حراس الدين: إحراج مستمر لأنقرة
شن تنظيم حراس الدين، هجوماً مباغتاً على قرية المنارة في سهل الغاب عرب سوريا، وسيطر عليها، بعد أن قتل العشرات من عناصر قوات النظام، فيما لم يعرف حجم الخسائر في صفوف التنظيم. وعلى خلفية ذلك اندلع قصف متبادل، بالمدفعية والصواريخ، حيث اطلق تنظيم الحراس عدة رشقات من الغراد، استهدفت مطار حميميم، دون أي أن تخلف إصابات تذكر، فيما قصفت قوات النظام، مناطق في جنوب وشرق ادلب، وفي جسر الشغور.
ويفتح هذا التطور الباب على انهيار الهدنة الموقعة بين انقرة وموسكو، في مطلع آذار الفائت، أو يرتب على انقرة اتخاذ اجراء رادع بحق التنظيم، ربما تنخرط فيه هيئة تحرير الشام، التي صدر عنها عدة إشارات سابقة عن نيتها مهاجمة تنظيم الحراس واجتثاثه، وكان أبو همام الشامي، قائد تنظيم الحراس، قد استبق مواجهة محتملة مع الاتراك، ببيان هاجم فيه من ينخرط بالقتال تحت راية الجيش التركي “الكافر”، وخص بالذكر هيئة تحرير الشام، محذراً إياها من الانخراط في مخططات واتفاقيات الدول الكافرة، مثل اتفاق سوتشي واستانا.
الحذر التركي من الانخراط في معركة مع التنظيمات الأكثر تشدداً في سوريا، منبعه خشيتها من انتقام تلك التنظيمات داخل تركيا، حيث زرعت فيها التنظيمات عدد كبير من الخلايا النائمة. وفيما إذا قررت روسيا وقوات النظام أن تخوض معركة الردّ، وهذا احتمال أقل في الظروف الراهنة، بسبب كلفة المعركة العالية، فيحتمل أن تتقدم قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي في منطقة جنوب طريق M4 فيما لو حدث التصعيد المحتمل من جانبهما.
https://www.jesrpress.com/2020/05/10/مقتل-٢٦-من-جنود-النظام-في-الغاب/
انسحاب الميلشيات الإيرانية: تكتيك أم استراتيجيا!
شهدت مدن وقرى في ريف دير الزور الشرقي، انسحاب عدد من الميلشيات العراقية، وتسليم حواجزها ومقراتها لميلشيا القاطرجي وميليشيا لواء القدس المرتبطان بالجانب الروسي، وقد تمت كافة هذه الإجراءات بحضور وإشراف الشرطة العسكرية الروسية.
ويحتمل أن يكون ذلك إحدى مراحل انسحاب متدرج للميلشيات الإيرانية من سوريا، وفق اتفاق أو تفاهم ضمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى. فيما ذهب عدد من القراءات إلى كونه مجرد تكتيك للإفلات من عمليات القصف الاسرائيلي المستمر.
وفيما إذا اكتملت هذه العملية -انسحاب الميلشيات- فهي ستكون جزءاً من مفاوضات أشمل، تتعلق بالقضية السورية أولاً، وبملف إيران بالعموم في مستوى آخر. ويحتمل أن الانسحاب سيؤدي إلى تمدد النفوذ الروسي إلى مناطق سيطرة طهران السابقة من جهة، وإلى الضغط على انقرة للانسحاب من سوريا جهة ثانية.
https://www.jesrpress.com/2020/05/09/الميلشيات-الايرانية-تغادر-سوريا/
لا مصالحة كردية- كردية
نشرت الكثير من الأخبار عن مصالحة بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) المسيطر في شمال شرق سوريا، إلا أنه تبين أن تلك الأخبار غير صحيحة، وأن لا اتفاق قد حصل، بل تقارب مدعوم بالدبلوماسية الأميركية والفرنسية، وتؤكد كافة المعطيات أن الظروف غير مواتية بعد لمصالحة من هذا النوع، بسبب تناقض مصالح داعمي الطرفي واجنداتهما، وهما حكومة البرزاني في إقليم كردستان وأنقرة، بالنسبة للمجلس الوطني الكردي، والولايات المتحدة وموسكو وقنديل بالنسبة للاتحاد الديمقراطي.
