حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

شارك

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

حارتنا (٤): شارعنا منطقة استراتيجية !

كتبها-خليفة خضر

أثناء فترة تصليح وترقيع مجاري الحي، كان قد استغل الأهالي عدم استطاعة دخول سيارات الدولة التي تهدم منزل كل عائلة تخالف في عملية البناء أو عائلة بَنت غرفة لابنها الذي تزوج وزاد عدد أفرادها، و لقلة الدخل المالي، اضطر الكثير من الأهالي إلى بناء عدة غرف بشكل طولي على منازلهم الأفقية، فبعد تعبيد وتزفييت الطريق وإصلاح المجارير، سمح تزفييت الطريق لسيارات الدولة التي يركبها رجال بدينون بطريقة غير متناسقة و يحملون بأيدهم فؤوس كبيرة، بالدخول إلى المنزل وهدم الجديد الطارئ، أو سرقة أغنام عائلة حولت أرض صغيرة إلى حظيرة لعدة أغنام يعيش من واردها أصحاب البيت، وأحياناً لا يهدمون الغرفة بل يكتفون بحفر فجوة صغيرة بسقف الغرفة وتركها .. تسير سيارت الدولة الزرقاء الكبيرة ويتراكض خلفها الأطفال وأنا منهم.

حتى اللحظة لا أفهم كيف إن كانت تلك الغرف والأغنام تخالف القانون وفي حال دفع صاحب الغرفة أو صاحب الأغنام المال للشرطي الذي يقود سيارة بيضاء أمام السيارة الزرقاء المحملة بالرجال، لم تعد تخالف القانون ولا تسبب بكارثة وأمراض على الأطفال، هل المال هنا قربان  أو حرز ديني أو زكاة أو رشوى بالمصطلح الصريح. 

إن كانت الدولة تخاف علينا من الموت، وتمنع من أجله بناء الغرف الصغيرة الناتجة عن التضخم السكاني، لما لا تجد حلولاً أخرى تكبح تفكيرنا ببناء هذه الغرف، ولما إن أعطينا الدولة بعض المال، تسمح لنا باستكمال البناء الذي ربما قد يسبب بموتنا. 

كنا نظن أن لا إجابة عن هذه التساؤلات التي تخطر ببالنا،  فلا تجارب سابقة لدول حولت العشوائيات لمناطق سكنية استوعبت كل السكان وقدمت دراسات وتجارب لتحديد النسل ومحاربة العطالة وتحويل العشوائيات لمناطق سكنية لا تستدعي الأهالي للبحث عن طرق غير قانونية للمجاهدة في عملية البقاء على قيد الحياة. 

كنا نظن أن لا طرق بديلة للعيش إلا وفقاً لهذه الحياة، ناس يخافون الدولة ويخشونها، لما نخاف الدولة ونخاف إذا ما شاهدنا شرطي ونخاف إذا ما شاهدنا رجل أمن … نعم ” أمن” نخاف إذا ما شاهدناه، قلما تشاهد من يبتسم من رجال ” الأمن” مع الأهالي.

كبرنا تحت نظرية لا حياة إلا بالرشاوي والتملق لرجال الأمن والبحث عن طرق ملتوية للعيش وارتداء قميص الخوف كلما خرجنا خارج الحي، أو المشي  في الشارع الذي تحول بعد دفع العوائل الرشاوي للمخفر إلى شارع يعج بالمحلات والمنازل ذات الطوابق الثنائية ومستودعات لتخزين الطعام، قد تجد معملاً لتخزين الورق ملاصقاً له معمل لصهر الحديد! 

كانت تهدم منازل الفقراء خوفاً من موتهم, ويسمح للأغنياء ودافعي الرشاوي من استكمال بناء منازلهم ومحلاتهم المخالفة .. قد تريد الدولة الخلاص منهم والحفاظ على الفقراء منا ! 

شارك