جسر – متابعات
تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرها، عن توتر العلاقات بين نظام الأسد وإيران، بسبب موقف النظام من حرب غزة، وأيضاً بسبب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الإيرانيين في سوريا، أبرزها الضربة الإسرائيلية التي استهدفت سفارة طهران في دمشق، والتي لقي فيها عدد من الجنرالات مصرعهم.
وكشفت مصادر من ميليشيات غير سورية تابعة لإيران متواجدة في ريف دمشق أن إيران وضعت خططاً لإخلاء سوريا من عناصر ميليشيا “الحرس الثوري” حيث “بسبب الضغط الإسرائيلي المتزايد وضع هؤلاء خططاً لإخلاء سوريا عبر مطار دمشق الدولي، وكذلك العودة تسللاً عبر الحدود السورية – العراقية”.
وأخلت قيادات الحرس الثوري بعد الهجوم الإسرائيلي مقارّها المعروفة داخل ريف دمشق وانتقلت إلى مناطق قريبة من لبنان، كما اختفى كلياً في منطقة السيدة زينب مشهد العناصر المسلحة، سواء من الإيرانيين أو الميليشيات الموالية لهم، وذلك بعد مقتل قائد قوة الارتباط لـ”الحرس الثوري الإيراني” في سوريا رضي موسوي، بغارة إسرائيلية استهدفت منطقة الروضة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. تلى تلك الحادثة غارة جوية استهدفت مبنى سكنياً في منطقة الفيلات الغربية بحي المزة الراقي في يناير (كانون الثاني) الماضي، قُتل فيها مسؤول استخبارات “الحرس الثوري” و”فيلق القدس” في سوريا حجت الله أميدوار.
ويقتصر اليوم الانتشار المسلح في السيدة زينب على عناصر من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، خصوصاً في محيط المقام الذي يؤمّه الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان وعند حاجز “المستقبل” المؤدي إلى المنطقة من طريق مطار دمشق الدولي.
وحول سياسة النظام تجاه حرب غزة، ونقلت الصحيفة عن المصادر، أن الإيرانيين يعتبرون أن بلادهم بذلت “الغالي والرخيص” في سبيل الدفاع عن حكومة دمشق، في وقت تستدرج الأخيرة عروض الحوار مع الغرب، “كمكافأة لها على موقف النأي بالنفس، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به الإيرانيون”.
وأوضحت المصادر أن حكومة النظام “تحسست إمكانية لتطبيع علاقاتها وأوضاعها مع الدول الغربية بسبب موقفها من حرب غزة تماماً كما فعلت في عام 1990 على حساب صدام حسين والانضمام إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي”.
ورأت المصادر أن “وهج العلاقة السورية- الإيرانية أخذ يتراجع”، مع تصفية إسرائيل الكثير من كبار الضباط الإيرانيين، “الذين قاتلوا دفاعاً عن النظام”، وإحالة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ممن شهدوا ما قدمته إيران لبلادهم، على التقاعد، أمثال المدير السابق لإدارة المخابرات الجوية جميل الحسن.
وأضافت: “أيضاً لدى طهران شكوك في أن تعيين اللواء كفاح ملحم المعروف باتجاهاته المناوئة لإيران، على رأس مكتب الأمن الوطني في سوريا، يهدف إلى سياسة أمنية سورية داخلية أكثر تشدداً حيال نفوذها”.
وأشارت المصادر إلى شكوك إيرانية غير معلنة رسمياً بتورط أجهزة أمن النظام بتسريب معلومات حساسة حول تحركات ضباطهم لإسرائيل أدت إلى تصفيتهم، وموقف دمشق ونأيها بنفسها.
وبحسب المصادر، فإن ما سبق يأتي في ظل قلق إيراني مبطن من الانفتاح العربي على نظام الأسد، وجنوحه إلى “الحضن العربي”، وذلك في أعقاب ما عقدته طهران مع الولايات المتحدة من صفقات “أزعجت” سلطات النظام في سوريا.
وكان جرى في أغسطس (آب) الماضي تسريب وثيقة حكومية مصنّفة “سرية” صادرة عن الرئاسة الإيرانية إلى وسائل الإعلام تتعلق بإنفاق طهران 50 مليار دولار على الحرب في سوريا، خلال 10 سنوات، واعتبارها “ديوناً” تريد استعادتها على شكل استثمارات، ونقل للفوسفات والنفط والموارد الأخرى إلى الحكومة الإيرانية.
وعندما راجع مسؤولون سوريون نظراءهم الإيرانيين لنفي تلك الوثيقة، رفضوا بحجة أنهم لا يعلقون على مزاعم إعلامية؛ ما يعنى أنهم عملياً لا يمانعون في تشكل انطباع سوري وعربي بأن النظام مكبل بالديون لطهران، بحسب ما ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع.
كما كان لافتاً بحسب الصحيفة، تبادل بشار الأسد برقيات تهنئة مع الكثير من قادة وملوك وزعماء الدول العربية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، في حين وعلى غير العادة لم تنشر وسائل الإعلام التابعة للنظام أو الإعلام الرسمي الإيراني، خبراً عن تبادل الرئيسين الأسد وإبراهيم رئيسي التهاني بهذه المناسبة؛ وهو ما حصل أيضاً مع حلول عيد الفطر.