والمتوقع أن تراوح الجهود الأميركية والفرنسية في المكان، مع استمرار عملهما -المتقطع- على هذا الملف، الذي لن يشهد تغيرات فعلية مالم تحدث تغيرات جذرية في المشهد الإقليمي.
https://www.jesrpress.com/2020/05/10/المجلس-الوطني-الكردي-باق-في-الائتلاف-ا/
صراع الأسد مخلوف محسوم سلفا للأول
يبدو أن الاشكال بين رأس النظام، وابن خاله المتنفذ رامي مخلوف لم يحلّ بعد، فقد اطلق مخلوف يوم أمس، رسالة مكتوبة تتضمن ضراعة إلى “الله”، لإنصافه بعد أن خذله “العباد”، ورأى مراقبون أن الرسالة، التي يحيل مضمونها إلى التراث الديني للطائفة العلوية، رسالة مضمرة إلى النظام بكون الفئات الشعبية ورجال الدين في الطائفة إلى جانب مخلوف، الذي تعد عائلته من الزعامات التقليدية للطائفة تاريخياً.
لكن لا يحتمل أن يؤدي هذا الصدام إلى انفجار الوضع الداخلي في أوساط النظام، فمخلوف مضطر للقبول بما يملى عليه، والتزام الحدود التي ترسم له، لأن فرصته في التحرك داخل سوريا ضئيلة بسبب سيطرة عائلة الأسد على كافة مفاصل الدولة وعلى القسم الفعال من الطائفة -العسكريين والأمنيين- وعدم قدرة مخلوف أيضاً على التحرك خارجياً بسبب العقوبات الدولية التي يرزح تحتها في معظم دول العالم. والأرجح أن يبقى في البلاد بعد اسكاته، وربما ترضيته بطريقة ما، لكنه غالباً خسر معظم امتيازاته التي كان يتمتع بها بتفويض من النظام، وذهاب قطاع كبير من الأعمال التي كان يحتكرها، لشركات روسية أو رجال أعمال محليين، مرتبطين بالروس، وعلى رأس هؤلاء في هذه المرحلة عائلة القاطرجي.
https://www.jesrpress.com/2020/05/10/عاجل-رسالة-من-رامي-مخلوف-إلى-الله-بأخط/
الأزمة الاقتصادية بلا قاع
ماتزال الأزمة الاقتصادية في مناطق النظام تتصاعد، وتزداد الإجراءات التقشفية، وأخرها كان تخلي حكومة النظام، عن دعم وقود السيارات ذات سعة المحرك ٢٠٠٠ سي سي فما فوق، فيما سمح باستئناف حركة النقل بين المحافظات بعد اغلاق نحو شهر، بسبب المخاوف من تفشي فايروس كورونا.
كما يتصاعد التذمر من الفئات المتضررة، ويعلو صوتها، وتظهر كل يوم مطالبات جديدة صغيرة، ولكن تراكمها سيؤدي إلى اختناق شديد في النهاية، وعلى سبيل المثال ظهر آلاف المحتجين من عائلات ما يسمى بـ”الدفاع الوطني” مطالبين بحقوقهم كذوي “شهداء” بعد أن قتل افراد من عائلاتهم أثناء القتال في صفوف تلك الميلشيا شبه النظامية، لكن النظام لم يعترف بحقوقهم المالية والقانونية، التي يرتبها تصنيفهم كـ”شهداء” وهو الأمر الذي لم يحدث بشكل رسمي.
وإذا لم تحدث تغيرات جذرية في الحالة السياسية، سيستمر اقتصاد النظام بالتراجع، ومؤشر ذلك الانهيار المتتالي لليرة السورية الذي بلغ نحو ٣٠ بالمئة منذ بداية آذار الماضي (١٠٧٠ في مطلع آذار- ١٤٢٠ يوم أمس)، خاصة مع اقتراب موعد تطبيق قانون قيصر الأميركي، وانكفاء إيران وعزوفها عن تقديم الدعم بسبب العقوبات المفروضة عليها والصعوبات التي تواجهها بسبب تفشي وباء كورونا.