تنتشر جرائم السطو المسلح والقتل في معظم المناطق السورية بسبب فوضى السلاح، والبطالة، وتصفية الحسابات في غياب شبه تام لجهاز الشرطة، وانتشار للعصابات المرتبطة بالأجهزة الأمنية والمليشيات التي تسيطر على الأرض.
في حادثين منفصلين، قتل رجل على يد عصابة سرقة، وقتلت أمرأة وأحرقت جثتها على يد زوج ابنتها ، وذلك خلال أسبوع واحد في مدينة ديرالزور التي تسيطر عليها قوات الأسد.
وحول الجريمة الأولى كشف مصدر خاص لـ صحيفة جسر أن رجلا قتل بطلق ناري في منطقة الضاحية الجديدة غرب المدينة في صباح يوم الإثنين 14 كانون الثاني، من قبل مسلحين اطلقوا النار عليه لحظة خروجه من منزله في الساعة السادسة صباحاً” وأوضح المصدر” بأن الرجل سمع أصوات كسر وخلع للمحال المجاورة لمنزلة، فخرج ليستطلع ما يحدث في الشارع، وحين شاهده أفراد العصابة، فتحوا النار عليه ولاذوا بالفرار“.
أما عن الجريمة الثاني فقد كشف مصدر آخر لـ جسر:” أن رجلا اقدم عل قتل والدة زوجته (حماته)، بعد أن كشفت سرقته لأموالها ومجوهراتها، وكان القاتل قد استدرج حماته يوم الأحد 13 كانون الثاني، في حي خسارات، الذي يسكنه عدد قليل من العائلات جراء التدمير الكبير في المنازل“، وأقدم على حرق جثة المراة بعد قتلها بعيار ناري، وأن الجريمة لم تنكشف إلا بعد مضي خمسة أيام“.
وبحسب المصدر فإن زوج الضحية أبلغ جهاز الأمن أنه فقد زوجته منذ 24 ساعة، وتم الاشتباه بالقاتل(صهره) والقي القبض عليه واعترف بالجريمة، وبرر ما فعله خوفا من افتضاح أمر سرقته لمال ومصاغ لحماته قبل نحو تسعة أشهر.
وأجرت جريدة جسر مقابلة مع السيد ” منير الأحمد” أحد سكان مدينة ديرالزور للوقوف على تنامي ظاهرة القتل والسرقة في المدينة، وأوضح قائلاً:” تشهد المدينة أحداث قتل وسرقة وسطو مسلّح بصورة دائمة، وإن حادثتي القتل التي حصلتا في الأسبوع الفائت هي أمر مرعب لجميع السكان الحاليين في المدينة أو النازحين الذي يفكرون في العودة إلى المدينة، وترجع دوافع القتل بالدرجة الأولى إلى أسباب متعلّقة بالسرقة، حيث أن انتشار البطالة وندرة الحصول على فرص العمل، أحد أهم الأسباب التي دفعت أعداداً كبيرة من الشباب للجوء للسرقة، ويأتي عامل الانتقام والاغتيال وتصفية الحسابات في الدرجة الثانية لمسببات ودوافع القتل “.
وأضاف الأحمد :” إن تنامي الجريمة وانتشارها في مدينة ديرالزور يرجع سببه لانتشار السلاح بصورة فوضوية، وعدم جديّة الأجهزة الأمنية وقدرتها على ضبط أمن المدينة“.
وأشار السيد منير إلى أن مستوى الجريمة في ارتفاع مستمر، ولا أتوقع أن ينخفض في المدى القريب، وخاصة أن معظم أرجاء المدينة غير مخدمة بالكهرباء وغياب تام للشرطة، ما يسهّل على المجرمين واللصوص التخفي والهرب.
وتشهد معظم المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد في ديرالزور، جنوب نهر الفرات “شاميّة” جرائم قتل وخطف وسلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة تنفذ معظمها مليشيات منفلتة تابعة للنظام أو عصابات مدنية تدعمها هذه المليشيات.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على كامل مدينة ديرالزور قبل عام بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش“، الذي كان يسيطر على ثلثي المدينة.