جسر: متابعات:
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست أمس الجمعة عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أنه على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ، فإن إسرائيل مازالت تحتفظ بحرية عملياتية للدفاع عن نفسها، وأن بلاده مازالت ملتزمة بمراقبة الحدود العراقية-السورية عن كثب؛ للمساعدة في منع نقل الأسلحة الإيرانية.
وفي مقابلة حصرية أجرتها معه الصحيفة، قال بومبيو إن “إدارتنا كانت واضحة للغاية.. لإسرائيل الحق في ممارسة أي نشاط يضمن أمن شعبها” مضيفاً أن ذلك “ليس في صميم ما يحق للدول القومية القيام به فحسب، بل من واجباتها أيضًا”.
وفيما يتعلق بالحدود السورية العراقية التي تعتقد المخابرات اﻹسرائيلية أن إيران تنقل عبرها أسلحة لميليشياتها بما فيها حزب الله اللبناني، أكد بومبيو أن القوات اﻷمريكية تراقب المنطقة عن كثب، موضحاً أن الرئيس ترامب التزم “بمواصلة هذا النشاط الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة منذ عامين، والهادف إلى مواجهة داعش، وتزويد (اﻷمريكيين) بالفهم اللازم لشؤون المنطقة”، وأرف قائلاً “نحن نعلم أن هذه واحدة من المناطق التي حاولت فيها إيران نقل أسلحة عبر سوريا، إلى لبنان، مما يهدد أمن إسرائيل، وسنبذل قصارى جهدنا للتأكد من أن لدينا القدرة على تحديد تلك الأسلحة حتى نتمكن من الرد الجماعي بشكل مناسب”.
وتزايدت مخاوف المسؤولين اﻹسرائيليين عقب القرار اﻷمريكي بالانسحاب من شمال شرق سوريا من تعاظم النفوذ اﻹيراني فيها، لكن بومبيو أكد للصحيفة أنه لا داع لتلك المخاوف، وأن بلاده ستبقى ملتزمة بكبح جماح إيران، ومنعها من الحصول على سلاح نووي، مضيفاً أن كل الخيارات مازالت مطروحة للحيلولة دون ذلك.
بومبيو أكد أن “على الشعب اﻹسرائيلي التمعن في اﻹجراءات الصارمة التي اتخذتها اﻹدارة اﻷمريكية الحالية (ضد إيران) مقارنة باﻹدارة السابقة” موضحاً أن “العقوبات التي فرضناها هي اﻷقسى على اﻹطلاق، وستكون طافية لتقليص حجم الاقتصاد اﻹيراني بأكثر من 12% للعام الحالي”، مضيفاً أن هذه العقوبات “تحرم إيران من موارد تستخدمها في تمويل عمليات اغتيال في أوروبا، وتطوير تكنولوجيا البنى التحتية والمنظومات الصاروخية، واﻻستثمار في حزب الله وبقية الميليشيات الشيعية حول العالم” مؤكداً أن العقوبات “ستقلل من القدرات المادية ﻹيران (اللازمة) للانخراط في هذه النشاطات”.
وشدد الوزير في لقاءه مع الصحيفة على أنه لا ينبغي ﻷحد أن يفسر انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، كإشارة على أن الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة باستراتيجيتها لوقف العدوانية إيران ومنعها من التحول إلى قوة نووية، مؤكداً أن بلاده تعتبر إيران “القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط (وأنهم) مصممون على لجمها”.
بومبيو رفض الانتقادات الموجه للصفقة مع تركيا، التي قال إنها “تنقذ الأرواح”، موضحاً أن إسرائيل ليس لديها ما يدعو للقلق، وأن أمريكا ستقف إلى جانب الدولة اليهودية في حال نشوب أي صراع مستقبلي، مشيراً إلى أن “هذه العلاقة قوية وعميقة ومتنامية وتعكس الروابط التاريخية المهمة بين (البلدين)” مضيفاً أنها علاقة مبنية على “منظومة القيم التي نتشاركها والمصالح الأمنية المشتركة والعبء الذي نتقاسمه معًا”.
وفي إشارة إلى قرار ترامب بإرسال قوات أمريكية إضافية إلى المملكة العربية السعودية، قال “سوف نقوم بضخ المزيد من القوات والموارد الإضافية إلى المملكة العربية السعودية خلال الأسابيع القليلة القادمة بهدف ردع العدوان الإيراني”، موكداً “لقد قطعنا على أنفسنا التزامات مهمة لمواجهة التهديد، ليس فقط لإسرائيل بل للشرق الأوسط والعالم، الذي ينبع من آية الله وجماعته ورجال الدين وثلة الفاسدين الذين يديرون هذا النظام الثوري”.
وأضاف بومبيو أنه يأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد، وأن هناك فرصة لأن يحاول النظام الإسلامي مهاجمة إسرائيل بطريقة مماثلة للهجوم الأخير على السعوديين، وقال موضحاً “أتعامل مع الإيرانيين دائماً… لقد عبروا عن رغبتهم في محو إسرائيل عن وجه الأرض” موكداً أنه لا يستبعد أن يشن اﻹيرانيون هجوماً على إسرائيل، وأضاف “يمكننا اعتبار اﻷمر مجرد تهديدات، لكنهم متورطون في نشاط يشكل خطرا على إسرائيل بالتأكيد، وقد رأينا ما فعلوه في المملكة العربية السعودية، ورأينا ما يفعلونه اليوم في اليمن، ونشاهد الأنشطة التي يشاركون فيها في سوريا والمليشيات الشيعية في العراق، هذه تهديدات خطيرة”.
وكان بومبيو قد وصل إلى إسرائيل بعد يوم من لقائه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وتحدث إلى الصحيفة بعد لقاء عقده لمدة ساعتين مع رئيس الوزراء اﻹسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين رفقة السفير اﻷمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان والمبعوث اﻷمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري.