جسر – حمص
شهدت عدة قرى بريف محافظة حمص الشرقي، حركة نزوحٍ جماعية من منطقة الدوّة الزراعية، وذلك بعد وصول وصول تعزيزات عسكرية تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، بهدف المشاركة ضمن حملة تمشيط البادية السورية الرامية لإنهاء وجود مقاتلي “تنظيم الدولة”.
وقالت شبكات إلامٍ محلية، إنّ نحو 10 عائلات وصلت خلال اليومين الماضيين من قرى الكلابية وجحار التابعتين لمدينة البيارات بقضاء الدوة الزراعية، وذلك بعد الاتهامات التي طالتهم بالتستر على مواقع مقاتلي التنظيم.
وأفاد أحد النازحين، من قرية الكلابية أنّ دورية أمنية تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني اعتقلت خمسة أشخاص من أبناء قريته بتهمة التعامل مع مقاتلي التنظيم، والتستر على مواقع وجودهم بعمق البادية السورية، فضلاً عن تزويدهم بمعلومات حول مواقع انتشار حواجز الميليشيات التابعة لها جنوب غرب منطقة البيارات.
وأشار النازح إلى أنّ التعزيزات العسكرية التي تم استقدامها لقرى جحار والكلابية ومحيط حق الشاعر النفطي، وصلت على عدّة مراحل منذ مطلع شهر نيسان الجاري، وضمّت عشرات الآليات، والعتاد العسكري لعناصر من ميليشيا لواء فاطميون ولواء الباقر، الذين تمّ نشرهم على الطريق الواصل ما بين مدينة تدمر ومنطقة البيارات.
وفي ذات الشأن، شكّل مختار البيارات وقرية الكلابية وفداً عشائرياً واتجهوا للقاء المسؤول العسكري ضمن الحرس الثوري الإيراني بالمنطقة المدعو “الحاج علي العلي” وهو لبناني الجنسية، وطالبوه بتقديم ضمانات للأهالي تمنع استمرار عملية النزوح هرباً من الاعتقالات التي طالت عدد منهم.
ووفقاً للمصدر، فإن المسؤول عن الحملة العسكرية “الحاج علي” رفض مطلب الوفد العشائري بالعمل على إطلاق سراح الخمسة أشخاص الذين تمّ توقيفهم من قبل الدورية الأمنية، مشيراً إلى ضرورة استكمال التحقيقات معهم، وفي حال ثبتت براءتهم سيتم العمل على إخلاء سبيلهم على الفور.
وأضاف “الحاج علي” وجود لوائح إسمية لأفراد ما تزال تربطهم علاقة اتصال وتنسيق مع مقاتلي “تنظيم الدولة” بريف حمص الشرقي، لافتاً إلى أن الأسماء هي لأشخاص انضموا في وقتٍ سابق لتشكيلات التنظيم العسكرية إبان سيطرتهم على المنطقة خلال العامين 2013/2015.
يشار إلى أنّ ريف حمص الشرقي، التي وصلته التعزيزات الإيرانية بهدف تمشيطه، يعتبر نقطة انطلاق عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ضد الميليشيات التابعة لإيران في تلك المناطق.