جسر: رأي:
لم يكن “مينغ تيين” القائد العام للجيش والحرس الإمبراطوري الصيني (221 ق. م) يتوقع ردَّ سيده الإمبراطور “تشي تشن هوانغ تي”، حين أبلغه قائلا: مولاي الإمبراطور، لقد انتهينا تحت إرشادات مقامكم من بناء سور الصين العظيم. ثم رفع رأسه وهمس خائفا؛ لكن يا مولاي إن هجمات المغول الشمالية لم تتوقف وفي أحيان كثيرة يجدون ثغرات في السور ليعبروا من خلالها، ونحن نصدهم ونهزمهم بفضل مباركتكم يا مولاي !.
حينئذ نهض الإمبراطور هوانغ وقال لمينغ تيين: أنا لم أبني السور لأُنهي هجمات الرعاع الشماليين يا مينغ، فهذه الهجمات لن تتوقف، لقد بَنيتُ السور حتى لا يتمكن أولئك المتمردين على الحكم من الفرار خارجه، ونستطيع أن نقضي عليهم داخل دولتنا.
الظلام المضيء هو بقعة شديدة السواد، أشد عتمةً من الدجى الذي يحيطها، لذلك تبصرها العين المجردة؛ لا لأنها منيره بل لأنها أشد قتامة مما حولها.
والحقيقة أن هذا ما ينطبق على واقعنا السوري اليوم؛ فالوطن العملاق بات ينال منه حتى الأقزام الذين ما إن يُنهي عضروط منهم عَرضه، حتى يبدأ أَخرق آخر، من سوريين أمسوا اليوم كُثُر يتناوبون على التَرجلِ لأدنى درجات الدنو، ليقوم إزب ويقعدَ بُحتر. فهذا ينبئنا بأنه يعلم تفاصيل نهاية النظام لأنه رأها في حلمه، وذاك لديه من أخبره أن الكونجرس أعلمه على نحوٍ شخصيٍ بمصير بشار الأسد، أما الأخير فيعمل بحسب المواسم، فمرةً يقول لنا أن نهاية بشار الأسد ستكون صيفا في جو معتدل، ثم يغير رأيه ليكتب لنا أن نهايته ستكون في يوم قيظ شديدة الحرارة.
ونهاية يُطل علينا خادمٌ قضى عمره يُحتذى من قبِلِ مجرمين سَبقوه في الخطيئة والدنو، ليعلن علينا أنه رُشّحَ من قِبَل صحفي متسول مثله، ليكون رئيسا لسوريا القادمة.
والحقيقةُ أننا نتمنى على من يُخيل إليه أن يكون بديلا عن الأسد المسخ، أن يستطيع قبل ذلك أن يكون بديلا لبشار آخر؛ وهو بشار الجعفري.
فالجعفري موكلٌ بمنصبٍ خارج الدولة عند نظام الأسد، ويداوم فيه بين الدول التي يعيش فيها هؤلاء المتسولون الأدعياء ذاتهم، والأَولى والأقرب للعقلِ؛ أن من يمكن أن يكون بحجم وقدرات تمكنه من ملء سدة الحكم في سوريا، لا بد أن يكون قادرا على عزل موظف صغير كالجعفري، يتبع لوزارة الخارجية، ويفوقه في تراتبيتها التنظيمية أكثر من ستة موظفين.
وهذا لا يحتاج لجهدٍ كبير، وكل ما يستوجبه قانونيا؛ طرح مشروع قرار على الجمعية العامة ينزع الصفة التمثيلية عن وفد حكومة النظام، وتعليق مشاركتها في اجتماعاتها، بعدها يُحال القرار بالموافقة لقسم الشؤون القانونية، ليصدر قرار تصادق عليه الدول الأعضاء، وبعدها سيكون قد أُنجز عزل بشار الجعفري فقط.
