جسر:خاص
تزايدت شكاوى السكان في أحياء مدينة حلب جراء نقص الخدمات أو رداءتها، حيث تعاني معظم المناطق من الانقطاع المتكرر والطويل للتيار الكهربائي، وكذلك من تراكم القمامة وشح وسائل النقل العام ليلاً، بالإضافة إلى عدم ترميم المنازل الآيلة للسقوط.
حي الشعار والأحياء المجاورة بلا كهرباء
في حي الشعار، أحد الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة واستعادته قوات النظام نهاية العام ٢٠١٦، يندر أن يصل التيار الكهربائي إلى المنازل.
ويعتمد السكان في الحي، مثل جميع أهالي حلب على الاشتراكات في المولدات، إلا أن هذا الحي تبدو معاناته مضاعفة، خاصة وأن التقنين بات يشمل حتى الكهرباء الخاصة بسبب النقص في كميات الوقود.
أبو ياسين، أحد سكان حي الشعار قال في رسالة له وجهها إلى “جسر”: إن حي الشعار وعدد آخر من الأحياء يعاني سكانها بشكل مضاعف عن بقية الأحياء الأخرى فيما يتعلق بالكهرباء.
وأضاف: لا تصلنا الكهرباء إلا ساعتين أو ثلاثة خلال ال٢٤ ساعة، بينما توجد أحياء، وخاصة في المنطقة الوسطى والغربية، حصتها اليومة تتجاوز ال١٢ ساعة..يبدو أن لا أحد مهتم بمعاناة الأحياء الشرقية بشكل عام وحي الشعار بشكل خاص.
ويختم أبو ياسين رسالته متسائلاً: هل هي عقوبة لنا أن هذه الأحياء كانت تحت سيطرة المعارضة ؟!
حي الجابرية بدون نظافة
لكن لا يبدو أن الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل هي فقط التي تعاني، فحي الجابرية الذي بقي تحت سيطرة النظام طيلة الوقت تكاد القمامة تسد كل الطرقات والشوارع فيه.
ونشرت صفحات موالية على الفيسبوك شكاوي متكررة يطالب أصحابها بتخصيص المزيد من عمال النظافة والآليات للحي لكن بدون استجابة.
كما انتشرت العديد من الصور التي تظهر انتشار القمامة بشكل كبير داخل الحي، غالبها مضى على وجوده في المكان نفسه دون ترحيل عدة أسابيع.
وحاولت “جسر” التواصل مع أحد من سكان الحي للحديث حول هذا الموضوع، لكنها فشلت في الحصول على أي تصريح.
المشهد والسكري: منازل آيلة للسقوط
رغم النداءات المتكررة والوعود المتلاحقة إلا أن العائدين إلى حيي المشهد والسكري بعد سيطرة قوات النظام عليهما ما زالوا يعيشون قلقاً مستمراً بسبب وجود عدد كبير من المنازل الآيلة للسقوط فيها.
ولا يقتصر هذا الأمر على المنازل التي إضطر أصحابها للسكن فيها رغم أنها معرضة للتهدم في إي وقت، جراء تعرضها للقصف من قبل قوات النظام عندما كان الحيان تحت سيطرة المعارضة، بل وينسحب أيضاً على المنازل غير المأهولة بسبب تضررها الشديد، ما يهدد بانهيارها فوق المارة والأطفال في أي لحظة.
وفي شباط الماضي قرر مجلس محافظة حلب إخلاء 10 آلاف وحدة سكنية آيلة للسقوط، تسكنها أربعة آلاف عائلة في القسم الشرقي من حلب بعد سقوط منزل في حي المشهد على رؤوس ساكنيه ما أدى لمقتل ١١ شخصاً.
الحاج علي الإدلبي، وهو أحد المغادرين لحي السكري حديثاً بعد عودته إليه قبل عامين، قال “إنه يفضل الإقامة في أي خيمة بالريف على أن ينهار المنزل فوق رؤوس العائلة”.
وأضاف الإدلبي العائد إلى ريف حلب الشرقي الواقع تحت سيطرة المعارضة: لقد انتظرت أنا والعديد من سكان الحي ترميم منازلنا كما وعد مجلس مدينة حلب لكن من دون فائدة، ومنذ أسابيع بدأ المنزل يتداعى شيئاً فشيئاً وسقطت بعض حجارته وأجزاء من جدرانه ما جعلني أحسم الأمر وأغادر عائداً، في هجرة معاكسة إلى الريف الشرقي، الذي أقمت فيه عدة سنوات وأخطأت حين غادرته.
جمعية الزهراء بلا مواصلات ليلاً
المعاناة بسبب عدم توفر الوقود بشكل كاف في حلب لا تقتصر على أصحاب المولدات فقط، بل وتؤثر بطبيعة الحال أيضاً على وسائل النقل العامة بما فيها تلك العائدة للدولة.
صفحة حي جمعية الزهراء الموالية على الفيسبوك نشرت شكوى من أهالي الحي يتحدثون فيها عن توقف المواصلات ابتداء من الساعة الثامنة مساء عن تخديم الحي وهذا يشمل الميكرو سرفيس وباصات النقل الداخلي.
ويؤكد أصحاب الشكاوى أن السائقين أخبروهم بعدم القدرة على العمل مساء نظراً لعدم تخصيص كميات كافية لهم من الوقود، ما يضطرهم للعمل فقط في ساعات النهار وتجنب الخدمة مساء بسبب عدم وجود كثافة تسمح بمردود مرضي.
وتكاد تكون مشكلة توقف خطوط المواصلات عن العمل ليلاً مشكلة عامة في جميع أحياء حلب بسبب المعاناة من ذاتها من عدم توفر الوقود.
على الرغم من محاولات حكومة النظام ومجالسها المحلية التخفيف من سوء الواقع الخدمي وعدم القدرة على تلبية احتياجات السكان الأساسية في حلب وذلك عبر اطلاق الوعود والوعود فقط، إلا أن الأمور تزداد سوء في مختلف الأحياء وعلى جميع الصعد، في ظل انعدام ثقة المواطنين بالوعود الحكومية التي باتت مزعجة لهم أكثر من الواقع البائس نفسه ربما!!