جسر – متابعات
تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير نشرته بمناسبة “يوم اللغة الأم” الذي تحتفي به “اليونيسكو”، عن صراع فرض اللغات بين روسيا وإيران في سوريا.
وقال التقرير إنه في سوريا التي تشكل مثالاً حياً على تقلب السلطات وانعكاس ذلك على تعليم اللغات، فُرضت العربية لغةً وحيدةً لعقود طويلة، وعُربت المناهج حتى العلمية منها والتقنية. وبذلك، حُرمت أجيال من تعلم اللغات الحية فيما مُنعت أجيال أخرى من التحدث بلغة الأجداد والقومية.
واليوم، وبينما تتقاسم دول كبرى مثل روسيا وإيران وتركيا وجيوشها مساحة الجغرافيا السورية، بدأت تلك الدول تبحث أيضاً عن نفوذ اجتماعي وثقافي.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا نجحت بالتسلل إلى قطاع التعليم الحكومي بمناطق سيطرة نظام الأسد.
وذكر التقرير أن روسيا كانت لها الغلبة في هذا الميدان على حساب إيران، رغم أن طهران سبقت موسكو بسنوات في محاولة نشر تعليم الفارسية في البلاد، مضيفة أن إيران حاولت السير على خطى روسيا وفرض إدخال الفارسية إلى مناهج التعليم الحكومي تنفيذاً لاتفاقية بين طهران والنظام.
وأضاف أن مشروع تعليم الروسية في سوريا، يشمل 217 مدرسة تضم 35 ألف طالب في 12 محافظة، في حين تمكنت إيران من فرض تعليم الفارسية في المدارس الحكومية التي رممتها وأعادت تشغيلها فقط.
وتستغل إيران حالة الفقر والأزمة المعيشية في مناطق سيطرتها بشرقي سوريا، لتستقطب الأطفال والناشئة، عبر تقديم منح مالية ورواتب شهرية، وفق ما أكد التقرير.
وقللت مصادر في دمشق للصحيفة، من فرص نجاح إيران في نشر ثقافتها في دير الزور، لأن البيئة هناك “معادية للثقافة الفارسية تاريخياً، كون غالبية الأهالي من العرب السنّة”، خصوصاً أن روسيا دخلت على خط المنافسة بمجال التعليم، وقدمت مساعدات لنحو 300 معلم ومعلمة بالمنطقة.