بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

شارك

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

بولتون: إيران ورطت ترامب بكارثة كردية في سوريا

جسر: ترجمة:

في كتابه “الغرفة التي شهدت اﻷحداث”، يذهب مستشار الأمن القومي اﻷمريكي السابق جون بولتون إلى أن الرئيس ترامب أراد اﻻنسحاب من سوريا، لكنه لا ينكر أن تلك كانت إرادة الصقور في الإدارة، بمن فيهم بولتون نفسه الذي اعتبر تركيا “حبل نجاة محتمل”، في سياق المهمة اﻷساسية والمتمثلة في محاربة روسيا وإيران في سوريا، فيما نظروا إلى التحالف الأمريكي الكردي ضد داعش كإلهاء، وتركوا الصراع التركي الكردي يتفاقم حتى خرج عن السيطرة.

وردا على هذه اﻻدعاءات أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي أكد بولتون في كتابه أن مساعديه “لا يحبون اﻷكراد”، بيانا مساء أول أمس الخميس، ندد فيه بالكتاب واعتبره “مجموعة من أنصاف الحقائق، والأكاذيب الصريحة”.

وبحسب “ناشيونال انترست”، التي حصلت مسبقا على نسخة من الكتاب، لم يكن بولتون من المعجبين بالأكراد؛ خاصة أن الجماعة المتمردة الكردية الرئيسية (PKK) اعتبرت منظمة إرهابية في تركيا، ويعتقد أن الهدف النهائي كان إيقاف إيران في أجزاء أخرى من سوريا، لكنه كان يخشى أن يؤدي التخلي عن الأكراد إلى إرسال الجنود اﻷمريكيين إلى أحضان إيران، وإضعاف ثقة حلفاء آخرين في أمريكا.

وفي هذا السياق كتب المستشار السابق: “لماذا تحالفنا مع جماعة إرهابية من أجل تدمير أخرى نابعة من فشل أوباما في رؤية أن إيران مثّلت تهديدا أخطر، الآن وفي المستقبل”، وأضاف “لكن ما لم يكن معقدا هو الشعور الأمريكي القوي بالولاء للأكراد الذين قاتلوا معنا ضد داعش”.

ولطالما اختلف بولتون مع جيمس ماتيس وزير الدفاع في ذلك الحين الذي “كان يركز على داعش بدلاً من إيران”. لكن كلاهما أراد بقاء القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا.

وبحسب بولتون، زاد السفير جيمس جيفري، مسؤول وزارة الخارجية عن سوريا والسفير الأمريكي السابق في تركيا، من تعقيد اﻷمور، ويصف بولتون وجهات نظره، زاعما أنها مؤيدة لتركيا، بأنها “بلاء مزمن لوزارة الخارجية حيث تصبح وجهة النظر الأجنبية أكثر أهمية من وجهة نظر الولايات المتحدة”، وينقل عن بومبيو قوله صراحة أن جيفري “لا يحب الأكراد”.

وأمام رغبة ترامب بانسحاب “أكثر تنظيما” بعد إدراكه أنه “يعاني من التغطية الإعلامية”، كتب بولتون أن “الجيش التركي قدم حبل نجاة محتمل في هذا الصدد”، ﻻعتقاده بإمكانية إشرافهم على “نقل منظم للسلطة” في شمال شرق سوريا. ويؤكد أن ترامب اتصل هاتفيا بإردوغان مرة أخرى، وأخبره أنه يريد القوات التركية في شمال شرق سوريا طالما أنها “ستهاجم داعش وليس الأكراد”.

أقنع القادة العسكريون الأمريكيون ترامب بأنهم كانوا بحاجة إلى بضعة أسابيع أخرى مع الأكراد لهزيمة داعش، أو بكلمات ترامب، “يرمون قذارتهم في طريق الخروج”. لكن، وخلال زيارة مفاجئة في عيد الميلاد للقوات الأمريكية في العراق، أصدر الرئيس توجيها آخر متناقضا: يجب أن تنسحب القوات الأمريكية من سوريا، وتبقى في العراق “كمحور” لمواجهة إيران. 

الجنرال جوزيف دانفورد، الذي أصبح رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، توصل إلى طريقة لتربيع الدائرة. واقترح “قوة مراقبة دولية مقرها الناتو” تراقبها المخابرات الأمريكية لمنع الأتراك والأكراد من اﻻقتتال في سوريا. 

بدت الخطة مثالية، حيث قدّر دانفورد أن القادة الأتراك “يبحثون عما يسمح لهم باﻻستمرار في القول إنهم يحمون تركيا من الهجمات الإرهابية، دون التورط في عمليات عسكرية جنوب حدودهم”. ورأى أن الجنرال مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، لديه خيارات “محدودة للغاية” ويرغب في “التفكير في بعض الضمانات الآن”.

كتب بولتون: “بما أن الأولوية الحقيقية لإردوغان كانت، في رأيي، السياسة الداخلية، بدا هذا الترتيب كافياً”. و”بينما نطبق ذلك، أو نطور فكرة أفضل، والتي قد تستغرق شهورا، سيكون لدينا حجة جيدة للاحتفاظ بالقوات الأمريكية (في شمال شرق سوريا)”، فيما اقترح بومبيو اﻻستعانة بالبلدان العربية التي “لديها موارد مالية” و”لا تحب تركيا”.

قام بومبيو ودانفورد وبولتون ووزير الدفاع آنذاك باتريك شاناهان، بعد خيبة ماتيس واستقالته، بصياغة “بيان مبادئ” يحدد خطوطهم الحمراء أثناء استعدادهم للسفر إلى تركيا لإجراء مفاوضات.

عند ذلك بحسب بولتون، ظهر جيفري بخطوطه الحمراء الخاصة به: “خريطة مُرمزة بالألوان تُظهر اﻷجزاء التي اقترح السماح لتركيا بتوليها في شمال شرق سوريا”، لكنه لم يتمكن أبدا من عرض خريطته، حيث ألغى إردوغان اجتماعه مع حكومة ترامب، الذي بدا أنه يميل إلى قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في سوريا، وأخبر إردوغان خلال مكالمته الهاتفية التالية أن الجيش الأمريكي سيتعامل مع المفاوضات بشأن وجودهم في سوريا، فيما عرض السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام المساعدة في إقناع إردوغان بالفكرة، ورغم كراهيته المعلنة ﻹردوغان، يقول بولتون إن السناتور كان لديه “علاقات جيدة” مع الرئيس التركي، اﻷمر الذي لم يعلق عليه مكتب غراهام رغم طلب المجلة.

استمرت المفاوضات، واتفقت الولايات المتحدة وتركيا على “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا بحلول أغسطس 2019، انسحبت القوات الكردية على بعد 5 كيلومترات من الحدود ودمرت تحصيناتها، في حين ملأت الدوريات الأمريكية التركية المشتركة الفجوة. وصرح جيفري للصحفيين في ذلك الوقت أن المسؤولين الأمريكيين “لا يرون” إمكانية “غزو تركي”.

لكن وفي المحصلة، أطلقت تركيا عمليتها “نبع السلام” في تشرين اﻷول/أكتوبر 2019، مما دفع الحليف الكردي للارتماء في أحضان روسيا، وكان بولتون قد أعفي من منصبه قبل ذلك بشهر.

شارك