جسر – (خاص)
أعادت تصريحات الشيخ معاذ الخطيب حول الانتخابات الرئاسية السورية فتح الجدل حول الخطة الروسية بإجراء الانتخابات هذا العام “في موعدها” بمشاركة من شخصيات معارضة لإعادة تدوير نظام الأسد، ومنحه الشرعية.
وصرح الخطيب قبل يومين “لوكالة ثقة” أن الانتخابات الرئاسية القادمة لعبة سياسية اقليمية ودولية لاعادة تعويم النظام، ومنحه الشرعية التي لم تكن له يوماً إلا بالحديد والنار. وأكد بأنه لايمكن أن يشارك في مثل هذه الانتخابات، ودعا الشعب السوري في الداخل والخارج والمهاجر إلى مقاطعتها ومقاطعة كل الجهات التي تلبس رداء المعارضة وتعمل تحت الطاولة بما يخدم النظام، قافزة فوق آلام كل شعبنا وعذاباته.
هذا وقد أعلنت حركة “سوريا الأم” في في حزيران/ يونيو 2020 في بيان إلى الشعب السوري جاء فيه إن “الحركة لايمكن أن يشارك رئيسها أو أي أحد من أفرادها بتبييض أوراق النظام أو التعاون مع أي سلطة تحت مظلة رئيسه”.
إلا أن تصريحات الخطيب التي جاءت دون مناسبة واضحة أثارت اهتمام المراقبين، خاصة وأنه التقى مبعوث الرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في الدوحة السنة الماضية.
وعلمت “جسر” من مصادر خاصة أنه خلال زيارة وزير خارجية النظام السوري الجديد فيصل المقداد الشهر الماضي إلى موسكو، بُحثت مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية السورية القادمة في موعدها منتصف عام 2021 الجاري، على أساس الدستور السوري الحالي (دستور 2012) باعتبار اللجنة الدستورية في جنيف لم تصل إلى دستور جديد بعد.
وذكرت المصادر لـ”جسر” أن المقداد سمع من المسؤولين الروس كلاماً هاماً حمله معه إلى دمشق، حول أن موسكو تدعم حصول الانتخابات في موعدها على أساس دستور 2012 في حال التزم النظام السوري بشرطين: الأول هو تعديل قانون الانتخابات بإلغاء شرط الإقامة 10 سنوات قبل الترشح للرئاسة، والثاني هو السماح بخوض مرشحين يمثلون المعارضة السورية -المقبولة روسياً- لمنافسة بشار الأسد على الرئاسة.
وقد طمأن المسؤولون الروس ضيفهم (المقداد) أن اشتراط السماح بخوض مرشحين محسوبين على المعارضة لا يعني سحب الدعم الروسي الثابت لبشار الأسد وإمكانية فوزه بالانتخابات، بل إن ترشح عدد من شخصيات المعارضة مقابل الأسد كمرشح وحيد من النظام سوف يشتت أصوات المعارضة ويضمن نجاح الرئيس السوري. لكن عودة النظام السوري إلى المجتمع الدولي والسعي لرفع العقوبات الدولية عليه سيكون من الصعب على موسكو الدفاع عنه في حال لم تكن هناك انتخابات سورية حقيقية تظهر حدوث تغير في سوريا.
وتقول مصادر “جسر” إن المسؤولين الروس لم يتعرضوا خلال زيارة المقداد إلى أسماء مرشحين بعينهم من المعارضة السورية ولكنهم تحدثوا في تفاصيل حملها معه الوزير إلى دمشق، وربما يحتاج المسؤولون السوريون إلى عرضها على حليفهم الإيراني أيضاً، أو أن الإيرانيين وافقوا على الطرح الروسي حيث أن المقداد زار طهران قبل موسكو.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في موسكو قالوا للمقداد بوضوح إن المرشحين المعارضين الذين يوافقون على المشاركة في الانتخابات، يجب أن يُسمح لهم بالقيام بحملات انتخابية، والتواصل مع المواطنين السوريين في مختلف المناطق السورية.
