رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

شارك

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

رشا: عاشت مع أفعى في المعتقل وفي المجتمع اتهمتها عمّة زوجها بالسرقة فطلقها

#ناجيات_أم_ليس_بعد #Survivors_or_not_yet

“عندما تكونين خريجة حبوس حتى لو كان اعتقالك رفضاً لنظام ظالم، لن يمنع ذلك الأخرين أن يتهموك بالسرقة، فأنتِ دخلتي السجن، وهناك ستتعلمين كل شئ، ولن تتردي  بسرقة أحدهم، ولن يكتفوا بذلك فجرمك سيصدقه أقرب المقربين وهو زوجك، سيقول ببساطة: أنت طالق، هذا المجتمع الذي ربينا فيه، وكل ما يجب علينا فعله هو الصمت” تقول رشا ابنة الخامسة والعشرين ربيعاً هذا لصديقتها رزان، ملخصة قصة مأساة عاشتها وما تزال.

 تعود قصة رشا إلى عام ٢٠١٣ عندما كانت تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، وهي من إحدى قرى ريف درعا (رفضت ذكر اسم قريتها)، اعتقلت على أحد حواجز النظام في الصنمين، حيث كان اسمها موجوداً لدى الحاجز، بعد قيام أحدهم بكتابة تقرير عنها أنها تساعد عناصر الجيش الحر وتقدم لهم الطعام، لتغيب في فرع المخابرات الجوية لمدة عام ونصف.

تقول رزان” كانت رشا شابة جميلة ممشوقة القامة، بسيطة الثياب، ورغم فقر حال أسرتها المكونة من ١١ فرداً إلا أنها كانت قنوعة، ومستعدة دائماً لتقديم يد العون إن استطاعت، وطيبتها هذه، كانت سبباً في اعتقالها”.

لم تخرج رشا من المعتقل كما دخلته، فتلك الصبية خرجت بجسد نحيل، ووجه ارتسمت عليه علامات البؤس والخوف فما مرّت به “كفيل بأن يغير أياً كان”.

تقول رزان ”مورس على رشا مختلف أنواع التعذيب من الضرب العنيف بالعصا إلى الصعق بالكهرباء، ولم تسلم من وضعها في الدولاب، وتغطيس رأسها في الماء لتعترف، لم تخرج رشا كما كانت، فهي دائماً شاردة خائفة، ولا تجيد إلا الصمت”.

بخروج رشا من المعتقل طلبت من صديقتها رزان مرافقتها إلى طبيب، وهناك طلبت منه وصفة لأدوية مهدئة ومنومة، تقول رزان “لم تتوقف رشا عن مشاهدة الكوابيس ليلاً، وعندما طلبت من الطبيب الأدوية أوضحت له، أنه في المعتقل كان يتم إدخال أفعى كبيرة لتخويفها خلال فترة زمنية معينة، الأمر الذي كان يتسبب لها بحالات إغماء هناك، ولكن الأمر رافقها حتى بخروجها ففي كل ليلة، ترى تلك الأفعى في منامها تقترب منها وتمرّ على جسدها”.

عانت رشا ما عانته خلال سجنها، وأصيبت بالقمل وبالعديد من الأمراض الجلدية التي لم تكن تعرفها، نظراً لانعدام شروط النظافة، فقد كانت المعتقلة لا تستحم إلا فيما ندر.

عائلة رشا وقفت إلى جانبها، ولم تخرج إلا عندما دفعوا ستة ملايين ليرة ثمناً لحريتها، وبعدها قام عمها بتهريبها إلى لبنان، لتبتعد وتأخذ قسطاً من الراحة.

عادت رشا إلى قريتها لتبدأ معاناة جديدة، فشفقة المجتمع وتعاطفهم معها، انقلب إلى نظرة احتقار،  بسبب ما يسمعه الناس من قصص عن المعتقلات من اغتصاب وسوء معاملة، ورغم ذلك تزوجت، ولكن ذلك الزواج لم يكتمل، فقد عاشت مع زوجها وعمته المتقدمة في السن، والتي لم تكن على علاقة وديّة مع رشا، فاستطاعت أن تلفق لها تهمة سرقة ذهبها وأموالها، الأمر الذي دفع زوجها إلى الإنفصال عنها.

تقول رزان “استعجلت رشا وتزوجت ثانية وياليلتها لم تفعل، فألسنة الناس ما زالت تلوك سمعتها، وبالأخص هذا المجتمع الريفي الذي لم يعد يراها معتقلة بل وسارقة أيضاً، وهي تعاني الآن من مشاكل مع زوجها الثاني، ومن المحتمل أن تنتهي الأمور بالطلاق”.

تقر رزان أن رشا بعد طلاقها لم تعد كما كانت، باتت تتصرف بشكل غير واع، وعندما قررت الزواج ثانية كان هروباً منها، ورغبة في إثبات أنها كغيرها من الفتيات، وهناك من يرغب بالزواج بها رغم كل ما يقال “لن أستطع أن ألومها فمن تعرض لكل هذا الظلم، لن تكون خياراته مبنية على العقل والحكمة، فضغط المجتمع آذاها كثيراً، ولكن ما باليد حيلة، عليها الرضوخ وحسب”.

شارك