خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

شارك

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

خطوةٌ أخرى نحو الهاوية

جسر: رأي:

انترنت

ليس رامي مخلوف أول منشق عن الأسدية، ولن يكون الأخير، إن بقي بشار ممسكا بالسلطة، أو غادرها قبل أن تبتلعه زوبعة داخلية أو خارجية ما، كثر الحديث عنها أخيرا، ونشرت أطراف عديدة شائعات متنوعة عنها. لكن انشقاق الحرامي رامي يختلف عمّا سبقه من انشقاقات، بدءا بانشقاق رفعت الأسد الذي لم ينشق فقط، بل حاول القيام بانقلاب، لعب دورا مهما في كشفها سفير الأسد في لبنان، علي عبد الكريم، الذي زرعه الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، علي دوبا، في حاشية رفعت، فنقل أولا بأول كل كلمه قالها في مجلسه السري إلى شقيقه حافظ، الذي كافأ المخبر باستقبال قصير نقده خلاله مائة وخمسين ألف ليرة، مكافأة له على غدره بالشقيق رفعت، فأنفق معظمها في شراء السيجار لسادة المخابرات الذين كان السيجار أقصر طريق إلى قلوبهم.

لم ينشق آصف شوكت انتقاما من ابن حميه المجاهد ماهر الأسد الذي أطلق النار عليه في أول محاولة لقتله، وعاهده على ألا ينجو في المرة التالية، لكن بشار سبقه إلى تسديد الضربة القاتلة لزوج شقيقته، ونسف، ليقتله، خلية الأزمة بمن فيها من أساطين السلطة، مسدّدا بذلك صفعتين، واحدة لدولة أوروبية كانت على صلة مع الصهر، وأخرى لروسيا التي كانت قد سألت وزير الدفاع الأسبق، حسن التركماني، عن رأيه في بشار.

انشقّ رامي مخلوف، بعد شريطين وجههما إلى بشار، لكنهما استهدفا زوجته التي يشهد الجميع بأنها راكبة عليه و”مدندلة رجليها”، كما يقول العارفون بها وبسجلها الباهر في توطيد قبضتها على سلطةٍ يحتلها وحوش، ليس بينهم من يتردّد في قتل أخيه من أجل سيجار من علي عبد الكريم أو سيجارة مالبورو، فكيف إن جلست على طاولة البوكر وسط لصوص السلطة، وبدأت تقش الفيش وأثمانه من حمولاتٍ مالية يقدّرها متابعوها بالمليارات التي توزعها على مراكز مالية جديدة، ليس شاغلوها من جماعة زوجها وابن خاله الذي حاول لفت أنظار بشار إلى الأبعاد الانقلابية لسلوك زوجته، واتهمها بمطاردة المخلصين من أمثاله الذين تريد تشليحهم “جنى عمرهم”، فكأن رامي نسي من وجدت جثثهن تحت دواليب سيارات التاترا من ربّات الصون والعفاف، زوجات هذا أو ذاك من آل الأسد، المشهورين بحبهم زوجات جميع الناس عدا زوجاتهم. لذلك، يا سيد رامي، طوّل بالك لتكون أسماء جمعت ما يكفي من لوحات، وبيّضت ما يكفي من أموال، وستراها ذات يوم تحت عجلات شاحنة تاترا، شريطة ألا تسبقها أنت إلي السقوط تحت عجلاتها، الأمر الذي أستبعده، مع أنني لا أستبعد إطلاقا أن تكون من ذوات الأربع ذات الآذان الطويلة.

والآن، سأقول لك لماذا عليك أن تصمد. أنت، يذكر ابن عم سميح بكل فخر واعتزاز، من أسرة قومية سورية بدلت اسم قرية بستان الباشا في الخمسينات إلى بستان الزعيم، وفرضت غرامةً على من يذكر اسمها الأصلي، فالمشكلة معك يمكن أن يكون لها ذيول سياسية، بما لجماعتك من حضور في “البعث” والأمن. وأنت من أسرة يدها طايلة في ريف الساحل، وتعتبر قصقصة جوانحها ضربة لتوازناتٍ لا بد أن يكون بشار عارفا بها، وتكون زوجته مصمّمة على تقويضها. أخيرا، في جميع الانشقاقات السابقة، وقف العالم ضد المنشقين مع الأسد. اليوم لا أحد يقف معه غير إيران التي لن تتمكن من حمايته ما لم يسبق عسكرها إلى طهران. بهذا المعنى، انشقاقك “قد” يكون ضربةً حقيقية لبشار، إن لم تسبقك زوجته إلى دفشه نحو الهاوية!

سيد رامي، قضيتك ليست ضعيفة، فلا تيأس. خشخش كيسك المليء بالدولارات في موسكو، القرفانة من بشار، وطهران التي يمكن أن تبيعك.

تحرّك يا فتى.

 

*نشر في العربي الجديد السبت 9 أيار/مايو 2020، للقراءة في المصدر اضغط هنا

شارك