الواقع أننا منذ بدأنا ثورتنا الكبرى على نظام المسوخ، والهمروجات تتسع للجانب الذي لم تعد معه جانبا؛ فكتيبة أعلنت منذ بدء الثورة أنها قتلت الأسد وهو في عداد الموتى، وصحفي هاو يريد أن يستحوذ إلتفاتة فيكتب أن بشار ترك سوريا وهو اليوم في دولة أخرى. وهكذا لم تتوقف هذي الترهات حتى اليوم، لتتمثل أخيرا بنقاشات حقيقة، تدور بين مهمشين يتداولون فيها كيف سيجلسون على كرسي الرئاسة، دون أي يملكوا قدرة تغيير مدير بلدية في إحدى المحافظات النائية وليس المدن الكبرى في سوريا.
ليس من العصيّ تَعَقُل الكارثة السورية، ومعرفةُ مكامن العطب فيها؛ إن كانت أدوات البحث مُحايدة وغير منحازة، وهذا بتصورنا مطلب مستحيل، سوى للحقيقة.
في الثاني من كانون الثاني/يناير 1999، رُقيَّ المقدم بشار الأسد إلى عقيد ركن، ومذحينئذ بدأ يداوم كل اثنين وخميس في مقر اللواء 105 حرس جمهوري، الواقع خلف قيادة الحرس الجمهوري في الجهة الشمالية لجبل قاسيون، وكنتَ ترى مئات الأشخاص تجمعوا أمام مدخل اللواء كلهم يحملُ طلبات استرحام ٍومعونات للقائد الجديد، راح بعدها يَطَلِعُ على جبال الفساد التي بناها ضباط الحرس الجمهوري بالتواطئ مع ضباط الأمن ورجال أعمال مازال بعضهم حتى اليوم يهتف له في دمشق، وأخذ منهجا يعتمد أن كل من تثبت عليه إدانة شخصية مدعومة بشهادات أصحابها، سيصدر بحقه قرار تسريح مع طرد من الجيش دون أي حقوق لاحقة.
نعرفُ تسعة أسماء قام بتسريحها، ليس لأن ذاك من واجباته أو حرصا منه على وطن دمره وباعه فيما بعد؛ بل لأن الزخم الشعبي، والحفاظ على بريق اسمه الجديد، ومحاربة الفساد، ﻻ يدعم فقط مسيرته العجينية، بل يرسخ أمثولة براءة ناصعة له من كل الجرائم التي ارتكبت في الماضي، ويعطيه هالة يحتاجها العوام ليقتنعوا، رغم النزف الوطني الفجائعي، بحضوره الطاغي في المشهد السوري، فالمصلحة المستقبلية العائلية هنا تستحق التضحية بخراف شبعت من الدم هناك.
بعد ذلك اجتمع مع عدة ضباط منهم ضابط اسمه حيدر حيدر كان قائد أركان اللواء 105، أوضحوا له أن هذه المنهجية لا يمكن لها أن تستمر وإلا فلن يجد بعد عدة أشهر ضابطا واحدا يقدم له الصف، فالكل ينهش وبكل ما أوتي من دناءة، والكل متواطئ مع الكل، وبدأت الخيوط تمتد إلى أسماء كبرى، يُعتبرون شركاء أساسيين في نهب المال العام، وتمكين سياسة إفقار الشعب حتى النخاع.
بعد تلك المرحلة، جاءت وفاة حافظ الأسد التي كانت حدثا مهولا بالنسبة لأبناء جيلي كشبّان كنا وقتئذ بالكاد نتعرف على الحياة، ولن أتطرق في هذا المقال لما جرى في دمشق من إجراءات واعتداءات حينها، لكني سأكتب عما جرى في اللاذقية حيث مكان الدفن ومجمع الحج وتقديم التعازي. وعلى سبيل المثال تم حجز فندق ميريديان اللاذقية بالكامل لصالح رئاسة الجمهورية، وما لبث أن امتلأ بعائلات الضباط فيما بعد، ولأسابيع طويلة، على حساب رئاسة الجمهورية التي تنهب المال العام بالنهاية. ويكفي مثلا أن تعرف أن حسن نصرالله نزل بالفندق ذاته ثلاثة أيام مع 50 مسخٍ مثله حينها. فيما بعد، بعد مضي شهور، قُدم لبشار الأسد ملف فيه عدة أسماء تواطئت فيما بينها لتحصل من خلال كشف حساب الفندق على مبلغ 150 مليون ليرة سورية كزيادة على فاتورة الفندق الأصلية، وهو ما كان يعادل أكثر من ثلاثة ملايين دولار حينها، قال الضابط المسؤول حين عاد بالملف: سيادتو شخط عليه؛ أي أنه أتلفه ولا يريد البت فيه.
