مراسل درعا: جسر
يعتبر موظفو الدولة هم الحلقة الأضعف في مجتمع السوري اليوم بعد حرب دامت لأكثر من ثمان سنوات، وترجعت مداخليهم أمام الغلاء والتضخم وأصبحت حياتهم المعيشية تحت خط الصفر، مما اضطر الكثير منهم إلى ترك الوظيفة والبحث عن سبيل آخر للعيش.
في استطلاع لمراسل جسر بدرعا أفاد بأن العديد من الموظفين فضلوا الانزواء بعد عام من فرض سيطرة النظام على مناطقهم، وتمكن قسم منهم من إيجاد عمل خاص تاركا الوظيفة إلى غير رجعة، فيما لا يزال آخرون يبحثون عن فرص مواتية لتحسين شروط معيشتهم.
وبحسب استطلاع مراسل جسر فإن متوسط دخل الراتب لكل موظف لا يتجاوز ثمانين دولار أي ما يعاد 48000 ل.س، وهذا المبلغ لا يكفي عائلة متوسط عدد أفرادها خمسة أشخاص، وهناك عشرات الآلاف من العائلات في الجنوب تعيش تحت خط الفقر تحت اسم فئة الموظفين .
يقول (احمد.م) وهو إداري في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة نوى: حصلت على إجازة سنوية من وظيفتي بدون راتب و هذا يعتبر بالنسبة لي إنجاز كبير لأن هذه الإجازات ليست بالشيء السهل فهي تتضمن معاملة كبيرة .
الآن وبعد حصولي على تلك الإجازة سألتحق بعمل في “سوق الهال” بدمشق، لأعمل كمحاسب، جميعنا يعلم أن العمل هناك أفضل عدة مرات من الوظيفة , فأنا أحصل هنا على راتب اسبوعي يقارب 23000 ل.س ليتجاوز 90000 ل.س شهرياً ما يعادل 150 دولار وذلك ضعف راتبي و هذا أيضا يكاد يكفي دخل عائلتي.
(نور.ف) مدرسة لغة في مدينة انخل بريف درعا الغربي وحصلت على الدبلوم منذ عدة سنوات تقول: تركت وظيفتي كمعلمة في مدرسة لأني بعد عدة سنوات من الخدمة لا أزال معلمة وكيلة أي براتب شهري لا يتجاوز 18000 ل.س ما يعادل 30 دولار. وأرفض الانضمام لمسابقة التثبيت للوكلاء من الدرجة الثانية لأني في هذه الحالة سألغي شهادتي تماماً و بالنهاية راتبي لا يتجاوز 22000 ل.س.
تقول نور : فضلت ترك وظيفتي كمعلمة رغم تعلقي الكبير بها و أسست محل صغير لبيع الاكسسوارات، بعد عدة أشهر تبين أن عملي الجديد يحقق دخل جيد به مقارنة مع راتبي كمعلمة وهناك عدد من المعلمات والمعلمين يخططون الى مغادرة وظائفهم والالتحاق بأعمال أخرى قد تحقق لهم دخل مادي افضل.
نور وأحمد يمثلان مجرد عينة، مما تركوا وظائفهم، فيما الآخرون مستمرون بحكم الضرورة بسبب عدم وجود بديل وفرص أفضل، غير أنهم يبحثون ليل نهار عما يغنيهم عن ليرات الراتب، على حد تعبير أحدهم.