تستعد مجموعة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين لتوقيع رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وعلمت “العربية.نت” أنها ستطلب من الرئيس الأميركي وإدارته اتخاذ خطوات مشدّدة ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.
وبحسب مصادر “العربية.نت” ستكون الرسالة وسيلة لتأكيد دعم الجمهوريين لسياسة الرئيس الأميركي لو أراد اتخاذ خطوات ميدانية وسياسية جديدة في سوريا، لكنها لن تدعو ترمب لاستعمال القوة العسكرية ضد النظام السوري بل إنها تكتفي بما هو أقل من ذلك بقليل.
الرسالة الأولى مشتركة
تأتي هذه الرسالة المنتظرة على أعقاب رسالة وقعها 400 عضو في الكونغرس بمجلسيه ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي ودعا فيها أعضاء الكونغرس الرئيس الأميركي إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران وروسيا وحزب الله، بالإضافة إلى إعطاء إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
جاءت هذه الرسالة بمبادرة من قادة رؤساء لجان الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، وأشارت في مقدمتها إلى تصاعد المخاطر النامية عن نشاطات التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على بقع من الأراضي في سوريا، ومن الممكن أن تهدّد وتشنّ هجمات على “أهداف غربية، وعلى حلفائنا وشركائنا وأراضي الولايات المتحدة”، بحسب نص الرسالة.
وأشارت الرسالة بشكل خاص إلى تنظيمات مثل القاعدة وداعش وحلفائهم، ثم أشارت إلى تصرفات إيران في سوريا وقالت إنها تسعى إلى إقامة قواعد دائمة تهدّد حلفاء أميركا، وأشارت الى تهديد أمن إسرائيل وإلى السيطرة على “طريق برّي من إيران إلى لبنان”، كما أن حزب الله بات يمتلك أكثر من 100 ألف صاروخ وبعضها أكثر دقة ومن الممكن أن تطال الصواريخ أي مكان في إسرائيل.
من الملاحظ أيضاً أن الرسالة تشير إلى نيّة روسيا في توسيع دورها داخل سوريا “أبعد من قاعدة طرطوس”، وقالت إن تزويد روسيا للنظام السوري بأنظمة S-300 تعقّد قدرة إسرائيل على حماية نفسها.
وهذا نص الرسالة الأولى:
عزيزي حضره الرئيس:
في وقت يسود فيه انعدام الأمن بشكل خطير في الشرق الأوسط، نشعر بقلق عميق إزاء الدور الذي لا تزال الجماعات الإرهابية والمتطرفة وخصوم الأميركيين يلعبونه، لا سيما في سوريا، في الوقت الذي يتعرض فيه بعض أقرب حلفائنا في المنطقة للتهديد فإن القيادة والدعم الأميركي أمران مهمان كما كان دائمًا، ولتحقيق هذه الغاية نوصي بعدة خطوات محددة لتعزيز أولوياتنا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك مساعدة حليفتنا إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات المتزايدة، بما في ذلك على حدودها الشمالية.
الجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة والمنظمات التابعة لها، تحتفظ بأجزاء من سوريا في قبضتها. إن قدرة هذه المجموعات على التجنيد والترويج والنمو أمر يثير القلق، وعلى الرغم من أن غرضها الرئيسي الآن قد يكون القتال داخل سوريا، فإنها تحتفظ بالقدرة والإرادة للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد أهداف غربية وحلفائنا وشركائنا والوطن الأميركي.
للولايات المتحدة مصلحة في منع هذه المنظمات الإرهابية من ترسيخ موطئ قدمها في الشرق الأوسط، والتي ستستخدمها بلا شك لزيادة زعزعة استقرار المنطقة، وبالتالي تقويض المصالح الأميركية.
استقرار المنطقة تزعزع بسبب سلوك النظام الإيراني المهدد في سوريا، وتعمل إيران على تأسيس وجود عسكري دائم يمكن أن يهدد حلفاءنا. في العام الماضي وحده، تسللت طائرة من دون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي وأطلق “الحرس الثوري” الإيراني عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل من سوريا. بالإضافة إلى ذلك، تواصل إيران برنامجها لمتابعة مسار بري مباشر من إيران إلى لبنان، ومن شأن هذا الارتباط أن يسهل بشكل أفضل تزويد إيران لإرهابيي حزب الله والميليشيات الأخرى التي تدعمها إيران بأسلحة فتاكة، في الوقت الذي شجعت فيه أمتنا الأنظمة السياسية الأكثر استقرارًا وشمولية في الشرق الأوسط نشر النظام في طهران نفوذه وزعزع استقرار جيرانه لتحقيق مكاسب خاصة به.
مثل إيران، تعمل روسيا أيضًا على تأمين وجود دائم في سوريا، خارج منشأتها البحرية في طرطوس. لقد غيرت روسيا قوس الحرب الأهلية في سوريا على حساب الشعب السوري من خلال استخدام القوات الروسية والطائرات والحماية الدبلوماسية لضمان بقاء نظام الأسد. وعلاوة على في تزويد دمشق بالأسلحة المتقدمة مثل نظام مضاد للطائرات من طراز S-300 (…) تعمل موسكو على تعقيد قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من الأعمال العدائية التي تنطلق من سوريا.
زعزعة الاستقرار تكمل فقط دور إيران، حيث أن روسيا لا تُظهر أي استعداد لطرد القوات الإيرانية من سوريا.
يشكل حزب الله الآن تهديدًا قويًا لإسرائيل أيضًا من لبنان (…) وجه حزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ باتجاه إسرائيل أكثر دقة وأطول مدى، مما أعطى المجموعة الإرهابية القدرة على الضرب في أي مكان في إسرائيل.
