفة ثلاثة مجالس محلية، وبلدية غير مفعلة، ويلقون باللوم على البلدية وقسد، الذين لا يتخذون التدابير اللازمة لمكافحة ذبابة الرمل المتسببة بهذا المرض.
ويبلغ عدد سكان مدينة الشعفة، ٤٥ ألف نسمة، وتعتبر المدينة ذات طابع ريفي، فبعض البيوت متداخلة مع الأراضي الزارعية، وبعض الأحياء منفصلة عن بعضها فنجد أن بعض الأحياء يوجد بها اصابات كثيرة بالليشمانيا وبعض الأحياء الأخرى خالية من الاصابات، مثل حي الحصية منفصل عن باقي الأحياء المجاورة ويعتبر منطقة موبوءة.
وتتخلص الأسباب التي أاسهمت في تكاثر ذبابة الرمل في المدينة بالآتي:
1_ الصرف الصحي، بالدرجة الأولى، فقد تم تدمير أجزاء كبيرة من خطوط الصرف الصحي ولم يتم أصلاحها، وبعد عودة الأهالي للشعفة، وجدوا بعض خطوط الصرف الصحي، امتلاءت بالمياه والمخلفات، بالإضافة إلى أن بعض المنازل لاتصل لها خطوط الصرف الصحي، ويتم استخدام الحفر الفنية (بركة) لتصريف مياه الحمامات إليها، الأمر الذي يجعلها مرتعاً لجميع أنواع الحشرات والديدان.
2_ قرب حضائر الحيوانات من المنازل مثل الأبقار والأغنام.
3_ تداخل المساحات المزروعة بالأحياء السكنية، وبسبب إهمال الحشائش والأشجار وعدم الاعتناء بها، تصبح هذه الحشائش مصدراً للحشرات.
4_ المستنقعات وبرك المياه السوداء حتى بعد جفاف مياهها تبقى مصدراً للحشرات.
5_ تخاذل البلدية عن القيام بدورها في مكافحة الحشرات، والقيام برش المبيدات مثلما كانت تفعل سابقاً.
وفي ظل عدم حشد الإمكانيات لمواجهة مسببات المرض يوجد مجموعة من التدابير التي يستطيع الأهالي اتخاذها لتجنب الإصابة من المرض وتتتخلص:
ـ مراعاة النظافة العامة والشخصية.
ـ عليك بتوخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم.
ـ استخدام الناموسية و يمكن أيضا رشها بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال متواجد في المراكز الزراعية و هو قليل السمية للإنسان.
ـ تركيب (شباك معدني) ناعم على النوافذ.
ـ صيانة حظائر الحيوانات ومنع انتشار القوارض والبعوض فيها، مراقبة الحيوانات ومعالجتها والتخلص منها وبشكل خاص “الكلاب الشاردة”.
ـ تمديد شبكات صرف صحي آمن، التعامل الفني الجيد مع المخلفات الحيوانية.
ـ إبعاد حظائر الحيوانات عن المنازل السكنية وابعاد مخلفاتها عن الأماكن السكنية ورشها بمادة الكلس ثم البيرمثرين للقضاء على الحشرات .
ـ معالجة البرك والمستنقعات والبحيرات الصغيرة بيئياً.
ـ يمكن وضع بعض الثلج الفحمي أو الآزوت السائل على مكان اللدغة .
ـ إن وجد في العائلة شخص مصاب بلدغة هذه الحشرة يجب عليه وضع غطاء رقيق على مكان اللدغة لانها تجذب الحشرات الأخرى ثم تنتقل العدوى منها إلى شخص آخر.