عام مضى على إنطلاقة معركة عفرين من قبل الجيش التركي وفصائل الجيش الحر المتحالفة مع أنقرة، وما تزال الأنتهاكات مستمرة بحق المدنيين عرباً وكرداً في المنطقة، انتهاكت تحصل غالباً من قبل جماعات وأفراد، وأحياناً قادة في هذه الفصائل، ما يجعل من المسارعة لمعالجة هذا الملف أولوية للجميع.
تحسن مؤقت
لوحظ قبل فترة انخفاض نسبة الانتهاكات والفوضى في مدينة عفرين والقرى التابعة لها، وعودة الارتياح للمدنيين الذين عانوا على مدار أشهر قبل ذلك، لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً حيث عادت ظاهرة الاعتقالات التعسفية وحالة الفوضى الأمنية كما كان عليه الحال سابقاً، وهذه المرة تركزت الانتهاكات بشكل خاص تجاه أهالي الغوطة المهجرين إلى المنطقة.
فقد قامت مجموعة مسلحة قبل عدة أيام بإقتحام منزل المدعو “أبو همام” في حي الزيدية مركز مدينة عفرين وسلبه مبلغاً مالياً.
كما قامت مجموعة مسلحة أخرى بإقتحام محلاً لبيع الأسلحة في شارع الفيلات وقتل صاحب المحل المدعو “ابو كرم” وهو من منطقة القلمون، وجرح شقيقه وعدة مدنيين أخرين.
المجموعة ذاتها اقتحمت بعد ذلك مكتبة ألوان، حيث قام عناصرها بالاعتداء على مالك المكتبة وهو مدني من مهجري الغوطة في شارع الفيلات، كما جرت عملية تخريب واطلاق الرصاص بشكل عشوائي.
وعلى إثر هذه الانتهاكات، خرج مهجرو الغوطة في مظاهرة في عفرين مطالبين بخروج القوى العسكرية من المدينة ومحاسبة المسيئين.
وفي الريف
من جهة أخرى، وفي ريف المدينة، قامت الشرطة العسكرية باعتقال عدة أشخاص في ناحية معطبلي، عرف منهم أحمد مصطفى ومحمد علي خوجة.
كما قامت مجموعة أخرى بخطف المدني محمد رشيد طاري (يبلغ من العمر 66) عاماً من قرية “بريمجة” التابعة لناحية معبطلي.
وفي نفس السياق، قامت مجموعة مسلحة عناصرها ملثمون قبل عدة أيام بخطف المدني خليل محمد كوجر ( 40 عاماً) من أمام منزله في مركز المدينة واقتياده الى جهة مجهولة.
وكانت حالات خطف تعرض لها كل من المدنيين محمد صلاح سيدو ومحمد مصطفى سيدو من أهالي قرية قوطان، ومحمد أحمد ابراهيم من قرية علي كارو، وداوود علي ايبش من قرية كيلا من قبل مجموعات مسلحة ادع عناصرها بأنهم من أمن الثورة حيث قاموا بتكبيلهم وتعصيب أعينهم وسرقة 500 ألف ل.س منهم، بالإضافة الى سلبهم سيارتهم من نوع هونداي.
ومن ضمن الانتهاكات التي تداولها الناشطون ومواقع اخبارية في الايام الأخيرة الماضية، مقتل الشاب محمد سعيد العتر من أهالي مدينة القصير تحت التعذيب في سجن فيلق الشام في قرية ميدانكي، وأيضاً خطف وتعذيب المعالج الفيزيائي عدنان بستان كردي من أهالي قرية بليلكو التابعة لناحية راجو .
مطالبات
وحول هذا الموضوع يقول “أبو وحيد” وهو من سكان عفرين: إن الفوضى ما تزال مستمرة في عفرين وريفها بسبب تواجد الكثير من المسلحين والمقرات العسكرية بين المدنيين، وكذلك استمرار حالات الاعتقال والخطف التي لم تتوقف، و قد لاحظنا خلال فترة زمنية قصيرة تراجع نسبة الانتهاكات، لكن ذلك لم يدم طويلاً وعاد الوضع على ما كان عليه تقريباً، وحالة الخوف والقلق تسيطر على المدنيين وخاصة سكان المدينة الاصليين، دون تدخل من أي جهة حتى الآن، على أمل أن تحل كل هذه المشاكل ويعود الأمن إلى المدينة.
ما يقوله أبو وحيد هو لسان حال قاطني المدينة وريفها الذين يطالبون بمعالجة الملف الامني بشكل حازم و قد مر سنة على معركة غصن الزيتون بقيادة تركيا والفصائل التابعة لها التي انطلقت بتاريخ 18/3/2018 للسيطرة على كامل مدينة عفرين وريفها بعد انطلاقتها بتاريخ 21 كانون الثاني واستمرت المعركة 58 يوماً.