ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

شارك

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

ساعد الأمس إسكافي اليوم…..!

عبيدة العمر – إدلب
في لقاء خاص مع “جسر”، تحدث المساعد أول المنشق “أبو الخير” عن عمله وحياته. لدى وصول “جسر” إلى مكان عمله في ريف ادلب الجنوبي ببلدة بسقلا، رأينا تجمعاً من الناس أمام الدكان، فانتظرنا فترة قصيرة بعدها غادر الناس وهممنا بالدخول إلى الدكان.
لم يشأ أبو الخير التحدث لوسائل الإعلام، ولكن بعد نقاش طويل أقنعناه بالحديث مع “جسر” حصرياً.
أبو الخير مساعد أول منشق عن إدارة المرور العامة. أمضى أربعة وعشرين عاماً من الخدمة في مؤسسات الدولة كالقصر العدلي بدمشق وإدارة المرور بحرستا والزبداني ومعرة النعمان. يبلغ من العمر 41 عاماً، وهو أب لستة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً وأصغرهم أربعة أعوام .
ولقد بدأ حديثه بتاريخ انشقاقه منذ سنة وثلاث شهور، حيث قال: “انشققت عن إدارة المرور في حرستا ولم أستطع أن أُحضر معي أي شيء من أملاكي سوى راتب شهر واحد ومقداره اثنان وعشرون ألف ليرة سورية، وذلك لأن المخابرات الجوية كانت تمارس حصاراً خانقاً على الموظفين، وإن أحسوا برغبة شخص بالانشقاق سيقتلونه فوراً”.
أما عن سبب انشقاقه عن النظام، فيجيب أبو الخير: “أعمال القتل التي رأيتها بريف دمشق والتي شاهدتها في كل مناطق سورية على وسائل الإعلام. انشققت وبقي لي عام واحد كي أحصل على التقاعد والبدل النقدي عن الخدمة، ولكني تركت كل شيء خلفي وانضممت الى الثورة”.
أثناء النقاش يدخل طفل صغير يحمل حذاء بحاجة الى صيانة فينهض أبو الخير ويقوم بإصلاح الحذاء، ويتقاضى مبلغ 25 ليرة سورية، ثم يتابع حديثه عن سبب اختيار العمل كإسكافي: “أنا أول اسكافي في البلدة. وكذلك لأنني أستطيع العمل بدون كهرباء أحياناً. والسبب الأهم هو أن أحصل على قوتي وقوت عائلتي وأن لا أحتاج إلى أي شخص آخر”.
-كيف دفعت ثمن الآلات؟
يجيب المساعد أول مبتسماً: “الآلات ليست لي، بل استأجرتها مع الدكان بمبلغ خمسة آلاف ليرة سورية شهرياً”.
أكثر ما لفت انتباهنا هو شدة الحر داخل الدكان، حيث كانت مطرقة أبو الخير لاتكل ولا تمل من ضرب المسامير داخل الأحذية. المكان ضيق جدا والآلات قديمة وبحاجة لجهد كبير للعمل عليها ولكنه لم يهدأ أبداً عن العمل.
وعن علاقته بالجيش الحر قال لنا حرفياً : “والله العظيم إني بخجل من الشباب اللي بيروحوا عالجبهة، بس شو بدي ساوي.. ما بحسن روح واترك عائلتي تموت من الجوع”.
قبل أن نغادر المكان دخل شقيق أبو الخير (وهو منشق كذلك)، فسألناه عن رأيه بعمل أبو الخير كإسكافي، فأجاب: “والله عيب مساعد أول يشتغل اسكافي، بس الحياة أجبرته. الله يوفقه”.
بدا واضحاً من خلال كلام الناس المجاورين لدكان أبو الخير فرحهم لوجود أول إسكافي بالبلدة، ولقلة تكلفة إعادة صيانة الأحذية، حيث تحدثوا عن كون أجره هو الأرخص من حيث التسعيرة في كل المناطق المجاورة.
انتهينا من عملنا وغادرنا المكان ولكن منظر حبات العرق على جبين المساعد أول أبو الخير لم يغادر خيالنا.

شارك