جسر: خاص:
أفاد مصدرٌ مطلع في دمشق، لصحيفة جسر، بأنّ “الوفد الروسي الذي زار دمشق يوم أمس، قد جاء بمهمتين متكاملتين، حمل الأولى بوريسوف، نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي للشؤون الاقتصادية، وهي سلّة من المنح الاقتصادية، فيما حمل الأخرى، الأكثر صعوبة، سيرغي لافروف ، وزير الخارجية”، الذي وصف المصدر مهمته بالعصا.
ووفق المصدر، قدّم نائب رئيس الوزراء الروسي للشؤون الاقتصادية بوريسوف، عرضاً يتضمن تنفيذ نحو ٤٠ مشروعاً اقتصادياً في سوريا، تضمن انتعاش الاقتصاد في مناطق سيطرة النظام، وتحسن سعر صرف الليرة واستقراره عند حدٍ مقبول جداً، ووضع المقترح بعهدة رئاسة الجمهورية، وليس مجلس الوزراء، ليطلع عليه رأس النظام تحديداً، خلال الشهر المقبل، قبل التوقيع عليه. ويمثل هذا العرض الايجابي الجزرة التي تقدّمها موسكو للنظام، لتنفيذ إملاءاتها المحددة، بشأن الخطوات التالية في سوريا.
أمّا وزير الخارجية سيرغي لافروف ، فحمل معه رسالة تذمر من القيادة الروسية، فحواها أنّ الأطراف الدولية الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، باتتْ مقتنعةً بأنّ موسكو تكاد لا تستطيع أنْ تمارس أيَ نفوذ على نظام الأسد، خاصة في قضايا الحل السياسي، وأنّها تتبنى عملياً رؤية ذلك النظام، الذي ليس في نيته تغيير أي من عناصر المشهد السوري، وجلَّ ما يعد به هو العودة إلى حالة ٢٠١١، وهو أمر غير ممكن على الإطلاق، سواء كان بمساعدة روسيا أو عدمه، وإنّ على النظام السوري أنْ يكون أكثر مرونةً من الناحية السياسية، لكي تتمكن موسكو من مساعدته!.
المصدر أشار إلى أن الفكرة عن لافروف داخل أوساط النظام، هي أنه مستاء منذ البداية من “صلف” نظام الأسد، وعنجهية رأس النظام، وأنه قال أكثر من مرة بتذمر لمسؤولين من نظام الأسد، “أنا لست ساع بريد لديكم أنقل للأطراف الأخرى قراراتكم.. نحن شركاء ويجب أن تأخذوا مصالحنا ورأينا بعين الاعتبار”.
المصدر أكد أنّ بشار الأسد استمع لكلا الرسالتين بصمت، وطلب منحه الوقت لدراسة “وجهات النظر” الروسية بهدوء، وأضاف مصدرنا أنّ رأس النظام متخوف من أنْ يؤدي انصياعه لتلك الطلبات إلى الخروج بالنتيجة المرعبة، وهي اجراء انتخابات رئاسية وفق دستور جديد، يصبح فيها أمر فوزه مشكوك به، أو أنْ تؤدي تلك الانتخابات إلى ظهور منافسين جدد له على الساحة السورية، حتى لو لم يفوزوا في تلك الانتخابات، خاصة فيما لو أقرت اللجنة الدستورية مشاركة السوريين اللاجئين خارج البلاد، وهي التجربة التي يسعى ويحث الخطى لعدم الوقوع فيها.
ووفق المصدر، فإنّ مخاوف بشار الأسد تتضخم يومياً، مع كل انسحاب جديد للطرف الإيراني من المشهد، الأمر الذي يجعل من موازنة بالدور الروسي من خلال الايراني، أكثر صعوبة، وهو الأمر الذي جعل الروس أكثر جرأة في تناول الملفات السورية الداخلية، سواء في الجيش، أو في ملف شرق الفرات، حيث تتفاوض موسكو مع قسد بمعزل عن النظام، أو في ملف ادلب، الذي طوي ملف استعادتها نهائيا على ما يبدو، ضماناً لمصالح موسكو مع أنقرة، وهو ما سيدفع بشار الأسد، وفق المصدر، إلى قلب الطاولة، لضمان موقعه الرئاسي، عبر الإعلان من طرف واحد، عن انتخابات رئاسية مبكرة، تفاجيء الجميع وتسقط المخططات التي يمكن أنْ تطيح به، فيما لو انتظر نتائج مشاورات اللجنة الدستورية، التي يضغط الروس لإرغامه على الانخراط فيها بجدية، وقبول نتائجها، مع تأكيدهم الجازم له، بأنه سيكون الفائز في الانتخابات التي ستتمخض عنها مشاورات الدستورية، إلا أن امكانية ظهور زعماء سياسيين على الساحة السورية، حتى لخسروا الانتخابات، تقض مضجعه، وهو ما لا يفهمه، أو يتفهمه الروس.
في سياق متصل إقرأ:
لافروف إلى دمشق وأنباء عن جديد في جعبته
لافروف: هناك حالة من التفاهم الكامل بين عسكريينا والعساكر الأتراك