منذ البدء كان بشار فاسدا حتى النخاع، تعلّم تماماً كيف تُدار الأمور في سوريا منذ عقود، وأدرك منذ سنوات بعيدة أن أي إصلاح جذري أو تغيير سيقود النظام كله للإلغاء والإنهيار، فالأخير منسوج بدقة شديدة وباتفاقات إقليمية ودولية أيضا، وليس من السهل تفكيكه أو اقتلاعه دفعة واحدة.
حتى داخل عصابة من اللصوص، يجب أن يكون هناك مبدأ معين للعدالة، يسمح لهم بتقاسم الغنائم؛ فالشرعية ركن أساسي حتى بالنسبة لأشد المجرمين دموية. والحقيقة أن النظام ترفع له القبعة في هذا، فهو يعرف تماما كيف يجذب المجرمين الذين يتقاسمون معه الغنائم، بمنهجية مدروسة بشكل فائق الدقة.
ومن هنا ننفذ إلى إيران، البلد القومي التاريخي الهائل الإمكانات، والحقيقة أن الثورة الإيرانية خلقت منذ البدء بنية عاطفية عند الشعب الإيراني، أزاحت من خلالها الثلة الحاكمة المجتمع والدولة عن سلم الأولويات، ووطّدت في المقابل علاقتها مع اللاوعي الجمعي بحيث جعلت الأيديولوجيا الدينية أداة لتشكيل الذات، واستخدامتها في الصراع الذي لا يمكن أن ينتهي مع الآخر في آن معا. ورغم أن المسعفين هنا هم القتلة ذاتهم، ورغم أن المنهجية الإيرانية تفتقر إلى كوابح عقلانية توجه السلوك، إلا أن إيران نجحت دون أدنى درجات الشك بتأسيس منظومة إقليمية ودولية كبرى، يتجلى بعضها في الوجه الإجرامي الصرف لأيران، كحزب الله الذي ينتمي إليها أكثر من انتمائه إلى لبنان، بينما تتجلى في وجه آخر بنجاحها في تأسيس اللوبيات الدولية التي تدعم مواقفها، التي لا تجد هي ذاتها مناصا من أن تكون عدائية، أو لنقل لتعلن على الأقل أنها عدائية.
والأن لنرى باختصار شديد ما الذي تملكه إيران التي تعادل من حيث عدد السكان الخليج مجتمعا مع العراق وسوريا بثمانين مليون نسمة، أكثر من 70% منهم أعمارهم تحت الثلاثين، وهذا يقودنا لما يلي:
- إيران في المرتبة الثانية عالميا في إنتاج الكتب الدينية؛ العقيدة الواحدة التي هي دستور الدولة.
- إيران لديها قطاع زراعي مهول، وتحتل المرتبة الرابعة عشرة عالميا بمساحات الأراضي المروية نسبة لكل فرد من أصل 112 دولة.
- إيران لديها عدد إجمالي البالغين القابلين للخدمة العسكرية 44 مليون، اللائقين للخدمة سنويا مليون وأربعمئة ألف، وجيشها بين أقوى 12 جيشا في العالم.
