بعد مسيرة فنية طويلة دامت أكثر من ثلاثين عاماً، وأجمع النقاد على اختلاف انتماءاتهم على وصفها بالـ “الغنية” و “المتنوعة” أعلنت الفنانة السورية أمل عرفة اعتزالها الفن والقول “الرزق على الله”.
جريدة الأخبار اللبنانية نشرت الخبر إلا أنها عزت أسباب الاعتزال إلى انحسار الضوء عن عرفة لصالح زميلات المهنة، وإلى حياتها الشخصية المعقدة بعد انفصالها عن زوجها الممثل عبد المنعم عمايري وتحملها مسؤولية تربية ابنتيها مريم وسلمى،وتراجع النجاح الذي اعتادت أن تحققه وتقديمها تجارب لا تليق باسمها، انتهاء ببرنامجها الذي وصفته الصحيفة بالـ “المخيب” “في أمل” الذي شهد انتقادات واسعة خلال فترة عرضه.
الصحيفة تجاهلت عن قصد السبب الذي قد يكون رئيسياً في اعتزالها، فبعد تعرض عرفة لهجمة شرسة من قبل السوريين المعارضين لنظام الأسد على خلفية حلقة عرضت خلال شهر رمضان من مسلسل “كونتاك” الكوميدي، قدمت خلالها عرفة مشهداً كوميدياً لأم تبكي بشكل ساخر أطفالها الذي قتلوا جراء القصف الكيماوي، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين نظراً لكونه يمس حياة آلاف الأطفال الذين قضوا في سورية خلال الحرب.
لم ينته الأمر هنا، فقد خرجت عرفة بتصريح معتذرة عن ذلك المشهد مؤكدة أنها لم تقصد المساس بمشاعر الأمهات، وأنها لم تكن تعلم بأن موتناج الحلقة سيتم بالشكل الذي أخرج به، فما كان من النظام السوري إلا أن يرد لها الصفعة على اعتذارها هذا، فأصدر وزير الإعلام السوري “عماد سارة” قراراً بمنعها من الظهور على شاشات التلفزيون السوري الرسمية، وعدم بث حتى أعمالها القديمة، فضلاً عن منع استضافتها في برامج حوارية. ورغم أن أمل عرفة لم تعلن خلال سنوات الثورة كغيرها موقفاً واضحاً وصريحاً يعكس تأييدها للأسد إلا أن مشاركتها في الأعمال السورية المحلية واستضافتها لفنانين أعلنوا ولائهم وطاعتهم للنظام، كشف عن موقف متضامن مع الأسد وإن لم تصرح.
ويبقى الدافع الرئيسي وراء ذلك الاعتزال غير واضح فأمل اعرفة اكتفت بالقول “سأترك الفن لأهله، هذا آخر كلام عندي، أشعر بالقرف النهائي، ربما تعيلني أيّ مهنة أخرى على الحدود الدنيا من الحياة الكريمة، بطريقة أفضل مما يحصل معي في هذه المهنة”.
والفنانة أمل عرفة من مواليد عام ١٩٧٢ ابنه الملحن سهيل عرفة، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، برعت في الغناء، وقدمت عشرات الأعمال التلفزيونية منها مسلسل “دنيا”، “عيلة خمس نجوم”، “كسر الخواطر” تخت شرقي” وغيرها.
