جسر: خاص
شهدت ولاية أورفا التركية حملة اعتقالات خلال الأسبوعين الماضيين، طالت سوريين حاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة “الكمليك” وتم ترحيلهم إلى سوريا.
“جسر التقت شابين اعتقلا من مقر عملهما بقصد التحقيق معهما افي أمور روتينية ليجدا نفسيهما أمام خيارين أما السجن أو العودة إلى سوريا.
يقول الشاب “ع.ح” إنه “في يوم الجمعة في الخامس عشر من الشهر الجاري، داهمت قوة من الشرطة والمخابرات القهوة التي أعمل بها، وطلبوا مني بطاقة الإقامة “الكمليك” فقدمتها لهم، ومن ثم طالبوني بالتوقيع على أوراق وقالوا لي هذه إفادتك عن وضعك في تركيا، وأجبروني على التوجه إلى الكركون، فسألتهم: ابني مريض هل سيستغرق الأمر وقتاً طوبلاً؟، فأعملوني أنه إجراء روتيني للحصول على إفادة”.
ويتابع “وصلت الكركون في قره كوري، وبعد ساعة بدأوا باستجوابنا كنا ١٢ شخصاً، وأخذوا ما كان بحوزتنا من هواتف ومفاتيح ونقود وأوراق، وفي الساعة الواحدة ليلاً اتخذوا قرار بنقلنا إلى مخيم حران، وأعملونا أننا سنمضي ليلة واحدة هناك، ونظراً لكون يوما السبت والأحد عطلة بقينا حتى يوم الاثنين في المخيم”.
ويضيف “وفي صباح يوم الإثنين جاءت قوة من الشرطة، وقاموا باستجوابنا، من أين أتيت، كيف دخلت إلى تركيا؟ كم دفعت للمهرب؟ كيف حصلت على الكملك؟ وأين تسكن؟”
وبعد استجواب الأشخاص الـ ١٢ وعدوهم أن أوراقهم ستحول إلى أنقرة ومن ثم يمكنهم استخراج أذون عمل نظراً لكونهم يعملون بشكل غير رسمي.
إلا أن ما حصل كان العكس ففي صباح اليوم التالي تم نقل كل من في المخيم في باصات إلى عينتاب، ووضعوهم أمام خيارين إما الترحيل إلى سوريا أو يحبسون في تركيا لمدة عام كامل، وبعد مرور هذا العام لا يوجد أي ضامن لمستقبل وجودهم.
وقالوا لهم “تركيا تعمل منذ أربع سنوات من أجل تجهيز المنطقة الآمنة، يمكنكم الآن الذهاب إلى هناك”.
يعبر “ع.ح” عن صدمته فيقول “لقد اعتقلنا لعدم امتلاكنا إذن عمل، ومن ثم أصبحت تهتمنا أننا دخلنا تركيا عن طريق التهرب، بالرغم من أن القانون التركي ينص على أن من دخل إلى تركيا بشكل غير شرعي وحصل فيما بعد على كملك تسقط عنه التهمة”.
دخل “ع.ح” إلى سوريا تاركاً عائلته وابنه إلى مصير مجهول، ولا يعرف ماالذي سيقوم بفعله.
ولا تختلف قصة “ع.ح” كثيراً عن قصة الشاب “أ.غ” من مواليد دير الزور عام ١٩٩٥ فهو مقيم في أورفا منذ خمس سنوات.
يقول “أ.غ” “في الساعة التاسعة والنصف من مساء الـ ١٥ من الشهر الجاري داهمت دورية مشتركة المقهى الذي أعمل فيه، وأخدوا أسماء العاملين واقتادونا إلى المخفر لأخذ إفاداتنا، ومن ثم نقلونا إلى مخيم حران بأورفا بقينا هناك عدة أيام هناك، لننقل بعدها إلى عينتاب”.
ويتابع “كان أمامنا خيارين إما السجن لمدة عام كامل بانتظار مصير مجهول، وإما العودة إلى سوريا، وبالرغم من أني حاصل على الكملك ولم أرتكب أية جرائم، اتخذ القرار بترحيلي، وخلال إقامتي في سجن عينتاب تعرفت على أشخاص كثر منهم من حاول السفر إلى اليونان فتم اعتقاله بعد تعرضه للضرب، كما التقيت بفتاة في السابعة عشر ممن العمر وتهتمتها تلخصت باستضافة سيدة سورية في منزلها”.
حالة من التوتر والقلق تسود أوساط السوريين في أورفا، إذ أوضح أحد السوريين المقيمين هناك أنه تجاوز عدد المرحلين ٧٠ شخصاً.
يقول “ع.م” إنه “لقد أثرت تلك العمليات على الأسواق، وحركة البيع والشراء، فالسوريون يلزمون منازلهم خشية اعتقالهم وقد تعطلت مصالحهم، إذ لا توجد حالياً أي نوع من الحماية للسوري فالكملك لم يعد كافياً”.
ورحّلت السلطات التركية لاجئين سوريين من ولاية أورفا جنوبي تركيا، ضمن حملةٍ غير مسبوقة تشنّها في الولاية المقابلة للمنطقة الآمنة التي تعمل تركيا على إنشائها في الأراضي السورية.