المصدر : صحيفة المدن ٥ ايار ٢٠١٩
يبدو أن المقاربة الأميركية الجديدة للقضية السورية، باتت تتخذ من المسألة الكردية منطلقاً رئيسياً لها. فاللقاءات المطولة للوفد الأميركي إلى تركيا، وما أعقبه عن تصريحات حول ليونة في المواقف وتفهم للمخاوف التركية، ليست إلا بداية التحرك الأميركي الجديد.
المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، التقى الخميس في جنيف، رئيس وفد “هيئة التفاوض العليا” نصر الحريري، والمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، وأبلغهما بخطة أميركية جديدة تقضي بإشراك الأكراد في العملية التفاوضية، كشرط لدفع العملية السياسية قدماً.
كما التقى جيفري، بحسب صحيفة “جسر”، الجمعة، بممثلين عن مصر وفرنسا والمانيا والأردن والسعودية والمملكة المتحدة، اضافة لوفد “هيئة التفاوض” السورية، لابلاغهم بعقد مؤتمر جديد للمعارضة السورية، ينضم إليه الأكراد لأول مرة وسيعقد في العاصمة السعودية الرياض تحت اسم “الرياض-3″، والذي سينتج عنه تشكيل وفد تفاوضي جديد للمعارضة، يتسق مع الرؤية الجديدة للعملية السياسية في سوريا.
وتزامنت تلك التحركات الدبلوماسية، مع انعقاد مؤتمر عشائري كبير دعت إليه “قوات سوريا الديموقراطية”، الجمعة، وحضره نحو 5 آلاف ممثل عن عشائر المنطقة، لتحقيق هدفين؛ إعلان رؤية وطنية واضحة لـ”قسد”، وإبراز حجم التأييد الشعبي العربي لها، بحسب “جسر”.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية السورية أن مؤتمر العشائر السورية هو “التقاء العمالة والخيانة والارتهان وأن مثل هذه التجمعات تجسد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها وأنهم لا يعبرون عن أي من المكونات السورية الوطنية الشريفة”.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة، لوكالة “سانا”: “ستعرف هذه التنظيمات المليشياوية أن قبولها بما يمليه عليها المنظمون الحقيقيون لمثل هذه المسرحيات من أميركيين وغيرهم لن يجلب لها إلا الخزي والعار ولعنة الوطن والشعب وأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن وطنهم وكرامة شعبه ووحدة أراضيه”.
من جهته، رفض القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، خلال المؤتمر، الجمعة، أسلوب “المصالحات الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا”، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وأكد عبدي الاستعداد “للحوار مع النظام السوري” للتوصل إلى “حل شامل”. وشدد على انه لا يمكن بلوغ أي “حل حقيقي” من “دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً.. ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية”، فضلاً عن القبول بدور “قسد” في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً.
ودافع عبدي عن بقاء قوات التحالف في سوريا وكذلك القوات الروسية، وقال إن وجود القوتين “مشروع حتى تطهير كافة الأراضي السورية من رجس الإرهاب”. وأضاف “ما دام الإرهاب موجوداً (…) فإن دور قوات التحالف والقوات الروسية ما زال مطلوباً وما زال ضرورياً”.