جسر: بعد انتشار الفيديو الذي يظهر اعتداء رجل تركي على طفل سوري يحمل الجنسية الأردنية، ووالدته السورية في مدينة مرسين التركية، بدأ الكثير من السوريين بالحديث عن الوضع الصعب الذين يعيشونه في تركيا مع تصاعد حدة العنصرية التي يواجهونها هناك.
وحسب صحيفة يني شفق، فإن الشخص المعتدي استغل غياب والد الطفل المعتدى عليه، الذي توجه إلى مخفر الشرطة لتقديم شكوى، وقام بالتهجم على منزله والاعتداء على بقية أفراد العائلة.
الصحيفة قالت إنه تم القبض على مرتكب الجريمة وإحالته إلى القضاء، مؤكدة أنه لن يتم ترحيل عائلة الطفل.
وبهذا الصدد انتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي خصصها السوريون المقيمون في تركيا للحديث عن تجاربهم المؤلمة مع مواقف عنصرية تعرضوا لها وأصبحت متنامية بشكل واضح.
الصحفي والناشط أحمد بريمو كتب على صفحته في الفيس بوك ما يلي:
قبل حوالي أسبوع واحد تعرض طفلي وسام لحادثة اعتداء من قبل امرأة على كورنيش مدينة مرسين.
وسام الذي بالكاد بلغ السادسة من عمره تعرض للضرب أثناء اللعب بالرمل في الحديقة الواقعة على كورنيش مرسين لأنه رفض إشراك طفلة تركية بلعبته التي كان يلعب بها، وعندما شاهدنا ما تعرض له ونحن على بعد مسافة قصيرة منه، توجهنا نحو المرأة التي اعتدت عليه لسؤالها “بكل لباقة” عن سبب اعتدائها على الطفل، فانضم إليها رجل وامرأة أخرى ودافعوا عنها بأن ابني لم يرد مشاركة طفلتهم باللعبة فارادوا تربيته !
المصيبة لم تكن بالاعتداء فحسب، وإنما بالرد المتعالي والتبرير المتكبر الذي ردو به حين قال “الرجل” إن المرأة التي اعتدت على طفلي مُدرّسة وهو والمرأة الأخرى يعملان في قطاع الصحة ويعرفون كيف يجب أن يعامل الطفل لتربيته، وأنه يجب علينا أن نتعلم منهم كيف نربي طفلنا !
من جانبه، سرد الصحفي محمد سرحيل عدة حالات عنصرية واجهت عائلته، فقال:
لكثرة العنصريّة التي تواجهُنا في تركيا ما عدنا نتهم لأمرها، بل صارت أمراً اعتياديّا، نعم التعميم خاطئ جداً، وهناك من يوضعون على الرأس…
لكن العنصريّة حقاً باتت كثيرة وكبيرة في هذه البلاد!
جيراني الأتراك وبدون أي سبب – كمثال – يتعمّدون سكب الماء وغسل شرفتهم كلّما جلستُ على الشّرفة، فما بالكم لو سكبه أحد ما؟
بعضُ أطفال الحيّ من الأتراك، يتعمّدون الاستهزاء بأهلنا ونسائنا، وإساءَة الأدب مع كل سوريّ، لأننا نتجاهلُهم ولا نفهم كلامهم حسب ظنهم، إلى أن لقّنتهم درساً ذات مرّة، فوقفوا عند حدّهم!
في المشفى يبكي ابني لشدة ألمه ومرضه، فتأتي إحداهنّ وتصرخ في وجهه، لأن ابنها يريد أن ينام، فيزداد بكاؤه ويصابُ بصدمة نفسيّة!
في حين يلعب أطفالهم بين أسرّتنا في المشفى، ويُصدّعون رؤوسنا وهم يلعبُون ويستمعون للأغاني عبر الجوال، وبالطّبع علينا أن نحتمله لأننا سوريّون!
ابني يرفضُ الذهاب للروضة التركية وكذلك ابنتي قائلين: الأتراك لا يحبّوننا، إلى أن عالجتُ هذا الموقفَ بطريقة ما!
الأسبوع الماضي طفلة تركية لا يتجاوز عمرها 3 أعوام، قالت لأمها أنّ ابني ضربها أثناء اللعب في الحديقة، هجمت الأم وأخدت ابني من حضني وبدأت تسأله لماذا ضربت ابنتي؟
بكى ابني وقال لي: (بابا والله العظيم أنا ما ضربتها).
وأنا أعرف صدقه لأن الموقف حصل أمامي، قليلة الأدب والأخلاق هذه لم تخاطبني ولم توجه كلامها لي، بل خاطبت طفلاً لا يجيد التحدّث بالعربية بعد حتى يفهمها بالتّركيّة!
تمنّيت في تلك اللحظة أن تبتلعني الأرض!
الأمثلة كثيرة … لكن ما أود قوله: أن داء العنصرية قاتل…
وسيقتل صاحبه يوماً ما!
شخص ثالث كشف عن تعرض ابنه لحادثة طعن بالسكين لدى خروجه من المدرسة في مدينة أورفا قبل أربعة أيام، بعد أن سأله مرتكب الحادثة عن جنسته، وفور إجابته بأنه سوري وجه إليه طعنة بسكين كان يحملها.
ويحمل السوريون أحزاب المعارضة التركية المسؤولية عن تنامي حدة العنصرية في المجتمع التركي ضدهم، وفي الوقت ذاته يعتبرون أن الحكومة لا تقوم بما يتوجب عليها للحد من الاهتداءات على السوريين، وخاصة لجهة تطبيق القانون، إذ غالباً ما لا يتم متابعة الشكاوي التي يقدمونها، أو ترفض الشرطة تسجيل هذه الشكاوي.
وكان طفل سوري قد شنق نفسه قبل عدة أيام في تركيا بسبب، ما قال مقربون من عائلته، تعرضه للتنمر في المدرسة من قبل زملائه وعدم تدخل إدارة المدرسة لمعالجة الأمر.
لكن وزارة التربية التركية أصدرت بياناً اليوم نفت فيه تعرض الطفل المنتحر لأي معاملة سيئة في المدرسة.