بعد مضي مايقارب ثمانية أشهر على سيطرة قوات النظام على محافظة درعا، والذي قضي الأمر حينها بتهجير قسم من المطلوبين نحو مناطق الشمال السوري، وتسوية اوضاع من تبقى من خلال ابرام اتفاق المصالحة بضمانة الطرف الروسي، يعاود النظام تضييق الخناق على فئة الشباب من ابناء المحافظة من خلال اعتقالهم أو اجبارهم على الالتحاق بالخدمة الالزامية.
ومعه أصبح بقاء الشباب يشكل هاجساً ما جعل المحافظة تشهد في الاونة الأخيرة فرار المئات من شبانها نحو مناطق شمال سوريا والتي تعتبر آخر معاقل المعارضة ” حلب , ادلب “.
ويخرج أبناء درعا باتجاه الشمال السوري بواسطة مهربين يعملون على امتداد كافة الاراضي السورية، حيث ينقلون من محافظة درعا باتجاه ادلب مروراً بدمشق وحمص وحماة، وعبر الحواجز الأمنية المنتشرة في هذه المناطق لصالح قوات النظام السوري، وقد تكون الطرق مختلفة وبأسعار باهظة الثمن لا تقل عن 1200دولار .
“محمد عبد السلام” مدني من مناطق ريف درعا الغربي، روى لصحيفة “جسر” أسباب مغادرته درعا منذأايام وكيف وصل للشمال السوري قائلا : الأسباب والدوافع التي أجبرتني للخروج من درعا هي الملاحقات والاستداعائات المتكرره من قبل الأفرع الأمنية, وخوفاً من اعتقالي أو إجباري على الالتحاق بصفوف الجيش والزج بي على الجبهات .
واضاف العبد السلام : إن هذا الهاجس لاينطبق علي وحدي بل على جميع فئة الشباب المتواجدين بدرعا , فخطر الاعتقال أو السحب للخدمة الالزاميه متوقع بأي لحظة .
وأما عن طريقة خروجه من درعا قال : غادرت من أمام منزلي بسارة أحد المهربين الذين يحملون بطاقة أمنية بواسطة ضباط من قوات النظام متجها الى العاصمة دمشق ووصولاً الى محافظة حماة دون الحاجة أن أبرز هويتي الشخصية للحواجز المنتشرة على الطرقات، ومع ذلك كان قلبي يرتجف خوفاً من الامساك بي واعتقالي.
وبعد ذلك، تابع “ومن تم تسليمي لمهرب آخر كانت مهمته ادخالي لمحافظة ادلب في اليوم التالي، مما جعل من تكلفة خروجي من درعا إلى مناطق الشمال 2500 دولار وتم تسليم المبلغ بواسطة أهلي في درعا بعد وصولي”.