حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

شارك

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

حرب المخدرات الإيرانية في سوريا

جسر: تحقيق مصور:

بعد أن دمّر النظام وايران المنطقة، وسدا كل الافاق أمام أبنائها، خاصة الجيل الشاب، بدأا بدفعهم إلى تعاطي المخدرات.

لم تكن منطقة شرق سوريا تعرف المخدرات تقريباً، فكيف اصبح نحو ٧٥ ٪ من الشبان يتعاطون أخطر الأنواع، وفق أحد الوجهاء المحليين.

تمكنت جسر من رصد ومتابعة عمليات نقل المخدرات وتوزيعها في محافظة دير الزور. من المصدر إلى المستهلك. تبدأ العمليات من مراكز الميلشيات الإيرانية في مدينة دير الزور ومحيطها.

تنطلق العملية الأولى بالقرب واحد من أهم المعسكرات الإيرانية في ريف دير الزور الغربي، وهي مستودعات عياش الاستراتيجية، التي قصفتها القوات الأميركية يوم ١٥ آب سنة ٢٠٢٢، والتي تتمركز فيها قوات من الحرس الثوري الإيراني، وميلشيا فاطميون وميلشيا النجباء التابعة لطهران أيضا، والعلامة المميزة لها هي هوائيات اذاعة دير الزور الشهيرة، التي تقع داخل تلك المعسكرات.

لإيصال شحنة من مادة الكريستال وفق طلب مسبق من أحد التجار المتعاونين معنا، تحضر سيارة خاصة إلى الضفة اليمنى من النهر والتي تدعى غرب الفرات، وعبر قارب صيد صغير يعبر أحد المهربين المحليين إلى الضفة اليسرى لنهر الفرات والتي تدعى شرق الفرات، ويسلم المواد المخدرة، وعلى رأسها المادة الأكثر طلباً في هذه الفترة والأخطر وهي الكريستال المخدر.

لا يخاف المهرب الذي يعبر من الضفة الأخرى للنهر، لأنه محمي من الميلشيات الإيرانية المسيطرة في المنطقة، التي تجلب المخدرات من العراق وايران ولبنان عبر سيارات لا يعترضها أحد، وهي ترافق الموزعين لحمايتهم كما يظهر في الفيديو.

كما رصدت جسر عملية تهريب أخرى للمخدرات في ريف دير الزور الشرقي، حيث تتبعنا رحلة شبه يومية لأحد المهربين الذين ينقلون المخدرات من بلدة الكشمة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، أو ما يعرف بغرب الفرات، حيث تتمركز الميلشيات الإيرانية، إلى شرق الفرات، في بلدة أبو حمام، حيث تم نقل شحنة من الحشيش ومواد مخدرة أخرى.

تنقل المخدرات بعد ذلك إلى الاحياء والقرى، وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الميلشيات والنظام يمكن الحصول على المواد المخدرة بسهولة حتى من بعض الصيدليات المرتبطة بالميلشيات مثل صيدلية عيد الجمل في حي الجورة وصيدلية المختار، ويستهدف فئة الشباب والمراهقين وطلبة المدارس والجامعات بشكل أساسي.

أما في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية فيتم  جلب المخدرات من طرف تجار وموزعين محليين من أبناء المنطقة تربطهم علاقات جيدة بقسد، أو من عائلات الشيوخ النافذة اجتماعياً، بعد أن تُهرب من خلال شبكات متخصصة عبر المعابر النظامية أو عبر نهر الفرات بالقوارب الصغيرة. وتباع هذه المواد من قبل الموزع المحلي الذي يتواصل معه المتعاطون مباشرة، كما يمكنهم أن يقصدوا صيدليات أو محلات صغيرة، معروفة ببيع المخدرات تحت غطاء بقالية أو محل بيع البسة أو غير ذلك، مثل دكان كانت تديره سيدة في قرية محيميدة وقبض عليها مؤخرا بعد ضبط المخدرات المعدة للبيع في الدكان، لصالح تاجر كبير.

أما في الرقة فقد انشأ التجار اوكاراً معروفة لبيع وتعاطي المخدرات، مثل الحانة الكائنة بالقرب من جامع منى، لصاحبها محمد العبادي المعروف بلقب سمور، والذي جعل من منزله قرب نادي الفرات مكاناً شبه معروف لبيع المواد المخدرة بكافة أنواعها. إضافة لخمارات ومنازل أخرى معروفة ببيع المخدرات غرب كراج البولمان، و شارع سيف الدولة، و شارع أبو الهيس، ومنطقة رميلة وشارع الساقية.

توفر الميلشيات الإيرانية المخدرات بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة، وتضعها بين ايدي زعماء ميلشيات محليين لإتمام المهمة بتوزيعها إلى التجار والمروجين، وابرز هؤلاء التجار فراس العراقية قائد ميلشيا الدفاع الوطني، وعضو مجلس الشعب (البرلمان) مدلول العزيز، وفرحان المرسومي وآخرين.

أما أخطر المواد التي تضخ في المنطقة فهي الكريستال، المخدر الذي بدأ بالانتشار في المنطقة، ليصبح الصنف الرئيسي الذي يتم تداوله، وهو من الامفيتمينات التي انتشرت في العراق قبل ذلك بعد وصولها من ايران، وتؤدي إلى الإدمان السريع جداً وتدمير القوى العقلية، والتشوه النفسي، والاصابة بأمراض القلب والكلى والكبد.

وقد انخفضت أسعاره بشكل كبير من نحو ٢٠٠ الف ليرة سورية للغرام الواحد، إلى اقل من ٦٠ الف ليرة، وما يزال السعر في تناقص بسبب الضخ المتصاعد للمادة في الأسواق من قبل الميلشيات الإيرانية.

كما تزايد استهلاك الكبتاغون بشكل كبير، إضافة إلى الهوريين غالي الثمن، والذي تتعاطاه الفئة الأعلى دخلاً، أما الحشيش الذي كان تعاطيه محدوداً جداً قبل وصول الميلشيات الإيرانية، فقد اصبح مادة شائعة جداً، واصبح مجرد عتبة أولى إلى عالم المخدرات، واصبح تداوله أشبه بعملية تعاطي التبغ، وقد بدأت عملية توطينه من خلال توفير بذوره، وزراعته في مناطق معزولة، أو بين المزروعات الأخرى، وعلى حساب المزروعات الغذائية الهامة كالذرة الصفراء، وقد رصدت جسر احدى مزارعه في قرية من ريف المنطقة.

احياء وما هم بأحياء، هكذا اتمت ايران وميلشياتها مهمة إبادة السوريين الذين لم تقتلهم برصاص أسلحتها، ولم تستطع أن تهجرهم، فمنذ أن سيطرت على المنطقة انتشرت المخدرات بشكل جنوني، وفق سياسية ممنهجة، هدفها تخريب وتفتيت المجتمعات المناوئة لسيطرتها، ودفعها في نفق التوتر والجريمة وعدم الاستقرار، وتوفير تمويل وفير للميليشيات الإيرانية، وليتحول الشبان المتورطون في التعاطي والاتجار إلى مجندين سهلي القياد، لتنفيذ خطط ايران وتحقيق اطماعها.

 لكن فرصة مواجهة هذا السلاح الفتاك ما تزال قائمة، من خلال الوعي، ووقوف المجتمع الحازم بوجه هذه الظاهرة الخطيرة.

شارك