إننا لا نستعرض هنا فقط نقاط التفوق الإيراني، بل نوضح أن تضخيم الذات وتقزيم الآخر مرده دوما، وعلى مر التاريخ، التعامي عن الإمكانات، والشعور بالفوات الزمني والعجز عن بلوغ الممكن، فالنقاط المذكور أعلاه تدعم بشكل مباشر وقود الحروب وطبيعة الدول العدائية التي هي شكل الدولة في إيران. إلا أن ذلك بحد ذاته يحتاج إلى رؤى وإستراتيجيات راسخة لا تتغير وفق أمزجة بعض مراهقي السياسة الذين يحلمون بما لا يملكون.
إن تكلفة الحرب الإيرانية على الشعب السوري أدت لإيجاد موازنة خاصة بها في الدولة الإيرانية، وبحسب تصريحات مُحَدِّثي وعشرات المصادر الأخرى، فإن تكلفة الحرب تعادل تسعة إلى عشرة مليارات دولار سنويا. أما عدد القتلى فهو فادح جدا، رغم أنه يبقى تنبؤيا لا يمكن ضبطه تماما، لكننا نعود هنا لعبارة مولانا “هوانج تي” ذاته، ومنه نقول: إن إيران لم تخطط لكل ذلك عبثا، وهي بعد دخولها سوريا غير ما قبلها، وستدافع عن احتلالها ومكتسباتها على أنها السور الذي تريد أن تضبط ما داخله، وتقضي على من يخالفها فيها دون كلل أو شعور بأدنى حاجة لأي تفاوض، ليس على سوريا بل حتى الضاحية الجنوبية.
ولأي شيء يقودنا هذا؟ الحقيقة أن إيران لا تسعى إلى منطق احتلال، بل إلى أسلوب اقتلاع؛ أي أنها توطد سياستها زمنيا بحيث تخلق لها جذورا دينية وإجتماعية، وتبعية عميقة يدفعها ويعمقها المنطق الكنسي الإيراني المتمثل في التشيّع الناضح بالمظلومية والعاطفة، فتقتلع المُعادين لسياساتها، وتزرع مكانهم جيلا آخرا.
ولم تكن إيران لتفعل كل ما فعلت لتنسحب بعد كل هذا الضجيج العالمي الذي أحدثه تدخلها في المصيبة السورية، وهي لا تخطط بمنهج اعتباطي، ولن تنهزم بسهولة إن هي أرادت الحرب الكاملة؛ إن الشوارع التي ولدتُ، وكبرتُ أنا ذاتي فيها، وأحياء حلب القديمة حول القلعة، يسكنها اليوم أجيال جديدة من كفريا والفوعة يوالون إيران، والأطفال الذين ولدوا منذ خمس سنوات يظنون أن بيوتنا كحلبيين هناك هي ملك آبائهم ولهم وحقهم، وسيدافعون عنها بعد جيلٍ آخر حتى الموت.
لن تنسحب إيران قبل جيل كامل من سوريا، كما تفعل دوما كل بضع مئات من السنين، فليس هناك سوى الأقزام اليوم أمامها، والشعب السوري العظيم مطعون بالفقر ومضرج بالخيام ومغدور بمن يمثلونه.
والأن في المقابل؛ ما الذي فعلته المعارضة السياسية السورية؟ عدا عن لحظة إشراقها زمن تحقيقها إعترافا دوليا حين تأسس المجلس الوطني، وكان على رأسه البروفيسور برهان غليون، والذي حاز من الاعتراف والتقدير والأهمية دوليا، ما كان معادلا لنقاء وحجم الحًُلم وطنيا، وفي عطب الذات تفصيل هام لطبيعة اغتيال الضوء الذي كان من الممكن أن يستمر.
ما الذي أنجرته كل القوى بعد تلك الفترة؟ ما الذي حققه الإسلاميون سياسيا، من الإخوان إلى كل من يشبههم، حتى من المستحاثات القديمة، عدا عن كونهم يهيئون أجيالا لمنصات الإعدام وكتائب للهزائم؟
الحقيقة أنهم دفنوا بنجاح فريد كل مدخل لنقد الذات، واغتالوا كل من يعاديهم من الأصوات، وأقصوا حتى المهادنين لهم، لأنهم وكما نعتقد واقعون تحت تأثير سُعارٍ سلطوي يتمثل بالنسبة لهم بمبدأ أنهم الأجدر والأحق والأفضل، وأن كل ما جرى كان رسالة لهم ليحكمونا بعقولهم التي لا ينطفئ ضياء إبتكارها أبدا.
