جسر – متابعات
صرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، في إحاطة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، أن الحل الشامل للصراع في سوريا “مازال بعيد المنال”، مشيراً إلى انعدام الثقة وتباعد المواقف.
وأردف بيدرسون أن “الفجوات في الإرادة السياسية، وتباعد المواقف الجوهرية للأطراف، وانعدام الثقة العميق، والمناخ الدولي كلها عوامل تساهم في ذلك الجمود”.
وأشار إلى أن معاناة السوريين وشعورهم باليأس يزدادان عمقاً، مضيفاً أنه “لا يمكننا أن نقبل الوضع الراهن ببساطة لأنه سوف يزداد سوءا، ويمكن أن ينهار، بما سيؤدي إلى خلق تحديات جديدة”، مؤكداً أن هناك حاجة إلى أن تبدأ العملية السياسية في “تحقيق نتائج على أرض الواقع وإعطاء الأمل”.
وتحدث عن ظهور “شواهد جديدة للإحباط الشعبي في سوريا”، مشيراً إلى استمرار الاحتجاجات في محافظة السويداء لأكثر من شهر والتي رفع فيها المشاركون مظالم ومطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وحث بيدرسون الأطراف السورية وجميع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية على “تقبل التسوية” بشكل جوهري أكثر مما يقوم به الكثيرون حتى الآن، مؤكداً أن هذا “سيجعل من الممكن العمل بالتوازي وبشكل عاجل لعكس الاتجاهات الاقتصادية والأمنية والسياسية السلبية، وإعادة إطلاق عملية سياسية يقودها ويمتلكها السوريون على النحو الذي يدعو إليه قرار مجلس الأمن 2254”.
وقال: “سنحتاج لخطوات ملموسة عبر مساهمات من جميع الأطراف، خطوة بخطوة. وهذا يمكن أن يساعدنا على التحرك نحو بيئة آمنة وهادئة ومحايدة”.
وشدد المبعوث الأممي على أن هذا الأمر يتطلب تطبيق التزامات جادة لمعالجة مخاوف المدنيين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وبشأن اللجنة الدستورية، قال إن الأطراف السورية أبلغته برغبتها في عودة اللجنة إلى الانعقاد، فضلاً عن مجموعة “أستانا” ومجموعة الاتصال العربية، علاوة على عواصم غربية.
وأردف المسؤول الأممي أن “الطريق إلى الأمام ممكن”، محذراً من أنه إذا لم يتم اتباع هذا المسار فإن المستقبل يعني “تدهوراً على الجبهات الإنسانية والأمنية والمؤسساتية، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الجميع”.