بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

شارك

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

بلاد الأمير “عبدالقادر الجزائري” تنفي لاجئي “الشام” إلى صحراء نيجيريا

جسر: الجزائر:

ما يزال مصير عشرات السوريين المرحلين إلى صحراء الجزائر معلقاً، بين وحشة الصحراء أو انتهازية  المهربين الذين يستغلون ظروفهم وحاجتهم إلى أقصى حدّ.

تعود القصة إلى نحو شهرين من الآن عندما قامت السلطات الجزائرية باعتقال ٤٣ سوري معظمهم أعلنوا انشقاقهم عن جيش النظام، وكانوا قد دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية عن طريق ولاية أدرار، وتم  ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية النيجيرية حيث لا ماء ولا سكان ودرجة حرارة تتجاوز الخميسن، إلا أن تلك الخطوة قامت بها السلطات نظراً لتخوفها من كون هؤلاء ضباط، أما الآن فقد تم ترحيل دفعتين من السوريين مجموعهما ٧٠ سوري تقريباً، ولكن هؤلاء كانوا حاصلين على أوراق لجوء، ومضى على إقامتهم في الجزائر أكثر من عام.

يقول سوري مقيم في الجزائر رفض الكشف عن اسمه لـ “جسر” إن “السوريين الذين يتم ترحيلهم وقعوا ضحية خدعة الشرطة الجزائرية الذين استدعهتم من أجل استكمال اوراق، فتم إلقاء القبض عليهم بحجة أنهم دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية رغم أنهم حاصلون على أوراق لجوء، وهكذا تم وضعهم في مركز إيواء، ومن ثم نقلوا عبر ولاية تنمراست مع مهاجرين من جنسيات أخرى في شاحنات مكشوفة لمدة لا تقل عن خمس ساعات متعرضين لأشعة الشمس الحارقة، وبينهم نساء وأطفال وعجزة ولكن ذلك لم يشفع لهم”.

وعن مصير هؤلاء، يقول المصدر “يتم إنزال هؤلاء بعد قطع مسافة كيلو ونصف كم داخل الأراضي النيجرية، وينزلوهم حيث لا سكان ولا مرافق حيوية، فأقرب قرية يمكن الوصول إليها وتدعى سمقة، تحتاج إلى المشي مسافة عشرة كيلو مترات، وهذا مستحيل في ظل الحر الشديد، ونقص الماء والغذاء”.

ويقدر المصدر عدد السوريين الموجودين في الجزائر الآن ١٢ ألف نسمة بعد أن كانوا أكثر من خمسين ألف قبل سنوات.

وآخر ترحيل وفق مصدرنا كان في الاسبوع الفائت، حيث نقل نحو  ٣٠ سوري وعشرين يمني، بينهم امراة يمنية على كرسي متحرك،  تواصلوا مع منظمة العفو الدولية ومفوضبة اللاجئين، اجتمعوا بممثلين عن اللاجئين السوريين أربعة مرات، وقالوا انهم لا يستطيعون فعل أي شيء.

المصدر كان متابعاً لأوضاع الدفعة الأخيرة من هؤلاء السوريين وعلى تواصل معهم، منذ أربعة أيام،  فعلم أن ١٥ منهم ضاعوا في الصحراء لينقذهم راع ويأويهم في منزله، وقسم آخر تعرض للهجوم من قبل قطاع طرق بالسيوف حتى أنهم اضطروا الى خلع ملابسهم التي سرقت منهم، ويقيمون في مصنع مهجور، وانقطع التواصل معهم، ومنهم من عاد للجزائر. 

وعن مصير هؤلاء يقول”معظمهم سيعود إلى الجزائر لأن من يسلم نفسه للسلطات النجيرية ربما يرحل إلى سورية أو ربما يقبع في مراكز إيواء لسنوات تطول، فمعظمهم عاد تهريباً إلى الجزائر، وهنا جاء دور المهربين الذين استغلوا أوضاعهم، فبعد أن كان يتم تهريب الشخص مقابل ٥٠ دولار ارتفع السعر ليصبح ٨٠٠ دولار للشخص الواحد، ومن استطاع الوصول إلى العاصمة غير رقم هاتفه واختفى عن العيون، حتى انه قطع تواصله بالسوريين هناك، خوفاً من إلقاء القبض عليه مجدداً”.

ويعج مطار الجزائر بالعائدين لسورية، إضافة إلى سوريين باتوا يفضلون الذهاب عن طريق التهريب إلى ليبيا أو المغرب أو تونس، في ظل ما يمارس عليهم من ضغوطات، من غير الواضح متى ستنتهي.

يذكر أن سوريا، ودمشق تحديداً، كانت المؤول الذي أحسن وفادة ثوار الجزائر عبر التاريخ، وعلى رأسهم الأمير عبد القادر الجزائري، الذي احتضنته دمشق حتى وفاته، أضافة لعدد كبير من مجاهدي الثورة الجزائرية، التي شارك فيها أعداد كبيرة من نخب سوريا، على رأسهم الدكتور نور الدين الاتاسي، رئيس الجمهورية السورية لاحقاً، والدكتور يوسف الزعين، رئيس وزراء سوريا، وكلاهما قضى مرضاً في سجون نظام الأسد الحالي.

شارك