جسر – خاص
عاش اللاجئون السوريون في ولاية قيصري، ليلة دموية قاسية، بعد أن هاجم عشرات الأتراك أرزاقهم ومحالهم التجارية ومنازلهم وسياراتهم في الولاية، على خلفية مزاعم تحرش سوري بفتاة تركية ليتبين أن القصة منفية تماماً، وأن الفتاة سورية ولم تتعرض للتحرش وإنما تمت معاملتها بشكل غير لائق وفقاً لما أعلن الوالي.
صحيفة “جسر” التقت السوري عمر، الذي فضل عدم ذكر لقبه خوفاً من الملاحقة، والذي يعيش في ولاية قيصري وسط تركيا، وكان شاهدا على أحداث الليلة القاسية التي تعرض لها السوريين في الولاية.
يقول عمر في حديثه لصحيفة “جسر”: “إن الأمور لم تكن متوقعة إطلاقاً، هاجموا محلنا التجاري وأضرموا النيران فيه وكسروا كل محتوياته، المحل هو مصدر رزقنا الوحيد في تركيا وهو يعيلنا ويعيل باقي أفراد أسرتي في سوريا”.
يضيف عمر: “500 ألف ليرة تركية هي تكلفة تجهيز محلنا وقمنا بتجهيزه في العام 2022، الآن أصبحت رماد تماماً، لم يعد لدينا مصدر رزق، ولا أعلم السبب الذي يدفع أناس لحرق وتكسير محلنا، إنه حقد دفين علينا”.
في المقابل، يقول الشاب السوري حسن: “حرقوا سيارتي أمام عيني لم أكن أستطيع مقاومتهم من شرفة منزلي كنت أشاهدهم وهم يضرمون النار في السيارة، هذه السيارة هي سندي الوحيد في تركيا، كنت أعمل بها في سوق الهال، أنقل لأصحاب المحال الخضروات من سوق الهال إلى محلهم لقاء أجور زهيدة لكنها كانت تكفيني للبقاء على قيد الحياة”.
يشير حسن إلى أن السيارة تبلغ قيمتها ما يقارب 700 ألف ليرة تركية، وكانت مصدر رزقهم والمعيل الوحيد له ولعائلته حيث يقول: ” القهر الذي وصلنا إليه أن ترى أموالك تحرق دون أن تستطيع أن تعمل شيء، الظلم قد كبر، وعند الله القصاص”.
وعن خياراته يقول حسن لصحيفة جسر: لا خيارات أمامي أبداً، الأنصار قطعوا كل الطرق علينا، سأغادر إلى أوروبا إن وصلت سأبدأ حياة جديدة، وإن غرقت في مياه البحر، سيكون ذلك أفضل من البقاء هنا”.
هذا وقال الشاب السوري حسن: ” ملايين الليرات التركية حرقت وهي أموال السوريين التي جمعوها طيلة 10 سنوات في تركيا بعد عمل ليلاً نهاراً، حرقوا الأملاك والمحال، السوريون في بعض أحياء قيصري عادوا إلى نقطة البداية، وهذه الأموال جمعها السوري لأنه لا يريد معونة من أحد لكنهم حرقوها”.
وبعد ساعات من الأحداث الدامية في قيصري، لم تعلن الحكومة التركية عن أي إجراءات لملاحقة من أقدم على حرق ممتلكات السوريين في الولاية، بل ما زال الهجوم عليهم مستمراً من قبل الساسة الأتراك.