منذ بضعة أسابيع فقط، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أحد عناصر حزب الله المتهم بقتل خمسة جنود أميركيين في العراق ربما يقوم الآن بإنشاء شبكة إرهابية على الحدود بين إسرائيل وسوريا، كما اكتشفت إسرائيل مؤخرًا ودمرت ستة أنفاق تابعة لحزب الله دخلت إسرائيل من لبنان، ومع كل ذلك زاد حزب الله من خطابه حول نيته خطف الجنود والمدنيين الإسرائيليين.
من أجل الحد من وجود الإرهابيين والمتطرفين، ومكافحة أنشطة خصومنا، وتعزيز أمن إسرائيل، نحثكم على النهوض بمصالحنا الإقليمية من خلال تنفيذ استراتيجية تشمل العناصر التالية:
• التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ومن سياسة الولايات المتحدة القديمة دعم قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بنفسها ودعم تفوقها العسكري النوعي (…) مع تقلب المنطقة يظل من الأهمية بمكان أن نعيد التأكيد لكل من الأصدقاء والأعداء في المنطقة أننا نواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
• يجب علينا أيضًا أن نبحث عن طرق لزيادة دعمنا في سياق مذكرة التفاهم الحالية لعشر سنوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولضمان وصول إسرائيل إلى الموارد والمواد التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجهها على الحدود الشمالية، ويجب على الولايات المتحدة أن تواصل معارضة الجهود الدولية لعزل وإضعاف إسرائيل.
• زيادة الضغط على إيران وروسيا فيما يتعلق بالأنشطة في سوريا. بالعمل مع حلفائنا وشركائنا، نحثكم على مواصلة وزيادة الضغط على إيران وروسيا لتقييد أنشطتهم المزعزعة للاستقرار.
• يجب على أميركا مواصلة الجهود الاقتصادية والدبلوماسية لمواجهة دعم إيران لحزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى وكذلك دعم روسيا لنظام الأسد الوحشي، ونحن نشجع التنفيذ الكامل للعقوبات المسموح بها في قانون مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات (CAATSA)، وهو مشروع مؤيد على نطاق واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذي سجلته لتصبح قانونًا (…) إن التحرك الأميركي الواضح والمستدام والتنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا يمكن أن يرسل رسالة مهمة من العزم إلى الجهات الفاعلة في المنطقة.
• زيادة الضغط على حزب الله، من خلال التنفيذ القوي والكامل لقانون منع تمويل حزب الله الدولي لعام 2015، وقانون تعديلات منع تمويل حزب الله الدولي لعام 2018، وغيرها من العقوبات التي تستهدف حزب الله وأولئك الذين يمولونه، يمكن لأميركا أن تقلل من قدرتها على تهديد إسرائيل وتحديها، بالإضافة إلى ذلك يجب أن نواصل الضغط على اليونيفيل لتنفيذ تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك التحقيق والإبلاغ عن وجود الأسلحة والأنفاق على حدود إسرائيل.
• الصراع في سوريا معقد، والحلول المحتملة ليست مثالية، لكن خيارنا الوحيد هو تطوير سياسات يمكنها أن توقف التهديدات المتزايدة للمصالح الأميركية وإسرائيل والأمن والاستقرار الإقليميين. هذه الاستراتيجية تتطلب قيادة أميركية.
نشكرك على الأخذ بالاعتبار لوجهات نظرنا”.
خطوات متشددة
دعت الرسالة إدارة ترمب إلى القيام بثلاث خطوات محددة وهي التأكيد على حماية إسرائيل لنفسها، وزيادة الضغط على إيران وروسيا من خلال تطبيق قانون ماغنيتسكي، وأشارت إلى أن العمل عن قرب وبالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة يوجّه رسالة عزم الى الناشطين الأشرار” بحسب ما تقول الرسالة. كما دعت إلى تطبيق الإجراءات التي تمّ إقرارها من قبل ضد حزب الله لمنعه من تمويل نفسه وإضعافه.
من الممكن النظر إلى هذه الرسالة المنشورة يوم 22 الجاري على أنها دعم واضح للرئيس الأميركي وسياسته في سوريا، بعدما هدّد أكثر من مرة بالانسحاب من هناك، وتعطيه دعماً سياسياً واضحاً للاحتفاظ بقوة عسكرية على الأراضي السورية، واتخاذ إجراءات ضد إيران وروسيا والتنظيمات الإرهابية.
من الملاحظ أن زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وقّع على هذه الرسالة، بالإضافة إلى قيادة الديمقراطيين في مجلس النواب والعشرات من النواب والشيوخ الديمقراطيين.
رسالة الجمهوريين
أما الرسالة المنتظرة فستكون من الجمهوريين فقط وتعطي الرئيس الأميركي دعماً واضحاً من ناخبيه، وفي حديث مع “العربية.نت” أوضح بسام بربندي، الدبلوماسي السوري المنشق ومؤسس “الشعب يريد التغيير”، أن الرسالة التي وقع عليها أعضاء الكونغرس بخصوص سوريا والرسالة المتوقعة قريبا هي “نتيجة عمل الجالية السورية الأميركية التي تتواصل بشكل مستمر مع أعضاء الكونغرس من الحزبين”، وأضاف أن “الوضع المأساوي في إدلب والقصف الروسي كانا المحفّز للرسالة، والتي هدفت إلى تذكير الإدارة بأولويات الكونغرس بالأزمة السورية، من محاربة الإرهاب إلى وقف التمدد الإيراني وتنفيذ القرارات الدولية”، وأشار بربندي إلى أنه من الممكن “أن يتطور موقف الكونغرس من رسالة إلى إجراءات أو قوانين لتنفيذ البنود الواردة في الرسالة”.
المصدر: موقع قناة العربية