تفادت قيادة “قوات سوريا الديموقراطية” حدوث مشكلة خطيرة في ديرالزور كانت على وشك الانفجار، وسلّمت عناصرها الذين انتهكوا قاعدة عشائرية تتمثل في “الإجارة” و”حرمة المنازل” لقبيلة البكارة، بحسب مراسل “المدن” محمد الخلف.
وكانت دوريات من “قسد” قد شنّت حملة تفتيش وجمع سلاح في التجمعات الصحراوية شمال غربي ديرالزور، التي تنتشر فيها قبيلة البكارة. واصطدمت دورية من “قسد” مع عائلة في منطقة العكلة، التي تعتبر منطقة مشايخ القبيلة، بعدما رفض شاب تسليم سلاحه، وتشاجر مع عناصرها، ثم دخل منزل شيخ القبيلة حاجم البشير.
واستقدمت “قسد” تعزيزات واقتحمت المنزل، واعتقلت الشاب بالقوة، ما تسبب بتفجر حالة من الغضب. واطلقت القبيلة نداء الحرب الخاص بها “فزعة العايد”، ما تسبب بأن ألف منتسب لـ”قسد” من أبناء القبيلة، خرجوا عليها، وأخذوا معهم سلاحهم الثقيل والفردي. وتوافد نحو ألفي رجل مدني بسلاحهم، إلى منزل الشيخ حاجم، وأعلنوا التمرد، الذي لم ينتهِ إلا بعدما قامت “قسد” بتسليم عناصرها المسؤولين عن الحادثة إلى الشيخ حاجم، وهم مكبلين. واعتذرت “قسد” للشيخ وللقبيلة، واطلقت سراح كافة المعتقلين لديها على خلفية الحملة، وأعادت سلاحهم الفردي لهم.
وحاجم البشير، هو حالياً من أبرز وجهاء قبيلة البكارة، بعدما خلعت القبيلة شيخها السابق، قريب الشيخ الحالي، نواف البشير، بعد عودته للتصالح والعمل مع نظام الأسد. وقد كان حاجم، الوجه الأبرز في الاجتماع القبلي الكبير الذي عقد قبل نحو شهر في منطقة عين عيسى، والقى بنفسه بيانه الختامي، على نحو خمسة آلاف من أبناء القبائل، حضروا ذلك الاجتماع.
وتعد قبيلة البكارة من كبرى قبائل شرق سوريا. ويقدر مصدر قبلي منها عددها في شمال شرق سوريا بأكثر من مليون شخص، يتوزعون على ديرالزور بنحو 500 ألف والحسكة 300 ألف وحلب والرقة بنحو 300 الف. ويتوزع أبناؤها على مختلف أطراف الصراع في سوريا، مع ميل غالبيتهم إلى صف الثورة والمعارضة، إذ يمثلون عماد فصائل شرقي سوريا التي تقاتل في شمال حلب مثل “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و”شهداء بدر”، كما يتواجدون بكثافة في “قسد”، وتوجد نسبة منهم مع قوات
النظام السوري، بينما يشكل متشيعون منهم “لواء الباقر”؛ أحد أبرز المليشيات المسلحة التابعة لإيران في سوريا.
المصدر: صحيفة المدن ٣أيار/مايو ٢٠١٩