جسر: رصد:
في بلدة الراعي الحدودية الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا منذ طرد “داعش” في عملية “درع الفرات”، عقد المجلس التركماني السوري يوم أمس اﻷحد 8 كانون اﻷول/ديسمبر 2019 أول اجتماعاته في الداخل السوري.
ونشر المجلس عبر صفحته على موقع “فيسبوك” منشورا باللغة التركية مذيّلا بتوضيح عربي، ومرفقا بمجموعة صور من اﻻجتماع، ظهر فيها رئيسه الحالي محمد وجيه جمعة، ومجموعة من أعضاء المجلس، قال المنشور أنه تم في اﻻجتماع “تقديم وثائق العضوية لأعضاء المجلس”.
وكان المجلس قد عقد أواخر الشهر الماضي في المدينة نفسها مؤتمره السنوي الخامس بحضور أنس العبدة رئيس اﻻئتلاف، ونصر الحريري رئيس هيئة التفاوض، وعبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة المؤقتة، العضو المؤسس في المجلس، والذي سبق أن تقلد فيه عدة مناصب قيادية منها رئاسته بين 2014-2016.
وفي ثلاث صور نشرتها صفحة المجلس، ظهر العلم السوري رفقة العلم التركي وعلم ثالث آخر يتوسطه الهلال والنجمة على خلفية من اللونين اﻷزرق واﻷبيض.
لكن صورة رابعة، لم تنشرها صفحة المجلس بل تداولها ناشطون سوريون، أظهرت رئيسه ومجموعة من اﻷعضاء بعضهم قياديين، كما يمكن اﻻستنتاج من قيادتهم اجتماع المجلس رفقة رئيسه في بقية الصور.
يحيط أعضاء المجلس في الصورة المتداولة بطاولات مغطاة بنسخ من العلم الثالث، تتوضع فوقها عدة مصاحف، يمد اﻷعضاء أيديهم إليها فيما يشبه القسم، فعلى أي راية أقسم أعضاء المجلس التركماني؟
مجلس واحد.. راية واحدة
في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي 2018، رعى المجلس التركماني مؤتمرا لتركمان سوريا تحت مسمى “العلم التركماني” في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي.
ونقلت “يني شفق” التركية، عن رئيس المجلس محمد وجيه جمعة، وهو رئيس حزب الحركة الوطنية التركمانية أيضا، أن “التركمان عقدوا مؤتمرا في مدينة جوبان باي (الراعي) شمال حلب، برعاية المجلس التركماني، حضره نحو 250 ممثلا تركمانيا عن الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بسوريا وتركيا، والمجالس المحلية، وقادة الفصائل التركمانية، وقادة الرأي ومخاتير قرى وغيرهم”.
في حينها قال جمعة للصحيفة: “امتثلنا لمطالب شعبنا واخترنا هذه الراية المشتركة”، وأضاف “ستكون وحدتنا أعظم قوتنا في المستقبل. الآن لدينا راية موحدة ستمثلنا وتوحّدنا”.
في ذلك التصريح، وضح جمعة للصحيفة ألوان الراية ورموزها، فقال إنها مؤلفة من ثلاثة ألوان هي الأبيض الذي يرمز للسلام والقيم الإنسانية العالمية، والأزرق يرمز للأتراك، والأحمر لدماء الشهداء، ووسطه نجمة وهلال ترمزان للإسلام.
عثمانيون رغم أنف السوريين.. واﻷتراك!
لقد أقسم أعضاء المجلس في اجتماعهم أمس على العلم التركماني الذي صوّت عليه التركمان في مؤتمر رعاه المجلس التركماني السوري في مدينة الراعي العام الماضي.
وتكررت في اﻵونة اﻷخيرة أحداث أظهر فيها ممثلون سياسيون لتركمان سوريا ميلا واضحا لتمييز أنفسهم عن بقية السوريين كتركمان، مستغلين دعم السلطات التركية، التي تتحكم بمساحات واسعة من الشمال السوري بعد عملياتها الثلاث فيه، والتي اعتمدت فيها على قوات شكّل التركمان نواتها الموثوقة بالنسبة لها.
وأمس، ظهرت صورة لرئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى في مكتب المجلس المحلي لمدينة عفرين، التي سيطر عليها “الوطني” إثر عملية “غصن الزيتون”.
اللافت للنظر في صورة مصطفى الأخيرة، لم يكن غياب العلم السوري، أو حضور العلم التركي رغم ذلك، بل ظهور شعار الدولة العثمانية، والذي تعتبره الدولة التركية الحديثة في جملة الرموز المحظورة، والتي يمنع استخدامها في الدوائر الرسمية التركية، فهل بات الشمال السوري حقلا لممارسة “الذات العثمانية” المُحاربة في تركيا نفسها؟!
https://www.facebook.com/meclisturkmen/posts/1817907385019372