وتنتشر إشاعات وتكهنات منذ فترة في أوساط المعارضة حول الشخصيات السورية المعارضة التي قد تكون موسكو فاتحتها بخصوص مسألة خوض الانتخابات الرئاسية السورية في 2021، والتي يُعتقد على نطاق واسع أن الشخصيات المترشحة فيها سوف تسهم عملياً في إعادة تأهيل بشار الأسد كرئيس شرعي لسوريا بعد 10 سنوات من اهتزاز حكمه بسبب الثورة السورية عام 2011.
وحصرت “جسر” أسماء 9 شخصيات سورية معارضة يرجح أن تكون موسكو عملت على إقناعها لتقديم ترشيحها للانتخابات الرئاسية، بناء على العلاقات التي أقامتها روسيا مع هذه الشخصيات خلال السنوات الماضية، ودعتها للحضور إلى العاصمة الروسية واجتمع معها مسؤولون روس على مستويات عدة في روسيا وخارجها، أو شاركت في مؤتمر سوتشي للحوار السوري عام 2018.
ومن الصعب في ظل التكتم الروسي الحالي وكذلك تكتم شخصيات المعارضة المعنية معرفة إلى أين وصلت المحاولات الروسية، لإقحام المعارضة في الانتخابات، ولا يمكن معرفة ما إذا كانت روسيا تعمل لترشح كل هذه الشخصيات أو بعضها، بل إن بعض هذه الشخصيات قد ترفض في النهاية الترشح إذا تمت الانتخابات على أساس دستور 2012.
ولكن، هذه نبذة مختصرة عن المرشحين التسعة المحتملين:
1. قدري جميل (68 سنة) ذو توجه يساري، وهو من دمشق وأصله كردي، وكان نائب رئيس الوزراء بحكومة النظام في 2012 و2013، وهو رئيس منصة موسكو المعارضة، وأمين حزب “الإرادة الشعبية”، وشارك في مؤتمر سوتشي.
2. معاذ الخطيب (61 سنة) إسلامي التوجه، من دمشق، وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 2012 و2013، وهو رئيس حركة “سوريا الأم”.
3. رندة قسيس (50 سنة) ليبرالية التوجه، من دمشق، وهي رئيسة حركة “المجتمع التعددي” ورئيس منصة آستانا السياسية، وشاركت في مؤتمر سوتشي.
4. هيثم مناع العودات (70 سنة) يساري التوجه من درعا، وكان من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية، ورئيس تيار “قمح”، وكان الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، وكان أيضاً من بين المشاركين في مؤتمر سوتشي.
5. جمال سليمان (61 سنة) صاحب توجه ليبرالي، وهو من دمشق (والده من الساحل ووالدته دمشقية)، وعضو هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، وعضو منصة القاهرة المعارضة، وهو فنان سوري معروف.
6. عبيدة نحاس (45 سنة) إسلامي التوجه، من حلب، وهو رئيس حركة “التجديد الوطني” وقيادي سابق في جماعة “الإخوان المسلمين”، وعضو سابق في المجلس الوطني السوري، وشارك في مؤتمر سوتشي.
7. أحمد الجربا (51 سنة) ذو خلفية عشائرية، من الحسكة، وهو رئيس تيار “الغد” السوري، والرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعضو مؤتمر القاهرة، وشارك أيضاً في مؤتمر سوتشي.
8. إلهام أحمد (53 سنة) يسارية كردية من عفرين، وهي الأمين العام لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) والرئيسة المشتركة السابقة للمجلس، ويمكن ترشحها في حال وصول النظام السوري و”مسد” إلى اتفاق سياسي.
9. خالد المحاميد (55 سنة) رجل أعمال معروف من درعا، وهو نائب رئيس هيئة التفاوض السورية السابق، ويقيم في الإمارات، ومقرب من روسيا.
ولم تعلن أي من هذه الشخصيات موقفها من الترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا، ما عدا الشيخ معاذ الخطيب الذي يمكن أن نعتبره منسحباً من السباق، بينما المطلوب من باقي المعنيين تحديد موقفهم من المشاركة في لعبة إعادة تدوير وتعويم بشار الأسد.