حين تجاوزنا ذواتنا كسوريين كلنا معا، وهتفنا معا، وتحررنا من قيودنا وانتماءاتنا معا؛ شكلنا مشهدا لم يُسقط النظام فقط، بل أسس لمرحلة تاريخية جديدة، لكننا حين ارتددنا إلى انتماءاتنا عاد كل واحد منا لمنهج مختلف برؤية الخلاص، وهكذا أضعنا الطريق الواحد والغاية معا، لنصل اليوم لثلة متسولين وخدم من شدة ما هزلت وضَعُفت في ذلها القضية، راح حتى الخصيان يحملون بامتطائها، وهي تحمل في القلوب ولا تُمتطى.
لن يرحل بشار السفاح لا في الصيف ولا في الخريف، وهو يضحك ملء صوته حين يسمع نعيب هؤلاء المفلسين، ولن يتغير شيء على أيدي هؤلاء الأجراء الذين أدمنوا التنجيم وقراءة الطالع وانتظار الرواتب المصفّره لتدخل حساباتهم.
لن تحارب أمريكا التي أقرَّ مجلس شيوخها قانونا يقيد صلاحيات ترامب العسكرية ضد إيران، المجلس ذاته هذا لم يقر وهو يشاهد منذ تسع سنين أكبر كارثة إنسانية في التاريخ قانونا ليقيد صلاحيات إيران في سوريا، ولو لم تنته بعد من جوقة النواخ على الثلاثة تريليونات التي أنفقتها في الشرق الأوسط تحت عويل ترامب الذي لن يشبعه شيء سوى النعش الذي بات قريبا.
قانون سيزر ذو طابع إجرائي وليس قضائي، ويستند في صلبه لطبيعة أحادية ذات توجه وقائي أكثر منه استباقي، وأعظم ما يرتجى منه تقييد حركة الدول والعودة بالفائدة على الولايات المتحدة ذاتها، ولا يتسع المقال كي نفصل.
حلفاء النظام كانوا صادقين معه، ولن ولم يتخلى عنه أحد، وحليفٌ كإيران لم يعد بيدها قدرة أن تتخلى عنه، أما عنتريات إسرائيل فتعلم إيران وتعلم الولايات المتحدة أنها مجرد فقاعاتٍ تغض إيران عنها الطرف لأنها تعرف مايراد من ورائها، وهؤلاء الناعقين كل يوم بأكاذيب جديده، ابحث عنهم ستجدهم يستجدون النظام ذاته ليرضى عنهم.
أيها السوري الأبي، يا من غيّرتَ أبجديات الكون بصبرك، وحيرت اللغات بصمودك، وأنخت على باب حريتك دناءة الأمم التي طعنت غدرا حلمك، لن يتغير شيء ما لم تنتفض أنت من جديد، لن يرحل السفاح وتقتلع أقاصيه ما لم نعد كما كنا في البدء؛ نرى الخلاص باتجاه واحد حيث الوطن والشعب هما السيدان اللذان لا يردهما أحد أبدا. يا سيدي ومولاي أسعف نزيفا لم يضمده إلا جلدك أنت، أنت من هزمت كل هؤلاء يوما، وأنت وحدك من يحق له أن يكمل، لا تلتفت للأقزام الذين يحلمون أن يكونوا بديلا للسفاح، ففي المبادلة مماثلة. البديل هو القانون، والرئيس الجديد سنكلفه أن يدفئ أقدام أطفالنا العارية في المخيمات ليس أكثر. أيها السوري وأي شيء سيحرضك أكثر من أن نقول لك: أيها السوري.. أيها السوري.