حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

شارك

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

حماة الشمالي: مليشيات النظام في ورطة

بدت مليشيات النظام الروسية منهارة وقوتها الهجومية مشتتة بعدما وقع المئات من عناصرها في سلسلة كمائن نفذتها المعارضة المسلحة في محوري تل ملح والجبين شمال غربي حماة.

وأدى فشل المليشيات الذريع في عمليتها البرية الأخيرة، وخسائرها الكبيرة، إلى خلخلة صفوفها وفقدانها الثقة في قدراتها العسكرية. نيران المليشيات الهائلة وتحشيداتها غير المسبوقة لم تؤثر على عزيمة المعارضة، التي ثبتت في مواقعها ونكّلت في المجموعات المقتحمة، متبعة تكتيكات لم تتوقعها المليشيات.

انتقام المليشيات كان من المدنيين في إدلب، وتسبب القصف الجوي والبري، بمقتل 20 مدنياً، نصفهم من الأطفال. واستمر قصف المليشيات، ليل الخميس/الجمعة، وطال أكثر من 25 بلدة وموقعاً في ريفي حماة وادلب.

الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام حاولت التقدم مرات متعددة في المحاور ذاتها، وفي كل محاولة كانت تخسر العديد من عناصرها وعتادها الحربي. وبحسب مصطفى، فقد تجاوز عدد قتلى المليشيات خلال الساعات الماضية الـ50 قتيلاً، ما أثر ذلك بشكل فعلي على معنويات مجموعات الاقتحام، وأضعف عزيمتها على المواجهة. وتسبب ذلك باضطراب قيادة العمليات الروسية للمعارك، فصعّدت من النيران العشوائية، الجوية والبرية، مستهدفة في بعض مواقع الاشتباك مجموعات موالية لها، عصت الأوامر العسكرية.

نجحت المعارضة في الانتقام لقتلاها الثلاثين، الذين وقعوا قبل يومين في كمائن للمليشيات في الجلمة وكفرهود، واتبعت تكتيكات مشابهة لها في الكمائن التي نصبتها لمليشيات النظام أثناء عمليات التصدي الأخيرة. واستخدمت المعارضة بشكل مميز الألغام، وكان تنسيقها العملياتي مرتفعاً، ونجحت في رصد تحركات المليشيات قبل اندلاع المعركة بفترة زمنية جيدة سمحت لها التحضير للدفاع، وإنشاء الحفر والخنادق وحقول الألغام.

المعركة الأخيرة شمال غربي حماة هي بمثابة الاختبار الأول من نوعه لتشكيلات النظام المسلحة التي تم الزج بها في جبهات المنطقة خلال الأسبوع الماضي. وغالبية المجموعات المقتحمة من “القوات الخاصة” و”الحرس الجمهوري”، وألوية وكتائب من “الفرقة الأولى مدرعات” و”الفرقة السابعة” و”الفرقة العاشرة”، التي جرى تجميعها بهدف تعديل الموقف العسكري للمليشيات، الذي بدا خاسراً بشكل فادح منذ 6 حزيران/يونيو.

كما دفعت القيادة الروسية بتعزيزات اضافية من تشكيلات “الفيلق الخامس” و”قوات النمر”، التي يجري الاعتماد عليها منذ أيار/مايو. واشترك المئات من عناصر “الأمن السياسي” في حماة، وفروع الأجهزة الأمنية في المدن الرئيسية في الريف الحموي، في المعارك. وكذلك دفع، رئيس فرع “الأمن العسكري” في حماة العميد وفيق ناصر، بالمئات من عناصره للاشتراك في المعركة. ويبدو أن تحرك المليشيات وفروع الأجهزة الأمنية بسبب الخوف من الغضب الروسي على تعثر المعارك في الجبهات الخلفية.

ما جرى في الجولة الأخيرة من المعارك كان مخيباً لآمال مليشيات النظام الروسية، التي جربت النيران الهائلة، ضد المعارضة، هذا بالإضافة إلى التفوق العددي في الجبهات، والاستطلاع بأنواعه. ورغم كل ذلك، فشلت المليشيات فشلاً ذريعاً في المواجهات، وأجبرتها المعارضة على إعادة حساباتها مرة أخرى.

القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام باتت في ورطة بعد هزيمتها الأخيرة المكلفة في محوري تل ملح والجبين. وبحسب بكور، فقد استماتت المليشيات لتحقيق تقدم، ولو بشكل جزئي، وكانت تُجرِي في كل محاولة تقدم، تبديلاً في صفوف القوات المقتحمة، للحفاظ على حماسة الهجمات، وكانت تفشل. وقد دمّرت المليشيات، وفق بكور، بلدتي الجبين وتل ملح بشكل شبه كامل، ولم تتمكن من التقدم نحوهما.

وبحسب بكور، فإن فشل المليشيات وخسائرها أثار جنون قادة التشكيلات، وبدأ كل قائد تشكيل يلقي اللوم على الآخرين. وتوقع بكور، أن تستغل المعارضة الانهيار في صفوف المليشيات لصالحها خلال الأيام المقبلة.

انشقاق عدد من مقاتلي “المصالحات” في صفوف “الفيلق الخامس”، وانضمامهم للمعارضة، زاد من ورطة المليشيات وأزمة معنوياتها المنهارة. روسيا الغاضبة من “قوات النمر”، بدأت أيضاً بإظهار عدم الثقة في “الفيلق الخامس”، أحد أهم التشكيلات المسلحة التي تعتمد عليها في العمليات البرية في ريف حماة وجنوبي ادلب.

المعارضة لم تفصح بشكل واضح عن عدد مقاتلي “المصالحات” المنشقين، للحفاظ على سلامتهم وسلامة عائلاتهم ودفع المزيد منهم للانشقاق، ووعدت بتأمين من يريد الانشقاق منهم.

المدن ٢١ حزيران/ يونيو ٢٠١٩

شارك