حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

شارك

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

حلب: إيران تشارك “الآغا خان بترميم سوق السقطية

انتهت أعمال ترميم سوق السقطية في مدينة حلب القديمة، ويُفترض افتتاحه رسمياً، مطلع آب/أغسطس. ونفذت شركة مقاولات خاصة في حلب مشروع الترميم، وتكفلت مؤسسة “الأغا خان للخدمات الثقافية” بتمويل كافة تكاليفه، وأشرفت بشكل مباشر على مراحل تنفيذه.

ويعتبر السقطية أول سوق في المدينة القديمة تنتهي أعمال الترميم فيه. ولا تتجاوز نسبة الأضرار والدمار في السوق نسبة 30%، وهي نسبة قليلة بالمقارنة مع الأسواق المجاورة له. وتعرض السوق بين العامين 2014 و2016 لحملات قصف متكررة من قبل مليشيات النظام، جواً وبراً، ما تسبب بدماره جزئياً. وهو واحد من 37 سوقاً في المدينة القديمة، وهو شهير بالمأكولات الشعبية، وبيع وتجارة المواد الأولية الخاصة بصناعة الحلويات، وكان يحوي بعض محال الخضار والفواكه، ويمتد إلى الغرب من سوق العطارين.

ولطالما تخصص كل سوق من أسواق المدينة القديمة ببيع نوع معين من البضائع، ويعتبر سوق المدينة في حلب من أطول الأسواق الأثرية المسقوفة في العالم، ويزيد طوله عن 7 كيلومترات، وأقيم على مساحة تزيد على 160 ألف متر مربع.

وكانت المعارضة المسلحة قد سيطرت على عدد من الأسواق والأحياء القديمة، في منتصف العام 2012، في حين بقيت مليشيات النظام مسيطرة على قلعة حلب وعدد من الأحياء والأسواق المحيطة بها. ومن موقع القلعة المرتفع، سيطرت المليشيات نارياً على الأسواق القديمة، وقصفتها بالمدفعية والهاون ما تسبب باشتعال النيران ودمار الأسقف والقباب القديمة. كما تعرضت المنطقة للقصف بالبراميل المتفجرة. وعملت المليشيات على تحصين مواقعها في القلعة ومحيطها بحفر الأنفاق وتفجيرها بشكل متكرر. وحفرت المعارضة أنفاقاً في عدد من القطاعات في الأحياء القديمة، وشهدت المنطقة محاولات تقدم مستمرة للطرفين. وتسببت المعارك والتفجيرات في تضرر أجزاء واسعة من الأسواق والخانات، وبعضها تدمر بشكل شبه كلي.

وبدأت الشركة المنفذة لعمليات الترميم بإشراف وتمويل “الأغا خان” في تموز/يوليو 2018. وأشرف على تنفيذ المشروع المنتدب الخاص من المؤسسة المهندس تييري غراندان. واتخذت مؤسسة”الأغا خان” من مدرسة الشيباني في حلب القديمة مقراً لها لإدارة مشاريعها في حلب والشمال السوري. ومدرسة الشيباني، مركز ديني وثقافي تأسس في القرن الثاني عشر ويتوسط حي الجلوم في قلب المدينة القديمة. وأقامت “الأغا خان” في مركزها في المدينة القديمة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال العامين 2018 و2019.

وتقدم “الأغا خان” الدعم للعديد من المشاريع في مناطق سيطرة النظام، في الساحل وحمص وحماة ودمشق، وتدعم مشاريع ثقافية وعمليات ترميم وتقدم المنح الدراسية، وسبق أن كرمت في العام 2014 المفتي الشيخ أحمد حسون.

و”الأغا خان” هو شاه كريم الحسيني آغا خان الرابع، رجل الأعمال البريطاني من أصول باكستانية، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية. وتدعم المؤسسة أبناء الطائفة الإسماعيلية في سوريا، الذين يزيد عددهم عن 250 ألف نسمة، يتوزعون في أرياف حمص وحماة وطرطوس. ومن أهم مدنهم السلمية، ومصياف، والقدموس، ونهر الخوابي، وتعتبر السلمية مركز ثقلهم وفيها حوالي 70% من الإسماعيليين السوريين.

واستنكر إسماعيليون معارضون بعض أنشطة “الأغا خان” الداعمة للنظام، وأعلنوا في أكثر من مناسبة أن سياسات المؤسسة لا تمثلهم.

اللجنة الوزارية في حكومة عماد خميس، زارت قبل يومين سوق السقطية، وعدداً من الأسواق المجاورة له في المدينة القديمة. وتألفت اللجنة من وزراء الموارد المائية والإدارة المحلية والصناعة. ورافقها في الجولة محافظ حلب، وأمين فرع حزب البعث، ورئيس مجلس المدينة.

وبعد ساعات من انتهاء جولة اللجنة الوزارية انهار سقف جامع القدومي في المدينة القديمة على رؤوس المصلين، في وقت صلاة العشاء. وتسبب الانهيار بمقتل 3 أشخاص.

ويمنع النظام، منذ سيطرته على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016، أصحاب المحال والخانات في المدينة القديمة من القيام بعمليات الترميم من دون أخذ الموافقة. ويضع مجلس المدينة العراقيل أمام الترميم. وخسر كثيرون من أصحاب الخانات، حق الانتفاع من خاناتهم وإعادة ترميمها، بعدما أصدر النظام قراراً ينهي من خلاله عقود الايجار القديمة في العقارات المدمرة، وهي في الغالب ترجع ملكيتها لوقف الديانة الإسلامية.


جامع بني أمية الكبير في حلب (غيتي)

مصادر خاصة أكدت لـ”المدن”، أن مشاريع الترميم التي تمولها “الأغا خان” في حلب تتم بالتنسيق مع “هيئة إعادة الإعمار الإيرانية”. وبحسب تلك المصادر، فقد ساهمت “الأغا خان” في دفع جزء كبير من تكاليف إعادة ترميم مسجد النقطة في حي المشهد، في العام 2017، وللمؤسسة مساهمات عديدة إلى جانب “هيئة مزارات آل البيت الإيرانية” في حلب من خلال دفع تكاليف الترميم والإشراف على ترميم عدداً من المزارات والمقامات الشيعية في حلب وريفها، بالإضافة لمشاريع ترميم عدد من مساجد وجوامع المدينة القديمة.

وبحسب مصادر “المدن”، لـ”الأغا خان” حق الانتفاع من مشاريع سياحية في محيط قلعة حلب تعود ملكيتها لمديرية أوقاف حلب ومديرية السياحة، ولها أيضاً حصة من المشاريع السياحية المفترض إنشاؤها في موقع سوق الهال القديم الذي بدأ العمل فيه وسط المدينة منتصف تموز/يوليو الحالي، والذي أطلقت عليه وزارة السياحة اسم “تجميل وسط المدينة”. ويتضمن المشروع استملاك وتحويل المئات من الخانات والدكاكين القديمة إلى مشاريع سياحية.

التفاهمات بين “الأغا خان” والنظام تمت بشكل غير معلن حول المشاريع المفترض تنفيذها، والمقابل الذي ستحصل عليه المؤسسة مقابل خدماتها. وقد اجتمع وزير السياحة بشر يازجي، ومدير “مؤسسة الآغا خان للثقافة” لويس موريال، وممثل “الآغا خان” في سوريا محمد سيفو، نهاية العام 2018، للاتفاق على عدد كبير من المشاريع السياحية والثقافية التي ستدعمها المؤسسة بالتعاون مع وزارة السياحة و”هيئة إعادة الإعمار الإيرانية”.

المدن-خالد الخطيب

شارك